هنا
بين الفينة والأخرى،تصدمنا المنابر الإعلامية بأخبار الحوادث المؤلمة،وتجعلنا نعيش حالة من الحزن واليأس والقهر في نفس الوقت.
ومن بين تلك الحوادث ( حوادث المعلمات ) ،تلك الإنسان التي تخرج من منزلها باكرا ،يستقلها ( باص نقل المعلمات ) ،ليوصلها لمدرستها النائية ، لتقوم بواجبها الوطني، ولكن في لحظة ألم وربما في لحظة تهور من قبل قائد الباص ، تقع تلك المعلمة ضحية لوحشية القرارات،وقسوة القلوب التي رمت بها عبر تلك الطرق الخطرة.
المعلمة ( غادة المطيري ) كانت متجهة في الصباح الباكر لمدرستها ( التي تخلو من الطالبات) ، من أجل " توقيع " فقط، تعرضت لحادث مروع أدى لوفاتها رحمها الله...
وقد أطلق مغردو الموقع الشهير "تويتر" هاشتاقًا تحت عنوان : #توقيع_يكلف_معلمه_حياتها، تفاعلا مع ذلك الحادث. وكيف أن الكثير من المعلمات والمعلمين يتكبدون عناء الطرق الطويلة بعد نهاية العام الدراسي من أجل التوقيع ، وليس هناك أي مبرر للدوام ، ولا يوجد أعمال تحتم عليهم الحضور، مما يجعلهم عرضة لحوادث السير كما حدث مع المعلمة " غادة المطيري".
وقد نشر بعض المغردين آخر ماكتبته المعلمة في برنامج " وآتس أب" حيث كتبت في الحالة الخاصة بها :
( كن جميلا مع الكل ، فهناك لحظة وداع ليس لها وقت )
تنوعت التغريدات وكان فيها الكثير من العقلانية والوضوح لوضع النقاط على الحروف ، فقد غرد "صالح الغريبي" قائلا :
حوادث المعلمات أصبحت روتين لدى الوزارة إعتدنا عليه أرواح تزهق والوزارة همها الأعظم عدم الغياب "توقيع فقط"رحمك الله.
وتقول المغردة "الأستاذة قا و نون" :
هذه هي بيروقراطية التعليم في بلادنا مبادئها: لايهم يفهم الطالب، المهم يحفظ، لايهم يُنجز المعلم، المهم يحضر.
ويقول المغرد : khaled :
كانت فكرة الأمير خالد الفيصل ناجحة ،بأن توقع المعلمة في أقرب مكتب لها ،ولكن للأسف لم تطبق بشكل كامل .الله يرحمها.
ويقول المغرد "خالد الشيباني":
يجب إعادة النظر في كثير من القرارات التعسفية في السلك التعليمي ؛أقلها : بدء إجازة المعلم/ة بمجرد إنتهاء أعماله .
ويقول المغرد عبدالله العنزي:
أغلب دول العالم الحديث تهتم بالأنتاجية، إلا دولتنا الأهم الحضور والانصراف حتى لو لم تنتج وكأنك طاولة ، شيء غريب !!!!
وقد اقترح المغرد Azeezabduah اقتراحا في محله فقال:
الحل للمشكله يتم توقيع حضور معلمي ومعلمات المناطق النائيه في ادارة التعليم التابعه لها.
وقد دار المغرد تميم في فلك آخر يعتبر جزء من المعضلة فقال :
أصحاب الإبل السائبة حول الطرق يجب تغريم أصحابها على كل رأس ألف ريال ....
الكثير من الآراء والرؤى المتنوعة والتي تقسمت بين ، لوم الوزارة على قرارتها ، وبين لوم أصحاب الإبل في جعلها سائبة في الشوارع، وبين تقديم اقتراحات للحد من تلك المعضلات التعليمية.
الجدير بالذكر أننا قمنا في إشراق العالم بنشر تقرير قبل خمس سنوات تحت عنوان ( التعيين الخارجي للمعلمات وهدر دمائهن ) ، تم التطرق فيه لعدد من الإشكاليات ،وطرح نقاط اقتراحات لحل معضلات التعيين ،والتقليل نسبيا من معاناة المعلمات المعينات في مناطق نائية . فهل هناك حلول لوقف هدر الدماء ؟ نعم . الحلول كثيرة منها:
إنشاء وحدات سكنية للمعلمات والمعلمين أو استئجار مجمعات لهم بالقرب من مقر مدارسهم وخاصة " للمعلمات " ، وأيضا منح المعلمين والمعلمات إجازتهم بعد أن ينهوا مناهجهم التعليمية ، فلا جدوى من حضورهم من أجل التوقيع ، وإن لزم الأمر للتوقيع يصدر قرار بأن يقوم المعلمين والمعلمات بالتوقيع في أقرب مكتب إدارة تعليم لمنطقته ، ومن الحلول أيضا وضع حد
للسائقين الذين يقومون بنقل المعلمات عن طريق توفير باصات ( نقل جماعي) تحت إشراف الوزارة مهيئة بسبل السلامة بإذن الله لنقل المعلمات من وإلى مدارسهن ...
ليس ذلك صعبا ولا مستحيلا ، ولكن الصعب أن تُعرض تلك الأنفس للمخاطر ، وتُكلأ قلوب ذويها بفقدانها .
|