أيمن حسن- سبق: يتساءل كاتب صحفي عن مصير 26 عائلة سعودية، تعيش في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن؛ مطالباً الحكومة السعودية بإعادتهم إلى وطنهم ومنحهم الجنسية.. وفي شأن آخر، يروي كاتب مأساة مواطن تطالبه مستشفى بتكاليف علاج أمه دون أن تخبره بموتها.
"المحيميد": ما هو مصير 26 عائلة سعودية في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن؟
يتساءل الكاتب الصحفي يوسف المحيميد عن مصير 26 عائلة سعودية، تعيش في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن؛ مطالباً الحكومة السعودية بإنهاء معاناتهم المستمرة، وتسوية أوضاعهم المادية والنظامية بشكل نهائي.
وفي مقاله "بين الجحيم والنكران" بصحيفة "الجزيرة" يقول "المحيميد": "لعل من أغرب القضايا وأكثرها حزناً، أن يعيش أطفال سعوديون مع أمهاتهم في غير وطنهم، ويفتقدون لأبسط حقوق المواطنة؛ لسبب بسيط هو أن والدهم غير معنيّ بهم، هرب وتركهم مع أمهم في بلاد أخرى؛ فلا هم مواطنون سعوديون، ولا هم ينتمون إلى البلاد التي يقيمون فيها، وأكثر هؤلاء إحباطاً هم ممن يعيشون في منطقة محروقة، كالأراضي السورية خلال السنوات الثلاث الماضية! هؤلاء الذين هربوا من جحيم "الأسد" إلى التشرد في مخيمات الأردن؛ برغم أن السفارة السعودية في الأردن اهتمت بهم، وتابعت أمورهم؛ إلا أن ذلك لا يُلغي معاناتهم المستمرة، وحاجتهم إلى تسوية أوضاعهم المادية والنظامية بشكل نهائي".
ويضيف الكاتب: "نشرت صحيفة الوطن تقريراً عما يقرب من 26 عائلة سعودية عالقة في الأردن، يحمل بعضهم جوازاً سعودياً انتهت صلاحيته منذ سنوات، ولأن آباءهم رفضوا تجديد جوازاتهم، أو رفضوا استقدامهم إلى الوطن، بقَوْا عالقين في غير بلادهم. وبرغم أن أوضاعهم هكذا، منذ عشر سنوات وأكثر؛ إلا أن الحياة الطبيعية والاستقرار سابقاً في سوريا كانت تجعلهم يمضون حياتهم بهدوء؛ برغم أنهم يطالبون بتسوية أوضاعهم طوال هذه السنوات، دون فائدة.
وعلى الرغم من اهتمام الدولة بأوضاع هؤلاء، ومحاولات تسويتها؛ إلا أن آباءهم الذين أهملوهم لأسباب مادية واجتماعية وغيرها، يتحملون مسؤوليتهم أمام الله سبحانه، وأمام الدولة؛ لذلك يجب استدعاء هؤلاء الآباء، والتعامل معهم تبعاً للأنظمة والقوانين؛ بل التعامل معهم بشدة وحزم، وتحديد موقف هذه العائلات التي تحتضن أطفالاً يمتلكون الجنسية السعودية".
ثم يرصد "المحيميد" مآسي هذه العائلات ويقول: "من يقرأ قصص هؤلاء في ذلك التقرير، يكتشف قصصاً مأساوية، أبطالها رجال غير مسؤولين، لعب برؤوسهم البحث عن متعة مؤقتة؛ فحمل معه ورقة رسمية من حكومة بلاده، تسمح له بالزواج من سورية، ثم فعل ذلك مع عدم حساب الأمور وتقدير خواتيمها، وانتهى به الأمر بأن حملت زوجته بذرة طفل سيكون مصيره التشرد والشتات، وبرغم أن المسؤولية الأولى والأخيرة يتحملها المواطن نفسه، نتيجة إهماله وعدم احترامه لمسؤوليته كأب وولي أمر هؤلاء الأطفال".
ويتوجه الكاتب إلى الحكومة السعودية قائلاً: "يجب البحث عن حلول لهؤلاء المواطنين؛ ليس العناية بهم فقط في مقر إقامتهم الحالية في الأردن؛ بل في إعادتهم إلى وطنهم؛ حتى من غير إذن أولياء أمورهم، ما لم يكن هناك قضايا نسب أو ما شابه؛ لأنهم ببساطة يحملون الجنسية السعودية، ولهم من حقوق المواطنة ما لهذا الأب وغيره من حقوق المواطنة".
"السليمان": مستشفى تطالب مواطناً بتكاليف علاج أمه دون أن تخبره بموتها
يروي الكاتب الصحفي خالد السليمان واقعة مأساوية لمواطن وصلته رسالة تطالبه بمراجعة حسابات المستشفى الذي ترقد فيه أمه؛ لتعزيز رصيد التأمين، دون أن تخبره أن أمه توفيت ونُقلت إلى ثلاجة المستشفى، وهي الصدمة التي تلقاها من الممرضة.
وفي مقاله "راجع المحاسب ثم الثلاجة!" بصحيفة "عكاظ" يقول "السليمان": "أفاق أحد المواطنين في الصباح الباكر على رسالة من أحد المستشفيات الخاصة يطالبه بمراجعة المحاسب لتعزيز رصيد التأمين على علاج والدته المُسنّة المنوّمة في إحدى غرفه، وعندما دخل ذهب لزيارة والدته ففوجئ بمريض آخر مكانها؛ ليسأل الممرضة عن مكان والدته، لتخبره بكل برود بأنها في ثلاجة الموتى!".
ويعلق السليمان قائلاً: "لقد وجدوا الوقت والطاقة والوسيلة لإشعاره بحاجتهم للمال؛ لكنهم لم يجدوا ذرة من أيٍّ من ذلك لإشعاره بوفاة والدته الإنسانة، وتركوا المهمة لممرضة وقحة نُزعت الإنسانية من روحها لتلقي عليه الخبر كالصاعقة، كما لو أنها تعلن عن انتهاء صلاحية منتج تجاري، لا إنسان يهتم به أهله ومحبوه! كان الطب دائماً مهنة إنسانية؛ فَحَوّله البعض إلى مهنة تجارية جرّدته من كل معاني الإنسانية، بعد أن أصيب بعض العاملين في القطاع الطبي التجاري بسرطان الجشع!".
ويتساءل الكاتب مستنكراً: "لا أدري ما الذي أصاب ملائكة الطب ليتحول "بعضهم" إلى "خيالات مآتة" بلا أرواح ولا أحاسيس، مجرد معاطف بيضاء تُسَيّرها قلوب ميتة وأحاسيس متبلدة، همهما الأول ما تجنيه من المال وتحققه من المكاسب!".
وينهي السليمان قائلاً: "إن أحداً لا يعارض الاستثمار الطبي والتكسّب من وراء ممارسة المهنة؛ فهي في النهاية خدمات ومنافع متبادلة يحكمها العرض والطلب؛ لكن من قال إن تحقيق الربح في أي تجارة لا يمكن تحقيقه إلا بضمائر وأحاسيس ميتة!".
أكثر...