"بن نحيت" يروي لـ"سبق" موقفاً إنسانياً مع اللواء "الخليوي" في الحج

عيسى الحربي- سبق- الرياض: روى الطالب بكلية الملك فهد الأمنية "فيصل بن حجاب بن نحيت" موقفاً إنسانياً حدث بينه وبين اللواء سعد الخليوي مدير عام كلية الملك فهد الأمنية خلال أعمال الحج؛ عندما زار الأخير مركز الكلية في مشعر منى للاطمئنان على سير العمل هناك، وكان "بن نحيت " حينها مسؤولاً عن أحد طرقات المشعر ولم يحالفه الحظ في معايدة "الخليوي" ليبعث إليه رسالة معايدة فور علمه بذلك معتذراً بظروف "الاستلام" ليفاجئه اللواء بزيارة خاصة من الغد قائلاً أنت أحد أبنائنا رجال الأمن وكل واحدٍ منكم يستحق قبلة على جبينه .

وفي التفاصيل، قال فيصل بن نحيت لـ"سبق" :"كنت مشاركاً في مهمة الحج مع بقية زملائي الطلبة المنتسبين لكلية الملك فهد الأمنية، وفي أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك كنت مستلماً خفارة في أحد ميادين مشعر منى؛ وعند نهاية خفارتي قال لي زميلي الذي خلفني في الموقع ممازحاً: حظنا أطيب من حظك وسألته لماذا؟ فأخبرني أن اللواء سعد الخليوي مدير عام الكلية أتى لتفقد مركزنا والسلام على ضباط وأفراد وطلبة المركز طالباً طالباً ومعايدتهم، فقلت له إن شاء الله ما يخلينا اللواء نحن "الخفراء"، وعدت للمركز للراحة .

وأضاف ،"عندما رجعت إلى المركز قمت بإرسال رسالة معايدة عبر الجوال إلى والدنا الخليوي ومضمونها ( السلام عليكم كل عام وسعادتكم بخير ومن العايدين الفايزين كنت أتمنى أن أحظى بشرف السلام على سعادتكم ومعايدتكم عندما جئت إلى المركز متفقداً ومعايداً أبناءك الطلبة ولكنني كنت مستلماً خفارة، وأرجو قبول هذه الأبيات المتواضعة لعلها تشفع لي عند سعادتكم بالسماح لي لمقابلتكم في مكتبكم بالقيادة والسلام عليكم ومعايدتكم)، ثم أرسلت له قصيدة جاء مطلعها:
ألا يا ليتني يوم اللواء زار المراكز فيه
ولا غبت بسبب هاك الخفاره يالله الخيره
كسب كل زملاي وصافحو بيدينهم يديه
وانا مداوم بوسط الشارع اصرّف سياييره
وانا لولا العمل كان اني والله العظيم اجيه
عشان استمتع بتوجيه قايدنا وتعبيره
ابرسل له رساله وادري ان الذيب مع طاريه
اكيد ليا قراها بِتّهلّ لي أساريره

أنا واثق بأنه ما يهمش طالبن يدعيه
لأنه مُشبعن نخوه وإنسانيه وغيره
ملكنا بالتواضع والأدب سبحان من معطيه
محبتنا لقائدنا سعد من قو تأثيره
نهل فكره من محمد ابن نايف ويا لبيه
على محمد وزير الداخليه محزم الديره
وقف في وجه الارهاب وكأن الموت ما يعنيه
وقف بخلاص للدين الحنيف معطّر السيره
ولا والله نستغرب مدامت نايف مربيه
أويّ والله من صقارنا وأويّ من طيره
وصلنا بهمتك مركز أمان ولا حد يجاريه
وأصبحنا نموذج بالأمن ما يشبهه غيره
وحنا سهوم عبدالله يا ويل اللي بنا يرميه
فداك اعمارنا دام الوطن تسعى لتطويره

وتابع "بن نحيت" على الفور جاءني رد عبر الجوال من اللواء برسالة مضمونها : (وعليكم السلام هلا وغلا بالابن فيصل كل عام وانت بخير، والله يوفقك، ما فات شي تسلّم خفاره بإذن الله ونسلم عليك).

وأضاف: في الغد فاجأني اللواء سعد بحضوره إلى المركز الذي أعمل به وطلبني بالاسم من قائد المركز الرائد محمد القرني فذهبت مسرعاً؛ وقابلته وسلمت عليه، وقال بالحرف الواحد "لم آت إليك إلا لأنك ابن من أبنائي الطلبة الذين نهتم بهم ونحبهم كثيراً وهذا واجب ديني ووطني علينا، وقد تأثرت كونك مرابطاً بالخفارة أثناء معايدتي لأبنائي الطلبة؛ وحيث إن التقارير التي تصلني من زملائي قادة المراكز كلها ولله الحمد مشرفة وتثبت قيامكم بواجبكم الوظيفي على أكمل وجه فقد حرصت على تكرار الجولات للجميع وخصوصاً الخفراء منهم وأنتم تستحقون اهتماماً كبيراً كما يوجهنا سمو سيدي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظه الله وأدام عزه في ظل قيادتنا الرشيدة".

وأردف ،"هذه البادرة أثرت فينا جميعاً، وقدمت الشكر باسم كل زملائي الطلبة المشاركين على هذا الموقف الإنساني النبيل الذي ينم عن تميز اللواء بخصائص القائد الأمني المؤثر بتابعيه؛ فقد استفدنا جميعاً كطلبة من هذا الدرس بأن التواضع ولين الجانب يزيد من حجم ولاء التابعين لقائدهم".

وختم الطالب فيصل بن حجاب حديثه مقدماً شكره للقيادة على اختيار مثل هذه القامات الإدارية المتميزة، مقدماً التهاني والتبريكات بمناسبة نجاح موسم الحج لمقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز .


أكثر...