خياراتك في الإنترنت . أنتبه من الخيار الثالث !

فضاء الإنترنت مليء بالمفاجآت والاختلافات , وكلما تمر بك الأيام في جنباته تكتشف أنك في فضاء لايمكنك تحديد حدوده وأوجهه ,,,
وبما أني عتيق التحليق في ذلك الفضاء فقد إكتشفت أن هنالك في فضاء الإنترنت خياراتٍ ثلاثةٍ لا رابع لها ...

أما خيارك الأول فهو أن تكون ذو ثقافة عالية , تتعامل بجدية مفرطة , تكتب بتكلّف اللغة , ولاتقرأ إلا مايتعلّق بإهتماماتك , لاتمنح الثقافات والاهتمامات الأخرى قليلاً من عقلك , تدخل وتخرج وأنت في كبت الجدية ...
وهذا الخيار يمنحك مزيداً من التعب الفكري , لأن النفس البشرية مجبولة على التغيير , والتغيير يكون بالخروج بعض الأحيان من إهتماماتك إلى اهتمامات الآخرين ولو بقليل من المشاركة , وايضاً بالترفيه عن نفسك بالقفشات الفكاهية والتعليقات الغير جارحة بينك وبين اخوتك الأعضاء.

مثلما قالوا في الأمثال " من كل بحرٍ قطرة " يأتي خيارك الثاني , وهو ان تكون مع المثقّف مثقفاً , ومع الفكاهي فكاهياً , ومع الجاهل جاهلاً , وهذا الخيار هو اريح الخيارات وأمتعها , ولكن سلبيته أنك ستجعل الآخرين يشككون في معلوماتك وكانك الثقافي وخاصةً إذا كنت من مشاهير الثقافة .


وأمّا الأخير فهو أرذل وأقبح الخيارات وهو أن تكون بلا إحساس لاتستشعر بقيمة الشخص الآخر , ولاتهتم ايضاً بإستشعاره لقيمتك, ولاتتبع " السيئة الحسنة " , تلهو بمشاعر الآخرين , وتحاول أن تجرحها بين الفينة والأخرى .
والحقيقة أنّ هذا الخيار منتشر كثيراً , وخاصة من أولي الحقد الذين تجرّدوا من العقل الناضج , والتفكير الواسع , وأصبحوا كـ جحا الذي عدّ حميره ونقصت بسبب أنه راكبُ على حمار منها , والقصد انّك تحاول أن تكون شريفاً , وتنعت الآخرين , ولاتعلم أن بتصرفاتك الغبية الغير أخلاقية تسيء لنفسك قبل أن تسيء لغيرك ...

نصيحة : كنّ عظيماً بتفكيرك , وكنّ نظيفاً أمام نفسك , ولاتجعل اسمك المستعار , وتخفّيك خلف الشاشة حاجزاً بينك وبين الأدب والأخلاق ,,,
وتأكد انك لن تضرّ أحداً من العالمين , وإن تصرفاتك السيئة ستكون عواقبها وخيمة عليك عاجلاً ام آجلاً . أنتبه !!!!

بقي أن أقول أن أفضل خيارات الإنترنت هو المزج الصحيح بين الخيار الأول والثاني , وحذف الخيار الثالث من عالمك الإنترنتي لكي تجبر الكل على احترمك . وتكون عملاقاً بأخلاقك امام نفسك والآخرين .