سبق-الرياض : كشف رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقا الشيخ عبداللطيف آل الشيخ ، سبب هجوم بعض الدعاة والمشايخ المستمر عليه، قائلاً: "جزاهم الله خيرا يفعلون هذا لأن لهم إرثا سابقا معي، حيث كنت أمنعهم وأعاقب المتجاوزين منهم، نتيجة المواضيع التي يطرحونها في خطبهم وفي محاضراتهم، وذلك عندما كنت مستشارا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – أمير الرياض آن ذاك".
جاء ذلك خلال زيارة عدد من الإعلاميين والمثقفين السعوديين أعضاء بادرة "شكراً" ، في منزله ،بهدف تكريم عدد كبير من المسؤولين السابقين في الدولة والذين قدموا الكثير للأجهزة الحكومية وقاموا بتطويرها إدارياً والإرتقاء بخدماتها أمام المواطنين والمقيمين.
وأفصح آل الشيخ عن آخر وصايا الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله – التي وجهها له أثناء آخر زيارة التقاه فيها، حيث قال له: "أوصيك بالستر والرفق واللين مع الناس". الوصايا الثلاث التي حملها معه آل الشيخ ليعمل بها منهاجاً له ولكافة أعضاء هيئة الأمر بالمعروف.
وما إن لقي آل الشيخ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – في مجلسه حتى قال له: "بيضت وجهي الله يبيض وجهك". هنا كانت نقطة التحول في إدارة هذه المنظومة الحساسة والتي لقيت قبول كبير لدى المجتمع من خلال الإدارة الواعية التي لا تبحث عن التسلط على الناس ولا فضحهم أو التجسس عليهم "إنما المعاملة بالحسنى التي حسنت بدورها سمعة وصورة الجهاز لدى الناس".
وتوجه فريق الإعلاميين في أول بادرة له إلى الشيخ عبداللطيف آل الشيخ لتقديم الثناء والوفاء على ما بذله من إخلاص وتفانٍ في خدمة وتطوير جهاز الهيئة أثناء رئاسته لأكثر من 3 سنوات كانت حافلة بالإنجازات، حيث ضبط الجهاز ونظمه وفقاً للأنظمة.
واستعرض عدد من الكتاب والمثقفين والإعلاميين في منزل آل الشيخ مسيرته التطويرية في هذا الجهاز فكان من أبرزها أن منع المتعاونين من ضبط المخالفات في جهاز الحسبة لتنظيم العمل الإداري والميداني، بما يكفل المصداقية، وضبط الوقوعات وحاسب المتجاوزين من منسوبي الجهاز بكل شفافية ووضوح ومصداقية، كما يأتي من أهم إنجازات آل الشيخ أن منع المطاردات بعربات الحسبة حفاظاً على أرواح المخالفين وعامة المارة والإكتفاء بتدوين أرقام العربات وتمريرها للجهات الأمنية المعنية لإتخاذ الإجراءات اللازمة.
وكذلك إزالة "دعامات" جميع مركبات الحسبة تأكيداً على قرار منع المطاردات الميدانية وإتباع القرارات الصادرة عوضاً عنها في مثل تلك الحالات، محاولة توظيف العنصر النسائي في جهاز الحسبة، وذلك كما هو معمول به في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي وزارة التعليم وتخصيص مقرات مستقلة تماماً لهم لتسهيل مراقبة المحلات النسائية المغلقة (المحلات التجارية/صالونات التجميل) والكليات والجامعات وإسكانها حيث يتعذر على أعضاء الحسبة من الرجال الوصول لها بشكل مطلق، علماً بأن عدد المتخرجات في تخصص الحسبة يتجاوز 450 خريجة.
وأكد عدد من الإعلاميين في حديثهم أثناء الجلسة المفتوحة، شفافية آل الشيخ المطلقة في تكريم وتأديب منسوبي جهاز الحسبة وفقاً للإجراءات والقواعد النظامية المتبعة، مع إصدار بيانات مستمرة من المتحدث الرسمي لجهاز الحسبة في ذلك الشأن توثيقاً لخضوع جميع منسوبي الحسبة تحت طائلة النظام.
ومن إنجازاته أيضاً إنشاء عدد من الوحدات الهامة في الجهاز ومنها وحدة "جرائم الإبتزاز" وهي أهم وحدة تم إنشائها حديثاً وفقاً لما صدرت عنها من إحصائيات من قبل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ كرئيساً عاماً لرئاسة الهيئة.
وأشار الكاتب الدكتور عبدالسلام الوايل في كلمة له أثناء الزيارة إلى أن الدراسات الخاصة بالتنظيم الإداري تشير عادة إلى مصطلح "الرفض المؤسسي" والمقصود به هو رفض المؤسسات من داخلها للإصلاح، إما أنها تعودت على طريقة عمل معينة أو لأن الإصلاح يهدد طريقة العمل المعتادة في المؤسسة، أو أنه يهدد مصالح الناس المستقرين في المنظمة لفترات طويلة، وأصبحت لهم مصالح وقاموا ببناء شبكة من العلاقات، فقد تهددهم هذه الإصلاحات، مضيفاً: "رفض المؤسسات لإصلاحات القادة ليست جديدة، بل معروفة في أدبيات المنظمات بشكل عام، ونلاحظ أن الشيخ عبداللطيف حينما حاول أن يبدأ بإصلاح الهيئة، واجه هذا الرفض المؤسسي المتوقع، ولكنه لم يستسلم ولم ينثن عن تحديه ومكافحته رغم كل الضغوط".
يشار إلى أن البادرة ستتوجه تالياً لتكريم وزير الإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة كثاني المسؤولين المحتفى بهم خلال الفترة المقبلة وسيتم الإعلان عن الزيارة في حينها.
أكثر...