معرض الكتاب.. إبداع ناضب وتكرار ممل ومؤلفات هزيلة

[eshrag]

شقران الرشيدي- سبق- الرياض: بعد أن طوى معرض الرياض الدولي للكتاب آخر صفحاته، أمس الجمعة، ورغم ما حققه من تفاعل إيجابي مع شرائح المجتمع المعنية بالثقافة ومتابعة الإصدارات، فإن هناك من رأى من مثقفين وغيرهم ممن اعتادوا زيارة المعرض في دوراته السابقة، أو من زاروا معارض دولية للكتاب خارج المملكة؛ أن إدارة المعرض لم تقدم جديداً هذا العام، وباتت تراوح مكانها، ولم تنجح في إضافة مسارات حديثة.. فالفعاليات مكررة، والشخصيات هي ذاتها تدعى في كل عام، ومنصات التوقيع امتلأت بمؤلفين مغمورين غير معروفين يوقعون كتباً غير ذات قيمة ككتب الطبخ، والشعر الشعبي، وتطوير الذات، والخواطر، وتاريخ العشائر.. وغيرها من المؤلفات الهزيلة التي لا تسمن من جوع ثقافي، ولا ترفع ذائقة معرفية.

ولعل مما يؤخذ على إدارة المعرض أيضاً النضوب الإبداعي في طرح الأفكار، وعدم التنويع الجاذب في الفعاليات، وتوقفها عند حدود ما تحقق في الأعوام الماضية من نجاحات، وتُركت أمور المعرض تسير بالبركة، فدور نشر مغمورة تسوق مؤلفيها المغمورين، ومدير المعرض لا يزال يحتفي بشكل مبالغ فيه بزيارات المسئولين والبروقراطيين، وترك الشلل الثقافية والإعلامية تتجمع في زوايا المكان وتضايق الزوار.

إن ما كان مستغرباً هو أن ضيف الشرف في دورة هذا العام المملكة المغربية، البلد المتنوع ثقافياً، والنشط في مجال التأليف والنشر، لم يشارك إلا بجناح رسمي واحد عرض فيه أطلس جغرافي للمغرب، ومصحف مزخرف على الطريقة الأندلسية وبعض الإصدارات الرسمية، فأين التراث المغربي العريق؟ أين الاحتفالات والفلكلور المغربي الرائع؟ وكيف تُعرِّف الشباب والشابات السعوديين على هذه المملكة الجميلة ذات الهويات الثقافية المتعددة؟

وما شد الانتباه بشدة ما ضمته بعض أجنحة المعرض المتعددة من كتب استغرب البعض وجودها، بل تذمر منها عدد من زوار المعرض، لاسيما وهي تناقش الثوابت الدينية، والسياسية، والقيم الاجتماعية بشكل صادم، ولها توجهات غير سوية، خصوصاً أن من ألفها ليسوا ذوي اختصاص وتمكن معرفي، بل "تجار شنطة" ممن يكتبون أي شيء لأي شيء.

لقد كان الأمل في معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية أن يبحث لنا عن الجديد الذي يتوافق مع ما نعيشه من مرحلة مهمة، وأن يقدم زاداً فكرياً ماتعاً، وتظاهرة ثقافية سعودية مميزة بفعالياتها، ومستواها التنظيمي العالي، والذي انتظرناها كثيراً لتبعث فينا الفخر والاعتزاز بهذا الاحتفاء الثقافي المهم للمجتمع السعودي.. لكن إدارة المعرض كان لها رأي آخر للأسف!




أكثر...