عشرة عمر
قــافله الرحـيل
يوم الأحد الموافق 7/3/1431هـ الساعة الحادية عشر وعشرون دقيقه مساء تلقيت اتصال من صديقي وأخي الذي لم تلدهُ أمي وكنت أتوقعه اتصال عاديي كأي اتصال أجريه مصحوب بضحك وشي من التعليق لكن ...... كانت المفاجأة والصدمة..... حينما اخبرني بالموافقة النهائية لإكمال مسيرته العملية خارج المملكة في دوله السودان.......حينها شعرت بخيمة من الحزن..... أحسستُ بان الحياة بدأت تضيق في عيني..... والعبرة أخذت تخنقني ..... فرغم إن هذا الخبر أفرحني كثيراً وكان من صالح صديقي إلا إنني كم تمنيت أن تتجمد عقارب الزمن ويكفُ العالم عن الدوران فهل لأنني أناني وأريد لسعادتي الخاصة أن لا تنتهي أم إنني تعودت على قربهُ مني وأصبحت من الصعب التخلي عنه ....؟
وجدت قلمي هنا متحمساً ومتعطشاً ليكتب وينسج كلمات تختلف كثيراً عن ما اكتبه ولكن سوف اجعلهُ نافذة للتعبير عن ما في قلبي من مشاعر صادقه أحسستُ بها يوم الفراق...
فانا لا أتكلم عن مجرد صديق عادي بل أتكلم عن النصف الأخر مني الذي اشعر إن حياتي بدونه ناقصة.... صديق أحببته فعلاً... يشاركني أفراحي وأحزاني... يشاركني لحظات كثيرة ومشاعر خاصة في حياتي ....أبوح له بإسراري .ولم اعلم إنني أخفيتُ عنه سرا في حياتي سوى سراً واحداً..لأنني أريد أن يكون مفاجأة له وبنكهته الخاصة.
عشت معه فترة زمنيه طويلة ويصعب علي مفارقتهُ إلا إن ظروف العمل أجبرته على الرحيل ولكن لن يبقى بعد رحيلِه سوئ بأرق الذكريات الذي يخفف من حزني ويواسيني في غربته ويكون لي طيف أعانقه بين حين وآخر....
فلن أنسى تلك الحارة وشوارعها التي كانت سبباً في صداقتنا,,,, ولن أنسى تلك المدرسة ألمتوسطه والثانوية التي كانت متنفساً لنا بعيدا عن أجواء الدراسة,,,,ولن أنسى تلك الجلسة التي أمام منزلنا التي كنا نتسلى ونتوانس فيها فقد كانت بداية أحلامنا ومشوارنا نحو المستقبل.وتفريغاً لهمومنا ومتاعبنا ,,,,ولن انسى تلك اللحظه حينما اتى الى المنزل يريد ان اخرج معه وكان ابي غاضبا فكانت النتيجه هي الطرده,,,, ولن أنسى تلك السنوات التي بعد الثانوية فتره التقديم بحث عن الوظائف فتره التعب والملل ,,,,, لن أنسى تلك الابتسامة والضحكة التي طالما كنت انتظر مقابلته حتى اسمعُها ,,,,,
لن أنسى سنوات أربع كانت مليئة بالمواقف والمقالب والضحك والحزن قضيتها معه في جامعه الإمام ونحن على رأس العمل.... هذه الأيام التي تعتبر نقله نوعيه لنا في جميع مراحل حياتنا ,,,,,
لن أنسى اجتماعنا وقت الاختبارات ومذاكرتنا معاً وكنت أحاول انا اضفيي على جو الدراسة نوعا من الضحك بحركات كنت أتصنعها حتى يضحك,,,,لن أنسئ سفرنا مع بعض الى مدينه الخبر فكم كنت أتمنى ان يطول الطريق حتى استمتع بالسوالف معه,,,,ذكرى ومواقف يخلدها الزمان لن أنساها بعد الفراق قد تمزج بين ابتسامه ودمعه.. ذكرى تؤلم وان كانت من ذلك النوع السعيد اتذكرها وحين اتذكرها اتألم وحين اتألم ابكي فهي تذكرني بصديق سوف يرحل بعد ايام قله....
لكن يبقى الوداع أحيانا امرًا ضرورياً .وهناك من يتهرب من هذه اللحظات حتى لا يبين ضعفه ولكن أجبرتني دموعي على أن أقول لك وداعاً صديقي ....
وداعـــــــــــاً أيها ألصديقي الوفـــــــــــي,,,,
وداعـــــــــــاً يااصدق قلب عرفته,,,, وداعاً ياطهرقلب في الوجود,,, وداعاً يامن جعلته وسام على صدري وتاج على راسي,,, وداعاً يارمز ألصداقه,,, وداعاً يامن افتخر بصداقته,,,
لن يبقى لي سوى امنيه واحدة قبل رحيلك,,,,,,,,,
سامحـني أبا لـيان على كل ما بدر منـي اتجـــاهك ســوى بقصــــــد اوغير قـــــــصد
سامحني أبا ليـان انقصرت في حقك ,,,,
رعاك الله في حلك وتر حالك أباليان,,,, وأرجعك لنا سالما ومعافى إن شالله حامل جميع أمانيك مبتهج مسرورا ,,,,,,,,,,,,,,,,,
الدمعه اللي تعـــذبني وتفضـــحني.. ياليتني عن عيون الناس مخفيــــــــها
ماكنت ابي احد يلمـحها ويفـهمـني.. ولا يعرف وش مضايق عين راعيها
يالي دموعي على شوفتك تسبقني.. عشرتك ماني عقب فرقاك ناســــيها
ياكثر تطري على بالي وتسعـدني... وياكثر ما ابكي على الفرقا وطاريـها
والله محد(ن) عن غيابك معوضني.. العين عيت تخلي من سكن فيـــــــــها
والوحده الي من افراقك تحاصرني.. يشــــــهد علي الله مــــاني بقاويـــها
من يوم ربي كـتب تبـعد وتتركـني.. والنفس ماعاد اواطــــنها وادانــــيها
محبك /أبو جادل
|