"حجاج سوريا".. فرّقتهم "شبيحة بشار" وجمعتهم المشاعر المقدسة

محمد حضاض– سبق- بعثة المشاعر المقدسة: بالقرب من جسر الجمرات يطلق حاج سوري العنان لمخيلته ليتذكر الأيام العصيبة التي عاشها في أحد أرياف دمشق لسنوات عدة، كانوا خلالها في مرمى بنادق "الشبيحة" وقوات أمن بشار الأسد، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى القاهرة تاركين وراءهم أموالهم وأسرهم وتاريخهم الذي تم تحطيمه.

تذكر "عدنان" تلك التفاصيل بشيء من الغضب وقال لـ "سبق": "كانت أيام عصيبة، تعرضنا حينها للذل من أفراد العصابات الأمنية، ولم يكن لنا خيار إلا الهرب للقاهرة، في حين أن هناك العديد من الأقارب هربوا إما للعاصمة التركية أو الأردنية للنجاة بحياتهم".

ويواصل: "هذا العام حضرت إلى المشاعر مع عدد من الحجاج السوريين من القاهرة، ومنذ أن وطأنا أرض المملكة وجدنا سوريين من أقاربنا وأصدقائنا قدموا من بلدان مختلفة، وتحولت فرحة الوصول للحج إلى مشاعر دهشة لم يوقفها إلا البكاء فرحة على اللقاء وحزنا على ضياع سوريا".

ويلتقط أحد رفاقه الحديث قائلاً: "حضرت برفقتهم من القاهرة؛ حيث أحج للمرة الأولى، وقد عانينا في العامين الماضيين للوصول إلى المشاعر المقدسة ووفقنا هذا العام في إتمام هذا النسك، ولعل ما زاد الحج حلاوة أننا التقينا العديد من أقاربنا وأصدقائنا الذين افترقنا عنهم بسبب نيران الأمن السوري، ونأمل من الله أن نلتقيهم مرة أخرى في أرض الوطن".

وكان حجاج سوريا قد حضروا بأعداد كبيرة هذا العام؛ حيث أدى الفريضة خلال موسم الحج الحالي (9185) حاجاً سورياً قدموا تحت إشراف الائتلاف السوري من أربعة عواصم محيطة بسوريا، هي: بيروت، وعمّان، والقاهرة، وتركيا.

يشار إلى أن عدد السوريين الذين حضروا في حج العام قبل الماضي أقل من ألف حاج؛ ليرتفع في العام الماضي لأربعة آلاف، وواصل ارتفاعه هذا الموسم لأكثر من الضعف.


أكثر...