تطوير الذات عن طريق فهم عبارة ( لا تملك إلا نفسك )

[alfares]

تشكو إحدى الفتيات ضعف شخصية والدتها وقوة شخصية والدها وتشعر حيال ذلك بالغضب من الشخصيتين، وحين سألتها : هل ضعف شخصية والدتك وقوة شخصية والدك أثّرا بشكل مباشر في حياتك الخاصة أم لا؟
كانت إجابتها بالنفي، وأضافت أنها لم تشتكِ من تأثير شخصيتيهما عليها لكنها لا تريد أن ترى والدتها ووالدها في تلك الأحوال ، لا تريد أن تكون والدتها ضعيفة شخصية ولا والدها قوي شخصية ، تريدهما متفقين في الشخصية.




بالتأكيد أنت تتفق معي في أن هذه الفتاة تريد أن تتحكم بشخصية غيرها وتريد الآخرين يتصرفون حسبما ترغب .. وهذا بالتأكيد أمر محال ، فلو استطعنا التحكم في شخصيات غيرنا لأصبحنا متسلطين وخارقين للحقوق الشخصية للطرف الآخر ، بل إنه أمر مخالف للطبيعة الإنسانية ، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع ، فأنت مثلا : لا تحب أن تأكل ( الفاكهة ) لو جعلت الناس مثلك ، لجعلت العالم بدون فاكهة .

أنت لا تملك إلا نفسك تأمرها بحسب مايملي عليك تفكيرك ... تأمرها لا إن تطاوعها ، وتستجيب لمطالبها ، لأنك إن استجبت لمطالب النفس ، فستؤدي بك إلى الهلاك .

من الصعب أن تعيش من أجل أن تتصفح تصرفات الناس وحركاتهم وسكناتهم، ثم تبدأ إصدار الأحكام عليهم ، وتغضب وتقلق بل تكتئب نتيجة ذلك.

فإذا علمت بأنك معنيٌّ بنفسك ، فنفسك هي الوحيدة التي لك الحق في أن تنتقدها أو تشجعها ، وإذا تخليت عن التفكير في ( لماذا فلان بهذه الأفكار أو فلان بهذه الشخصية ؟! ) وإذا تولدت لديك قناعة بأن هناك جوانب محددة في شخصية كل إنسان هي حق له ليس من حق أي كائن من كان التدخل فيها أو محاولة تعديلها ؛ فستجد بعد ذلك أنك قد أزلت عن كاهلك حملًا ثقيلًا ، كنت تحمله دون أدنى فائدة تعود عليك .

نعم هناك تصرفات وسلوكيات لنا الحق في أن نقف ضدها ونحاربها تلك التصرفات التي تمس الدين أو تتعرض للقيم والمبادئ التي يؤمن بها المجتمع .

لكن هذا لا يعني أن تفرض سيطرتك عليها ، وتشغلك بالك بها ، فعليك فقط اللجوء لمن لديه القرار ( لإبراء ذمتك ) ، أو تنكرها بقلبك وهذا أضعف الإيمان.

اعترف بكل جرأة بأنك لا تملك إلا نفسك ، وهنا ستتضح لك شخصيتك الحقيقية حتى تستطيع معرفة ( من أنت ).


المراجع :
- كتاب من أنت
الكتاب السعودي الأول في تطوير الشخصية وبناء الذات .