بالصور.. عاملات سعوديات يفترشن الأرصفة ومواقف السيارات

سلطان السلمي- سبق- جدة: لم تجد الموظفات السعوديات في المو?ت الكبرى بجدة أماكن مخصصة لتناول وجبات الطعام وقضاء أوقات الراحة من قِبل بعض الشركات المشغلة لهن، على الرغم من تشديد وزارة العمل على ذلك، غير اللجوء إلى الهواء الطلق وافتراش الأرصفة في مواقف السيارات؛ وأصبحن مثاراً للسخرية والشفقة والتحرش من قِبل أصحاب المركبات.

"سبق" قامت بجولة ميدانية على أحد الأسواق الكبرى بجدة، وفتحت ملف النقاش، وطرحت القضية للرأي العام مع الموظفات السعوديات اللاتي اشتكين من الحال والمعاناة الشديدة في أوقات الاستراحة والطعام؛ إذ لا يجدن مكاناً يرتحن فيه بعد ساعات عمل طويلة سوى المواقف العامة للمول؛ وذلك بسبب إقدام بعض الشركات المشغلة لهن على استغلال الأماكن المخصصة للراحة للموظفات في تخزين البضائع، غير مبالين بحال فتيات هذا البلد بما يحفظ حقوقهن وكرامتهن.

عدم وجود أماكن مخصصة
وقالت "ليلى محمد"، وهي موظفة سعودية تعمل بإحدى الشركات الكبرى لبيع الأزياء النسائية: "في أوقات الاستراحة (البريك) نعاني كثيراً؛ فليس هناك مكان مخصص لنا نقضي فيه ساعة من الراحة بعد عمل يوم طويل".

وذكرت "مي القرني"، وهي تعمل في قطاع العطور بإحدى الماركات المعروفة : "منذ سنة كان في الشركة غرفة للجلوس بها، وقضاء ساعة الاستراحة، ولتناول الطعام، لكن قبل فترة تم استغلال تلك الغرفة لتخزين العطور والبضائع.. وعندما تحدثنا للمدير قال: يجب أن تتكيفن مع الوضع الحالي، ولديكن المطاعم تستطعن الجلوس بها".

وتساءلت: "هل ذلك من المنطق؟ المطاعم خُصصت للزبائن وليس للجلوس وأخذ قسط من الراحة؟!".

وطالبت "مي" الجهات المختصة بأن تقوم بجولات ميدانية، وتتأكد من وجود أماكن مخصصة للراحة كما ينص النظام.

مواقف السيارات
وقالت "سماح راشد": "أصبحنا مؤخراً نلجأ إلى مواقف السيارات، ونقوم بفرش الرصيف، وجلب الطعام معنا برفقة عدد من الموظفات في السوق، معرضات أنفسنا إلى خطر الدهس أو المضايقة، ولاسيما أن المواقف مخصصة لوقوف السيارات، وهناك تضايق كبير عندما يرانا السائقون نفترش المواقف الخاصة لسياراتهم".

وأضافت: "نحن على هذه الحال منذ شهور. في أوقات الاستراحة أو الصلوات نذهب إلى المواقف، والكثير من الموظفات تركن العمل بسبب ذلك، وبعضنا تذهب إلى منزلها بحكم قربه من السوق، والأخريات يفترشن المواقف والأرصفة".

وقالت "هاجر الأسمري"، موظفة في المول: "إن مشقة الدوام والعمل لساعات طويلة تجعلنا نتحمل المضايقة ودخان السيارات الذي أتعب صحتنا، والجلوس في مواقف السيارات. كل ذلك بسبب جشع الشركات المشغلة باستغلال الأماكن المخصصة في التخزين أو العرض، بلا حسيب أو رقيب، أو مراعاة لشعورنا وصحتنا وكرامتنا".

التحرش والمضايقة
وقالت إحدى الموظفات السعوديات: "بشكل يومي نتعرض للمضايقة والتحرش من قِبل المارة وأصحاب المركبات بالوقوف بجانبنا، والتلفظ بكلام خادش جداً، لا يُذكر؛ بسبب جلوسنا في المواقف الخاصة بالمول، رغم أن عددنا كبير؛ لكي نحمي بعضنا من تصرفات بعض الشباب الطائش".

وأضافت: "في حال تعرضت -لا قدر الله- إحدى الموظفات إلى أي أمر من يتحمل المسؤولية حينها؟ ومن الذي جعلنا نضطر إلى الجلوس على الأرصفة والمواقف في أوقات راحتنا! أتمنى من وزارة العمل أن تكثف جولاتها الميدانية والرقابية، والحرص على رؤية الأماكن المخصصة، وليس فقط جولة عابرة".

من جانبه، أوضح وكيل الوزارة المساعد للبرامج الخاصة، الدكتور فهد بن سليمان التخيفي، أن "وزارة العمل فيما يخص توظيف النساء تسعى لوضع تشريعات وتنظيمات لتهيئة بيئة عمل المرأة، وفي الوقت نفسه تتابع تطبيقها، إما من خلال التفتيش الدوري من مكاتب العمل، أو وفق ما يردها من شكاوى. ونحن لا ‍نسعى فقط لفتح فرص ومجالات، وإنما أيضاً حريصون على أن تكون بيئة العمل لهذه المجالات مناسبة وآمنة، وتتميز بالخصوصية والاستقلالية".

وأضاف: "في حال وجود مخالفة لا يعني أن وزارة العمل توافق عليها، بل تحاربها، وتسعى جاهدة لوضع التنظيمات المناسبة التي تحد من وقوع فيها، ووضع عقوبات على المخالفين".

وأوضح أن "للوزارة قرارات عدة متعلقة بعمل المرأة بشكل عام، والقرارات التي أصدرتها لتنظيم المستلزمات النسائية وضعت مواد مُلزمة لصاحب العمل بتهيئة بيئة العمل الآمنة.

ومثال لهذه المواد: يجب على صاحب العمل إذا كان المحل قائماً بذاته أو كان واقعاً في مركز تجاري مفتوح على توفير حارس أمني أو نظام أمن إلكتروني في المحل، ما لم يكن هناك حراسة أمنية عامة موفّرة من قِبل المركز التجاري المفتوح الذي يقع فيه المحل. ويمكن للمحل المخصص للنساء فقط اتباع أسلوب النظام المغلق، كالنظام المتبع حالياً في المشاغل النسائية".

وأوضح أنه "يجب على صاحب العمل إذا كان المحل قائماً بذاته أو كان واقعاً في مركز تجاري مفتوح توفير دورة مياه أو أكثر داخل المحل بحسب الحاجة، ما لم يكن هناك دورات مياه مخصصة للنساء في المركز التجاري المفتوح الذي يقع ضمنه المحل، لا تبعد أكثر من 50 متراً عن المحل".

وأشار إلى أنه يجب على صاحب العمل الالتزام بما يأتي: تُقصر خدمة العاملات في محاسبة المبيعات على النساء والعوائل فقط، ويجب وضع حاجز بين العاملين والعاملات في حالة كونهم في صفوف متتالية (جنباً لجنب)، ويجب توفير مقعد لكل من المحاسبات للجلوس عليه أثناء دوامهن في حال رغبن بذلك، ويجب توفير مكان مخصص للموظفات لأداء الصلاة والاستراحة.

ولفت التخيفي إلى أنه يُمكن للعاملات تقديم شكوى بإرسال رسالة على الإيميل TaNeeth@mol.gov.sa، أو الاتصال بالرقم 19911، وسيقوم فريق العمل المعني بمتابعة مخالفات عمل المرأة في محال بيع المستلزمات النسائية، باتخاذ اللازم، وإلزام صاحب العمل بتعديل تلك الأوضاع.

وطالب التخيفي المجتمع بأكمله بالإبلاغ عن أية مخالفات لبيئة العمل، سواء بعد توظيف السعوديات أو في حال وجود رجال يعملون مع نساء في القسم المخصص للنساء، أو في حال لم يتم توفير بيئة العمل الآمنة.






أكثر...