"دوخة العيد".. لحظة استسلام جماعية لـ "النوم" بالمجتمع السعودي

عبدالرحمن العازمي- سبق- القريات: باتت فترة الظهيرة من فترات أول أيام عيد الفطر المبارك هي فترة سبات عميق لدى العديد من الأشخاص بالمجتمع السعودي، والتي تأتي عليهم بعد نظام نوم معيّن تعودوا عليه طيلة شهر كامل وهو شهر رمضان الكريم وهو السهر ليلاً حتى ساعات الفجر ليخلد الجميع للنوم والاستيقاظ مع صلاة الظهر وذلك بسبب الأجواء الرمضانية الجميلة التي يتميز بها شهر الخير والتي تبدأ مع فترة الإفطار وتنتهي بعد صلاة الفجر وهي الفترة التي تشهد تحسّن الطقس في فترة المساء في ظل موجة الحرّ التي ما زالت تشهدها معظم مدن المملكة.

فبعد (??) يوماً من هذا النظام الاجتماعي جاء أول أيام عيد الفطر المبارك والذي يجد به العديد أنفسهم مضطرين لضم اليوم الأول لعيد الفطر للفترة السابقة لعدم تمكنهم من تغيير نظام نومهم فجأة ولحرصهم على أداء صلاة العيد مع المسلمين والتي بعدها يبدأ برنامج العيد وتبادل التهاني مع الأهل والأقارب.

فترة ظهيرة العيد
تعد "فترة ظهيرة العيد" أقصى مدّه لمتّبعي نظام رمضان الآنف الذكر حيث يستطيع كل فرد فيه التحمّل دون نوم وبالتالي يخضع العديد للفراش مستسلماً للنوم ما جعل الجميع يصفها بفترة "النوم الجماعي" والتي أصبح العديد بالمجتمع السعودي يطلق عليها عدداً من الأسماء والتعليقات الطريفة.

"دوخة العيد" وتويتر
وقد اتفق مغرّدون بموقع "تويتر" على إطلاق اسم "دوخة العيد" على هذه الظاهرة التي تتكرّر سنوياً في يوم عيد الفطر المبارك وتأتي بعد عدّة ساعات حافلة بالنشاط والحيوية وبتقبيل العشرات من المهنئين، وتناول العديد منهم هذه الظاهرة على صفحاتهم مع عدد من الصور التي تؤكدها وتوضّح حالة النوم العميق التي تطغى على أفراد من هذه الفئة، والتي منها حالات نوم جماعي بأماكن لم يعتادوا النوم بها.

وتصدّرت الصورة التي نشرها الشيخ عبدالمحسن الهبدان لأبنائه وهم نائمون داخل سيارتهم المشهد، كما نشر آخرون صوراً أخرى مثيلة لها.

انتصار النوم
وقام عدد من الآباء والإخوان بالتقاط صور لأطفالهم وأقاربهم وهم في حالة سبات عميق من النوم وفي أماكن طريفة، كالسيارات وزوايا البيت ومجالس الضيافة وهي الأماكن التي لم يتمكنوا من تجاوزها والتي شهدت لحظة انتصار النوم عليهم يرافقها عدد من التعليقات الطريفة من باب الممازحة معهم.

يأتي هذا فيما تناول آلاف المغردّين الظاهرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وانقسموا حولها ما بين مؤيد لها كونها الحل الوحيد لضمان تأدية صلاة العيد وإحياء هذه السنّة مع المسلمين ومشاركة فرحة العيد مع الأهل والأقارب والأصدقاء، فيما يرى البعض الآخر أنها تجعل ضحاياها يقضون جزءاً كبيراً -إن لم يكن معظمه- من هذا اليوم المبارك بالنوم بدلاً من الاستمتاع به ومعايدة أقاربهم.


أكثر...