حملة "خلوها تخيس" تجبر التجار على خفض أسعار الأسماك بالكويت

فلاح الجوفان - سبق - متابعات: ساهمت مقاطعة شعبية نظمها مواطنون كويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي في إجبار التجار وشركات الصيد على تخفيض أسعار الأسماك المحلية التي ارتفعت خلال الآونة الأخيرة بشكل مبالغ فيه.

وقد اتخذت الحملة شعار “خلوها تخيس” - أي اتركوها تفسد - على موقع “تويتر” ذي الشعبية الكبيرة في الكويت، وسرعان ما تجاوبت معها قطاعات واسعة من المواطنين والمقيمين وانتقلت إلى الغالبية العظمى من السكان عبر الرسائل المجانية لتطبيقات الهواتف الذكية مثل واتس آب وفايبر، وذلك بعد أن وصل سعر سمك الزبيدي المفضل لدى الكويتيين إلى 16 دينارا (نحو 52 دولارا) للكيلوجرام الواحد.

وفي مؤشر على قوة الحملة فقد تراجع سعر "الزبيدي" إلى 9 دنانير في "سوق شرق" بالعاصمة الذي يعتبر أكبر سوق لبيع الأسماك في الكويت، حيث تراجعت أعداد رواد السوق واشتكى البائعون من قلة الزبائن وضعف الطلب منذ انطلاق الحملة قبل عدة أيام.

وتجاوبا مع الحملة أصدر مجلس الوزراء عقب اجتماعه الأسبوعي يوم الاثنين بياناً أكد فيه تكليف لجنة الخدمات العامة بدراسة أسباب ارتفاع الأسعار تمهيدا لاتخاذ كل التدابير اللازمة الكفيلة بضمان السعر العادل للمواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها المواطن والعمل على توفيرها لتكون في متناول الجميع وتأمين سبل الحياة الكريمة لهم.

في سياق متصل قالت قناة الجزيرة في تقرير لها عن ارتفاع أسعار الأسماك " أنه رغم المستوى المرتفع للدخول في الكويت البلد النفطي عضو منظمة أوبك إلا أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية وتضاعفت أسعار الأسماك بسبب الطلب المتزايد عليها وتضاؤل المعروض منها وعدم إقبال المستهلكين بقوة على الأسماك المستوردة".

ويقول رئيس الجمعية المدنية لحماية المستهلك محمد العلي وفق تقرير الجزيرة "ليس هناك دعم حكومي واضح لأسعار السمك، كما لم تخصص الدولة مدينة للصيادين"، ويضيف أن الدعم الحكومي يساعد على تحديد الأسعار.

وحسب العلي فإن من الأسباب أيضا وراء ارتفاع الأسعار تناقص مخزونات الأسماك وضعف الرقابة على الأسواق.

وأفاد رئيس مجلس الإدارة في "الاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك" بالإنابة جلال الشمري أن " ارتفاع الأسعار يعود إلى نفوق كميات كبيرة من سمك "الميد" رخيص الثمن نتيجة التلوث، وتوقيف السلطات 90 قارباً ومنعها من الصيد، ما رفع الطلب على الأنواع الأخرى".

وأكد الشمري أن الصيادين ليسوا سبباً في ارتفاع أسعار الأسماك، موضحاً أنهم محكومون بمواسم معينة للصيد، إضافة إلى عامل الطقس.

من جانبهم يرى مراقبون أن نجاح حملة "تويتر" ضد غلاء الأسعار قد تفتح الباب أمام حملات أخرى لمواجهة الغلاء بدل انتظار تدخل الحكومة.

وتقدم الكويت لمواطنيها دعماً للعديد من المواد الغذائية مثل الأرز والزيت والسكر والطحين وحليب الأطفال، لكنها لا تدعم الأسماك.

وكانت الإدارة المركزية للإحصاء بالكويت أفادت في آخر تقاريرها الشهرية بأن التضخم زاد الشهر الماضي 3.62% مقارنة مع الشهر نفسه من العام 2014. وقد بلغت الزيادة في أسعار الأغذية والمشروبات بين الشهرين المذكورين 4.13%، في حين ناهزت الزيادة في خدمات المسكن 6.51%، والتعليم 4.41%، والمفروشات المنزلية ومعدات الصيانة 4.22%.


أكثر...