سنتان من عمري قضيتها بعيدا عن وطني... سنتان عرفت وتعلمت خلالها معنى أن تكون متحضرًا, مثقفاً والأهم معنى أن تكون مبتسماً. سنتان عرفت خلالها كم انتي متخلفة وجاهلة... أشكرك على منحي هذه الفرصة لأعرف كم انتي متخلفة , لاتسأليني لماذا هذا التخلف ولكن سأخبرك كيف أنك متخلفة وكيف أن بلدي يختلف عنك:
* شكرا هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فالشعب في بلدي يكون مبتسما حتى وهو في قمة غضبه... فبمجرد أن تمشي في الشارع وتقع عينك في عين أي شخص الا وتجده مبتسما لك ... لم لا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( ابتسامتك في وجه اخيك صدقة ).
* شكرا لك هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فهل تعلمين بأن الشعب في بلدي يقوم بتعبئة ينزين سياراتهم بأنفسهم ... فلا يوجد لدينا عامل يخدمهم بذلك .... كما أن مكائن البنزين لاتعلوها الحجارة استعداداً لقذف الهاربين دون دفع المال
* شكرا هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فالأطفال في بلدي لايسرحون ويمرحون بعد خروجهم من المدارس في الشوارع وهم حافين... ولاتجدينهم يقذفون الشاحنات بالأحجار ... بل تجدينهم في بيوتهم منغمسون في دروسهم استعداداً ليوم آخر من التحصيل العلمي.
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فخدمة البريد مفعلة بشكل رهيب في بلدي ... فتجدين ساعي البريد كل صباح يقوم بتوزيع مالديه من الرسائل على المنازل والشركات ... وليس مثلك ... فصناديق البريد على جدران المنازل محطمة ... وأصبح لها غاية أخرى غير تلقي الرسايل ألا وهي بيوتاً للحمام.
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فالشعب في بلدي ملتزم وأيما التزام بإشارات المرور ... فلاتجاوزات خاطئة... ولاقطع للإشارات ....واحترام شديد للمارة .
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فالشباب في بلدي يقضي وقت فراغه فيما يعود عليه بالنفع ... فتجدينهم في أوقات الاجازة الاسبوعيه يعملون أي عمل حتى ولو كان غسيل السيارات... ولا تجدينهم في المقاهي وتحت شاشات التلفاز يشاهدون ستار اكاديمي وشاعر المليون.
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فالجميع في بلدي يمارسون الرياضة وعلى مستوى جميع الأعمار ... فالأرصفة ممتلئة بالراكضين وخصوصا من كبار السن .
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فالشباب في بلدي لايتسكعون في الشوارع والأسواق... ولايقومون بملاحقة الفتيات ... وهل تصدقين أن خاصية ( البلوتوث ) تكون شبه معدومة...
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فلاتوجد في بلدي مفهوم الواسطة ... فالنظام هو السائد ... ولايمكن تجاوزه مهما كانت مكانة الشخص الاجتماعية ... كما أنه لاتوجد عبارة ( راجعنا بكرة ).
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فالنسبة العظمى من الشعب تشتري وتبيع عن طريق الانترنت ... وتنجز اعمالها ويكون تواصلها مع الطرف المعني عن طريق الايميل.
* شكراً هوبارت ... ولكنك متخلفة ... فلاتوجد كلمة لو سمحت, من فضلك,عذراً, وآسف في قاموس تعاملاتكم اليومية ... فنحن شعب يتبع تعاليم ديننا الحنيف ... فرسولنا الكريم بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
* شكراً ... فلقد تعلمت في غربتي أن تمسكي بديني هو سر سعادتي وسر نجاحي.
زحلطن
تعلمت في الغربة ان لااثق بأحد حتى أقرب الأصدقاء .. فالكل هنا يقول نفسي نفسي.
خاتمة
أحد يعرف واحد ... يعرف واحد ...يعرفني !!!!!!
اشتقت لك ياديرتي... واشتقت لجبالك ... واشتقت لمياهك ...