بتحويله إلى غرفة الرعاية المركزة من جديد, يعود الحديث عن واحد من أكثر سفاحي الكرة الأرضية دموية على مدى تاريخ الإنسانية, ألا و هو السفاح إريل شارون, فهل يمكن أن ينسى العرب و المسلمون ذلك التاريخ الأسود للسفاح إريل شارون؟ الإجابة بالتأكيد هي"لا".. فالرجل كان صاحب الرصيد الأكبر في المذابح التي ارتكبها و راحت ضحيتها الدماء العربية و المسلمة بصورة جعلت منه" رينو" آخر.. فالخنزير شارون و جرائمه لا تقل بحال عن مذابح هذا السفاح الذي ارتبط اسمه بالمذابح ضد العرب و المسلمين في مرحلة الحروب الصليبية.. و نظرة واحدة على السجل الأسود للسفاح شارون كفيلة بأن تكون مشاعر الكراهية العربية و المسلمة ضده تملأ بحوراً.. ففي عام 1952 شارك في مذبحة قرية الله شمالي غرب مدينة القدس. وهي المذبحة التي شهدت ببشاعتها تقارير هيئة الصليب الأحمر التي جاء من ضمن ما جاء فيها أنه 'بعد احتلال اليهود لقرية الله جمعوا حوالي 400 مسلم وسجنوهم بمسجد المدينة لمدة يومين بدون طعام أو شراب.. وبعد إلحاح مسئولي الصليب الأحمر وافق اليهود علي تقديم البول بدلا من الماء لهؤلاء السجناء.. كما أنهم ساقوا النساء عاريات إلي الحي اليهودي حيث اغتصبوهن ثم فتحوا نيران رشاشاتهم عليهن.. كما أخرجوا الرجال من القرية في ثلاث مصفحات.. وبعد إنزالهم منها داستهم المصفحات وتركتهم قتلي. ولم تكن مشاركة شارون في مذبحة قرية الله سوي محاولة منه للانتقام من العرب الذين أصابتهم رصاصاته في أعز ما يملك أثناء مشاركته في حرب 48 بصورة أدت إلي فقدانه لإحدى خصيتيه.. وفي عام 1953 تقدم شارون بطلب إلي جنرالاته في الجيش الصهيوني طالبهم فيه بالسماح له بتكوين سرية عسكرية من اليهود المحكوم عليهم في جرائم قتل والذين يمضون أحكاما طويلة في السجون الإسرائيلية.. وهي السرية التي عرفت بالوحدة '101' كوحدة مسئولة عن عمليات الحدود وارتكاب المذابح ضد المدنيين العرب العزل.. وحسب اعتراف الخنزير شارون نفسه فإن 'هذه الوحدة نفذت أكثر من خمس مذابح ضد المدنيين العرب العزل في الفترة من 1953 وحتى عام 1956'.. المذبحة الأولي كان مسرحها قرية قبية الواقعة علي الحدود الأردنية.. واستهدفت المذبحة نساء القرية من خلال نصب كمائن لهن عند بئر الماء مما أدي لاستشهاد سيدتين.. وهو ما دفع قوات المدفعية الأردنية الموجودة علي الحدود للرد.. وهنا أصدر السفاح شارون أوامره بدك القرية بمدافع الهاون.. واتضح بعد ذلك أن شارون هو الذي رتب لقتل نساء عربيات علي اعتبار أن قتلهن سيجبر رجال المدفعية الأردنية علي الرد.. وبالتالي يعطيه مبررا لدك القرية إرضاء لساديته وعشقه لمص دماء الأبرياء.. وأدت هذه المذبحة لسقوط '69' شهيدا نصفهم من الأطفال والنساء.. وكانت الحجة التي تذرع بها الخنزير وأساتذته بن جوريون ولافون وديان أن القرية تعد معقلا للفدائيين الفلسطينيين.. حيث أصدر شارون أوامره للوحدة 101 بتطويق القرية ليلا وإمطارها بوابل من المدفعية مما أدي لانهيار بيوتها الفقيرة علي رءوس أصحابها قبل أن يقوم شارون ومعه '103' من أفراد الوحدة '101' بقتل من بقي حيا من أفراد القرية. وحسب ما أشارت إليه شهادة أحد المشاركين في المذبحة فإن 'شارون كان يضحك كلما شاهد جنديا إسرائيليا يتفنن في تعذيب مواطن فلسطيني طفلا كان أو كهلا أو امرأة قبل أن يطلق نيران رشاشه علي قلبه أو صدره'.. كما قاد شارون مذبحة بدو العزازمة التي استشهد فيها العشرات من المدنيين الأبرياء ومذبحة البريج التي استشهد فيها 15 فلسطينيا ثم مذبحة قلقلية التي انتهت باستشهاد 88 فلسطينيا.. وفي عام 1956 أصدر شارون أوامره لجنوده بمواصلة مذابحهم بقطاع غزة وخان يونس حيث اعتقل الصهاينة 1500 فلسطيني اتبعوا معهم سياسة القتل البطيء.. وهو نفس السيناريو القذر الذي تكرر في مذابح رفح مما أدي لاستشهاد 750 فلسطينيا تراوحت أعمارهم ما بين 16 و40 عاما. وفي فترة ما بعد نكسة 67 وحتى منتصف عام 1972 تولي شارون منصب قائد المنطقة الجنوبية.. وانتهج السفاح طوال تلك السنوات سياسة دموية قامت علي تفريغ منطقة رفح من المصريين مما أدي لتشريد سبعة آلاف مصري في حين أدت سياساته القمعية لاستشهاد عدد كبير من المصريين وهي السياسة التي وصفها عوزي هوفمان كاتب سيرة شارون بقوله: 'لقد نفذ شارون عملية الإخلاء بمنتهي الوحشية.. وتفنن هو وجنوده في مصادرة أملاك بدو سيناء وطرد أكثر من سبعة آلاف فلسطيني من أماكن إقامتهم وأجبر المصريين علي الرحيل من رفح.. وكل من قاوم كان نصيبه القتل ذبحا كالنعاج'. وبلغت دموية شارون مداها في المذابح التي ارتكبها ضد الأسري المصريين سواء أثناء حرب 56 أو حرب 67 مما أدي لاستشهاد حوالي ثلاثة آلاف أسير مصري ما بين عسكري ومدني أجبرهم الخنزير شارون علي حفر قبورهم بأيديهم.. وهي المذابح التي كشف النقاب عنها كل من إرييه بيرو ومردخاي براون في اعترافات لم يكن الهدف منها تبرئة نفس أو إرضاء ضمير أو اعتراف بذنب وإنما كان الهدف منها التباهي والتفاخر وارتداء ثوب البطولة في مملكة بني صهيون الدموية وهو ما عكسته تصريحاتهما والتي قالا فيها:
'لسنا نادمين علي ما فعلنا.. ولا نشعر بوخز. الضمير.. بل نحن فخوران بقتل الأسري المصريين.. ولو عادت عقارب الساعة للوراء لفعلنا أكثر من ذلك'.. وحسب اعترافات السفاحين 'بيرو وبراون' فإن شارون وديان كانا يجريان مسابقات لقتل الأسري المصريين كان يخصصان جوائز ونياشين لكل من يبتكر أسلوبا جديدا في التعذيب أو يقتل عددا أكثر من الأسري المصريين. وحسب ما أوردته شهادات شهود العيان من بدو سيناء علي تلك المذابح فقد كان جنود شارون يأمرون الأسري المصريين عسكريين ومدنيين بالوقوف في طوابير طويلة ثم يطلقون الرصاص عليهم دفعة واحدة ثم يأمرون الأسري الأحياء بدفن زملائهم في حفر عميقة.. كما أشارت شهادات بدو سيناء إلي أنه من بين مذابح الأسري مذبحة أتت فيها الحافلات الإسرائيلية بثلاثين جنديا مصريا وفتح اليهود رشاشاتهم عليهم علي بعد أمتار من طريق الأسفلت بوادي الميدان وتركوا جثثهم بدون دفن حيث تولي البدو دفن تلك الجثث التي عثر علي بقاياها العظمية وجماجمها.. كما أشارت الشهادات إلي أن ما فعله جنود السفاح شارون بحق الأسري المصريين فاق أي تصور حيث كان الجنود الصهاينة يجمعون الأسري المصريين في عربات نقل ويوهمونهم بأنهم سينقلونهم في أتوبيسات للتوجه إلي منطقة القناة ويأمرونهم بالوقوف صفوفا ووجوههم متجهة إلي البحر ثم يطلقون عليهم الرصاص ويتركونهم قتلي ثم يغادرون المناطق المطلة علي البحر مثل منطقة أبو صقل.. وحسب ما أكدته شهادات بدو سيناء فإن جثث هؤلاء الأسري كانت تظل علي سطح الأرض لأيام طويلة قبل أن يتمكنوا من دفنها.. وحتى إمام المسجد الموجود بمنطقة أبوصقل بالعريش الشيخ عبد القادر عثمان لم يسلم منهم حيث تم قتله برصاص جنود شارون أثناء ذهابه إلي المسجد لأداء الصلاة دون مراعاة لكبر سنه البالغ من العمر أكثر من 80 عاما.. وسرعان ما توالي الكشف عن مقابر الدفن الجماعي لجثث الأسري المصريين في عريف الجمال وقرية الميدان وذقبه ومشرة والختمية وشرقي قناة السويس والمراشدة وهمسة والرنا ومطار تمادة.. وكلها مقابر كشفت الوجه القبيح للسفاح شارون وكانت الواحدة منها كفيلة بمحاكمته كمجرم حرب لو كان هناك حقا مجتمع دولي يحترم حقوق الإنسان.. أو اتفاقيات جنيف أو يمتلك من العدالة قدرا ولو ضئيلا يمكنه من ملاحقة مرتكبي الجرائم المعادية للإنسانية!! وفي حرب السادس من أكتوبر كان علي السفاح شارون تذوق مرارة الهزيمة وخزيها وذلها وعارها مثله مثل أباطرة الجيش الصهيوني والذين راحوا يخففون علي أنفسهم من وقع الهزيمة من خلال الترويج لأكذوبة الثغرة وتصوير السفاح شارون علي أنه بطل اليهود الذي استطاع بمساعدة صور أقمار التجسس الأمريكية فتح ثغرة في الدفاعات المصرية بصورة أفسدت علي المصريين فرحتهم.. وهي الأكذوبة التي فضحها تعنت السلطات الصهيونية تجاه عدد من الأفلام الوثائقية 'الإسرائيلية' ومن بينها الفيلم الوثائقي 'معركة المزرعة الصينية القصة المسكوت عنها وخواطر المحاربين'.. وهو الفيلم الذي أعده مخرج الأفلام الوثائقية 'الإسرائيلي'، 'نير طويف'.. ويحكي الفيلم قصة هزيمة القوات الإسرائيلية علي يد الجيشين الثاني والثالث المصريين.. وحسب ما ورد في هذا الفيلم فإن الجيش المصري لقن جيش العدو وقائد اللواء '143' المتغطرس شارون هزيمة قاسية في معارك الدبابات الكبرى وكيف أن الفرقة 211 المصرية كبدت قوات شارون خسائر ضخمة في الأسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة الأمريكية 'إسرائيل' ومن بينها الأسلحة المضادة للدبابات.. كما فضح الفيلم تواطؤ قادة الكيان الصهيوني مع شارون حفاظا علي سمعة الجيش الذي لا يقهر إضافة إلي حصولهم علي فرص اجتماعية أكبر.. كما كشف الفيلم فضيحة إصدار القادة الإسرائيليين أوامرهم لجنودهم بالانسحاب وترك زملائهم من الجنود الجرحى وراءهم.. لكن هذا الفيلم وغيره من الأفلام الوثائقية الأخرى تم التعتيم عليها وإجهاضها لصالح بطولة السفاح شارون الوهمية.. فهي البطولة التي داست 'إسرائيل' من أجلها علي كل شيء بما فيها غض الطرف عن الفساد المالي لشارون ونجله والتي جعلت من شارون 'أبا للمفسدين جميعا في إسرائيل'!!و في صباح يوم الخميس الموافق السادس عشر من سبتمبر عام 1982، وبعد فترة قصيرة من تولي شارون منصب وزير الدفاع عفوا وزير الدم قاد شارون سفاحيه لتنفيذ مذبحة صبرا وشاتيلا.. ففي تمام الساعة السادسة من مساء هذا اليوم فتح شارون الطريق أمام عملائه وأشبال مملكته الدموية لاجتياح مخيمات اللاجئين ببيروت في مذبحة استمرت لأكثر من 49 ساعة دون انقطاع مما أدي لاستشهاد ألفين من المدنيين.. وطوال تلك الساعات كان عملاء شارون يتفننون في إطلاق نيرانهم علي كل من يتحرك داخل أزقة المخيمات دون تمييز بين طفل أو رجل أو امرأة أو كهل حتى إنه عثر علي جثث لأطفال دون سن الثالثة.. وكانت أوامر السفاح لعملائه وسفاحيه هي 'ابتروا أعضاء ضحاياكم قبل القضاء عليهم.. واسحقوا رءوس الأطفال والرضع علي الجدران.. واغتصبوا النساء قبل ذبحهن واعدموا الرجال بالبلط والسكاكين'.. ولم يكن غريبا أمام تلك الدموية والتلذذ بها أن تلتقط عدسات التليفزيون تفاصيل المذبحة وأن تعرض بالصوت والصورة الأيادي المبتورة والسيقان المحطمة والوجوه المحترقة.. كما لم يكن غريبا أن يطلق قادة العدو الصهيوني علي هذه المذبحة 'حرب شارون' والذي أرضي ساديته بكل هذه المشاهد البشعة قبل أن يخرج علي الجميع بعبارته الشهيرة الباردة 'غرباء قتلوا غرباء' رغم أنه مهندسها وصانع مشاهدها التي لم تترك في المكان سوي صرخات العويل علي الموتى وأكوام جثث لرجال ونساء وأطفال قتلوا بإطلاق الرصاص عليهم من مسافات قريبة وآخرين نحروا من حلوقهم كالخراف.. ورجال بترت أعضاؤهم التناسلية ونساء في منتصف العمر وبنات لا تتجاوز أعمارهن الثلاث سنوات ربطت أياديهن وأرجلهن من خلاف ورءوس فجرت بالرصاص وجثة لامرأة مزق الرصاص صدرها المحتضن لطفلة رضيع لم ترحمها سادية الانتقام وعشق شارون للدم. وعندما تولي شارون وزارة الإسكان راح يتبنى سياسة مفادها قتل الفلسطينيين جوعا وعطشا من خلال تطبيق خطة شيطانية تقضي بتقسيم الضفة الغربية لمناطق حكم ذاتي فلسطيني معزولة وسط بحر من المستوطنات اليهودية مثلما قاد حملة لتوسيع المستوطنات اليهودية في قطاع غزة والضفة الغربية معلنا صراحة أن حملته تلك الهدف منها فرض أمر واقع لتصبح عملية التسوية مع الفلسطينيين أكثر صعوبة.. وهو نفس المنطق الذي أدار به وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد أن تولي حقيبتها في حكومة رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق بنيامين نتنياهو حيث لم تمنعه سترته الدبلوماسية من وصف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأنه 'مجرم حرب'.. وهو نفس المنطق الذي أدار به حكومته فيما بعد ليدوس علي كل المقدسات والحقائق التاريخية والجغرافية زاعما بأن القدس 'عاصمة إسرائيل الأبدية' وبأن ساحة المسجد الأقصى الشريف 'لابد أن تهدم' رافعا شعار مؤسس الصهيونية تيودور هيرتزل بأن فلسطين وحائط المبكي لا يؤخذان بالدمع والعويل وإنما بالدماء والجماجم' فهنيئا لزبانية جهنم بالإبليس الأكبر. ولا عزاء للزعماء العرب الذين سيضطرون بحكم تنازلاتهم وهرولتهم المتصلة وإدمانهم تجرع كئوس الذل والمهانة والخضوع والخنوع لتقديم العزاء في صاحب أنتن رائحة علي وجه الأرض.
منقول ويعطيكم العافية