تبعات مابعد سقوط‎ نظام الحكم

*ابو إسراء يقول : اغتصبوا زوجتي وأنا أنظر

* السلاح رفيق الدرب حتى على فراش النوم

*لسان المواطن يصرخ: دنيا فقر ولا دنيا خوف


نغني ونحتفل ونهتف جذلا بعد أن يسقط أحد طواغيت الحكم في وطن عربي ما، ولكن هل فكرنا بماسيحدث من تبعات بعد سقوط النظام الحاكم والتي قد تكون أكثر تسلطا وأمر وأدهى من مضاضة واستبداد النظام .
عندما تكون الدولة مستقرة لأمد طويل أمنيا ومعيشيا ، وفي لحظات يسقط الدستور فإن هذا لاشك له تحولات سلبية على الدولة وسيادتها الشعبية.
وقد مرت الدول العربية بعدة تحولات جذرية في التغيير واسقاط الأنظمة ومن ضمنها سقوط النظام الرئاسي في مصر.

( بلطجية مصر بعد سقوط النظام )

انتشرت في أزقة مصر وفي شوارعها الكثير من جرائم العصابات عقب الإطاحة بنظام الرئاسة عن طريق المظاهرات الشعبية ، وتكمن افعال تلك العصابات في السلب والنهب والتحرش وهدم المواقع الحيوية ، وقد قام فريق منتديات اشراق العالم الإخباري بعمل عدد من الإستبيانات مع مواطنين مصريين حول مابعد سقوط نظام الرئاسة المصرية في عهد حسني مبارك .



( كل غيور رفيقا لسلاحه )

يقول حارس شاكر أحد المواطنين المصريين:
تحولت البلاد بعد سقوط النظام إلى كتلة من العصابات ، لم يعد لرجل الأمن أي هيبة أو سيادة بل أنه يضرب ويهان ، وأصبح البلطجية هم الحكام ، لذلك تجد كل مصري رفيقا لسلاحه في كل وقت ليدافع عن ممتلكاته وعائلته.



( من يردع المجرمين ؟ )

يقول مصطفى س (مصري مقيم في السعودية ):
نظام حسني نظام بائد ، وقد جعل ثلاثة ارباع المصريين تحت خط الفقر ، لايوجد في مصر طبقة وسطى فتجد الطبقة الاولى اغنياء والطبقة الثانية فقراء معدومين لايجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس ، لكن نظام مبارك كان كفيل بحفظ أمن مصر وكان رجل الأمن هو الدرع الواقي بعد الله في دحر الحرامية وقطاع الطرق ، طبعا فيه جريمة ولكنها مقننة جدا بسبب الخوف من النظام والعقوبات .



( اغتصب البلطجية زوجتي امامي وأنا مقيّد)

ومن أقسى القصص والأحداث التي خلفها سقوط النظام قصة "ابو إسراء" والذي قمت بالإتصال به عن طريق أحد أقرباءه الذين يعملون في السعودية ، يحكيها بنفسه ويقول:
أنا أب لثلاث بنات يدرسن بالجامعة في القاهرة كنا في أمن وأمان وحالتنا مستورة ولله الحمد ،حتى جاء ذلك اليوم وهو ثاني يوم من سقوط نظام الرئاسة وتنحي الرئيس مبارك ،كانت الساعة الواحدة ليلا وكنت محظوظ أن بناتي كانوا في منزل "ستهم" تلك الليلة، عندما دق جرس الباب ، وقمت من نومي مذعورا وفتحت الباب ..
فإذا بأربعة شباب ملثمون انقضوا علي وكتموا أنفاسي ، وأسقطوني أرضا، وقيدوني،
دخلوا المنزل وسط صرخات زوجتي وقاموا بتقييدها والتحرش بها أمامي ثم سرقوا أشياء ثمينة من منزلي وأخذوا مامعي من نقود بالقوة وذهبوا.
بكيت قهرا وضربت برأسي في الحائط حتى سالت دمائه، وكانت زوجتي في حالة إغماء ولم تفق الا الساعة 6 ص وقامت بفك قيودي وهي منهارة وحالتها النفسية سيئة جدا،
لا أدري أين أذهب ، الفوضى تعم البلد ، لايوجد مخفر أمن أقدم له شكوى فيحرسني وإن سكت أخشى أن يعود البلطجية مرة أخرى!
من ذلك اليوم وأنا لا أنام الا وأنا في رعب شديد وسلاحي بجانبي وحتى بناتي لم نخبرهن بما حدث رغم انهم يشعروا بإنقلاب حالة والدتهم النفسية.
صحيح في عهد مبارك كان الفقر ولكن بعد مبارك أتى الخوف والرعب من حونشية الأزقة وقطاع الشوارع.


( دنيا فقر ولادنيا خوف )

كانت تلك قصة حقيقية تعتبر أنموذجا بسيطا لتبعات سقوط أنظمة الدول ، ومايتلوا السقوط من فوضى عارمة قد تمتد لسنوات وسنوات ، وقد يكون أقرب مثل شعبي يليق بمثل هذا التقرير هو: "أمسك قردك لايجيك اقرد منه"...
التبعات السلبية لسقوط الأنظمة إن لم تتم السيطرة عليها منذ بداية سقوط نظام دولة ما تشكل براكين مدمرة لأمن الوطن وسيادة الشعوب ، وكأني بكل مواطن يخوض التجارب المريرة جراء تلك التبعات يقول: دنيا فقر ولادنيا خوف .