ألوان السعودية: اجعلوا الدخول مجانياً!

من خلال حضوري المتواصل منذ أعوام لملتقيات ألوان السعودية، اعتبر الملتقى الخامس من أقلها حضوراً حسب ما شاهدته، وهذا نتيجة لعدة عوامل من أهمها الرسوم المالية التي ارتبطت بدخول الزوار للملتقى والتي تصل إلى مبلغ 50 ريالاً للشخص اثناء الزيارة الواحدة، وكأن هذا الملتقى يقام على أسس تجارية، ونحن نعلم الهدف الأسمى له، ودوره في دعم المواهب في التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني وإبراز جماليات المملكة العربية السعودية ودعم السياحة من خلال النافذة الأجمل المتمثلة بالصورة.

الحضور الضعيف للملتقى وملاحظة كثافة عدد المنظمين والعارضين مؤشر سلبي يؤثٌر بطبيعة الحال على نجاحات الملتقى السابقة، فمع الظروف الاقتصادية التي يعيشها مجتمعنا، لم أجد أي تفسير لفرض رسوم دخول لملتقى وطني، ويحظى بدعم مالي كبير متمثلاً بالرعاة من القطاع الخاص، فلا اتصور ان فرض مبلغ مالي للدخول هو تفكير مقبول، مهما كانت مبررات المنظمين، والتي يفسرها البعض بحرصهم على المهتمين فقط، وخوفهم من الكثافة في الحضور وعدم استيعاب الملتقى لهم، وهنا لابد ان نشير اذا لم يكن لدى المنظمين القدرة على استيعاب اكبر عدد من الحضور فهذه نقطة تستحق الوقوف عندها، وفكرة الرسوم المالية للدخول هي الحل من وجهة نظرهم، ولكم أن تتخيلوا أن العائلة المحبة لما يضمه الملتقى عليها ان تدفع مبالغ مالية للدخول لمرة واحدة قد تتجاوز امكاناتها المالية، فليس الجميع قادراً على دفع مبالغ مالية لمشاهدة صور معبرة وفعاليات فنية عن بلادهم.

كما ان الملتقى ايضاً ومن بدايته ارتكب اشكالية في مسألة اختيار الافلام القصيرة التي فازت بمسابقة الملتقى، فمع احترامي لهذه الافلام فهي ضعيفة وواضح جانب الضعف في ادوات لجنة التحكيم، فمن الناحية الفنية، لا يوجد في الافلام الفائزة أي قيمة مضافة او ابداعية، فهي عادية جدا واعتقد ان هناك افلام افضل منها تم تقديمها للجنة الجائزة ولم تحظى برغبتهم بتفويزها، وهنا معضلة نعاني منها كثيراً في أسلوب الترشيح للجوائز وخصوصا في المجالات الإبداعية، وأتمنى ان تؤخذ تجربة دبي بهذا المجال، وتكون نبراساً للجنة الملتقى مستقبلاً عند عمل مسابقات ابداعية تمثل واجهة مهمة للملتقى.

من الحرص على ملتقى ألوان السعودية، اجدني اطالب بالتجديد وعدم الارتكان على النجاحات السابقة، فملتقى يحظى باهتمام وحرص الامير سلطان بن سلمان جدير بالقائمين عليه ان يعتمدوا على التجديد والابتكار والابداع، فبصراحة هذا العام الملتقى تقليدي وليس فيه أي جديد، وضعف الزيارات وتكرار تواجد اغلبية الاجنحة هي من السلبيات الموجودة فيه، وحتى الورش العلمية لم تكن بالمستوى المأمول وعدد حضورها دليل كبير على ذلك.

نتمنى ان يكون الملتقى السادس أكثر تطوراً ومجانياً ودون رسوم، وان يكون هناك جوانب تسويقية وإعلامية محترفة، وألا نشاهد عدد المنظمين والعارضين أكثر من الزوار كما شاهدنا هذا العام، وان تستقطب للورش العلمية اسماء كبيرة ولها خبرتها محلياً وايضاً الاستعانة بالخبرات الدولية بهذا المجال، ومن المهم ان تكون مسابقات الصور والأفلام الوثائقية بمستوى الحدث وتكون اللجان على مستوى عالٍ بعيداً عن المجاملات وغيرها.



أكثر...