سبق - الرياض: بدأت صباح اليوم أعمال مؤتمر "دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب"، الذي ينظمه مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالتعاون مع مجلس وزراء الإعلام العرب "، وذلك خلال الفترة من 24 إلى 26 صفر1436هـ الموافق من 16إلى 18 ديسمبر2014م بمقر الجامعة في الرياض، وسط حضور عربي ودولي واسع.
حضر حفل الافتتاح نائب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، ورئيس الجامعة، الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفيرة الدكتورة هيفاء شاكر أبو غزالة.
ويشارك في أعمال المؤتمر 500 مشارك ومشاركة من وزارات الإعلام، والداخلية والأجهزة الأمنية، ومؤسسات الإنتاج الإعلامي، والصحف الورقية والإلكترونية، والقنوات الفضائية والإذاعات، وكليات الإعلام، والكليات الأمنية، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، وشركات الاتصال الحديثة، وشركات الإنترنت .
بدأ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة اللجنة العلمية للمؤتمر ألقاها عميد مركز الدراسات والبحوث بالجامعة، أ.د عبدالحفيظ سعيد مقدم، الذي تناول أهمية المؤتمر واستعرض أهدافه ومحاوره .
وفي كلمتها تقدمت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال، الدكتورة هيفاء شاكر أبوغزالة، بالشكر للجامعة على ما تقوم به من جهود لتحقيق الأمن الشامل ـ وأكدت في كلمتها أن العالم يشهد العديد من أشكال الإرهاب التي يجب الوقوف في وجهها وضد كل المحاولات الرامية إلى إلصاق هذه التهمة بالعرب والمسلمين.
وأوضحت أنه يقع على وسائل الإعلام المختلفة عبء كبير لمواجهة هذه الظاهرة، لما له من تأثير على الرأي العام . لافتة أن هذا المؤتمر يعد ترجمة عملية لجهود وزراء الإعلام العرب، في مواجهة الظاهرة الإرهابية.
وبدوره نوه الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، في الكلمة التى ألقاها نيابة عن وزير الثقافة والإعلام، بجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن هذا المؤتمر تنفيذاً لما أقره مجلس وزراء الإعلام العربي في اجتماعهم الأخير.
وأوضح أن أصحاب وزراء الداخلية العرب ووزراء الإعلام العرب، استشعروا خطورة الإرهاب، وتدارسوا سبل مكافحته في اجتماع مشترك في تونس في العام 1423هـ، واستعرضوا دور وسائل الإعلام في مكافحته، من منطلق أن العرب والمسلمين هم أكثر من تضرر من الجرائم الإرهابية، التي اعتبروها معوقاً للتنمية المستدامة عربياً ودولياً .
واستعرض في كلمته جهود المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب، والدعم الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله للجهود الدولية المبذولة لمكافحته.
وأكد أن وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة اقترحت إعداد إستراتيجية إعلامية عربية لمكافحة الإرهاب تسهم في القضاء على هذه الظاهرة موضحاً أن الوزارة ستقدم الدعم لوسائل الإعلام المختلفة لمكافحتها.
عقب ذلك ألقى رئيس الجامعة، د. جمعان رشيد بن رقوش، رئيس الجامعة كلمة رحب فيها بنائب وزير الثقافة والإعلام والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية والحضور، في هذه المؤسسة التي شيدتها الإرادة الحقة لوزراء الداخلية العرب ورعاها بلد مضياف حتى أضحت منارة للعلوم الأمنية عربياً ودولياً، خاصة في ظل الرعاية الكريمة التي وجدتها من مؤسسها المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز ــ رحمه الله .
وأوضح أن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر يأتي انطلاقاً من سعيها لتحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل، باعتبارها أحد أهم آليات العمل العربي في مجال العلوم الأمنية، وأنها كانت سباقة ولها الريادة في العديد من مجالات العمل الأمني العربي، حيث سلطت الجامعة الضوء منذ منتصف الثمانينات الميلادية على ظاهرة الإرهاب وغيرها، في استشراف مبكر للمستقبل وتلمس للاحتياجات الحقيقية للأجهزة الأمنية العربية، وأن الجامعة هي من أضاف مفردة الإعلام الأمني لقاموس العلوم الأمنية العربية.
وأوضح أن انعقاد المؤتمر يأتي كذلك في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية عمليات إرهابية لم تعهدها من قبل, حيث ازدادت معدلاتها واتسعت دوائرها وتعددت أهدافها, واستغل منفذوها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الحديثة لتنفيذ نشاطاتهم الإجرامية وتجنيد الشباب العربي وإطلاق الإشاعة والحرب النفسية لزعزعة الأمن والاستقرار في دولهم وصولاً لتنفيذ مآربهم المتطرفة وأهداف الجهات التي تقف خلفها.
وثمن دور وسائل الإعلام، ووسائل الاتصال الحديثة والتى تلعب دوراً بارزاً في التصدي للإرهاب وكشف أساليبه ومعتقداته، وفي صياغة رأي عام مضاد للإرهاب، وفي نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في المجتمع، وإعادة صياغة مفاهيم الناشئة.
وتمنى الدكتور "رقوش" أن يخرج المؤتمر بتوصيات علمية مهمة تسهم في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل وتسهم في قطع دابر الإرهاب وقدم الشكر لوزارة الثقافة والإعلام بالمملكة على تعاونها الدائم والمتواصل مع الجامعة لتحقيق الأهداف والرسالة المشتركة.
واختتم رئيس الجامعة كلمته برفع الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهد الأمين وولي ولي العهد ـ حفظهم الله جميعاً ـ على ما يقدمونه لهذا الصرح العربي من دعم مادي ومعنوي، مكنه من القيام بواجباته تجاه أمته والعالم.
ورفع الشكر إلى وزراء الداخلية العرب وفي مقدمتهم وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، على رعايتهم ودعمهم المتواصل للجامعة، والذين نأمل أن نوفق في تحقيق طموحاتهم وآمالهم .
عقب ذلك بدأت أعمال المؤتمر الذي سيناقش على مدار ثلاثة أيام عدداً من الأوراق العلمية المهمة من خلال عدد من المحاور هي: استخدام الجماعات الإرهابية والمتطرفة لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة، والإرهاب في الإعلام العربي والأجنبي، والمسئولية الاجتماعية والقانونية والأمنية لوسائل الإعلام في الوقاية من الإرهاب.
ومن أهم الأوراق التي سيناقشها المؤتمر "دور الإعلام الجديد في نشر ظاهرة الإرهاب"، و"جدلية العلاقة بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية: دراسة تطبيقية على شبكات التواصل الاجتماعي"، و"التحريض الإلكتروني على الإرهاب تكييفه الفقهي وحكمه - تويتر نموذجاً-، و"إشكالية الإعلام العربي في مواجهة الإرهاب"، و"محددات الخطاب الإعلامي ومشكلات التطرف والإرهاب في المجتمع العربي الراهن"، و"نقد خطاب الإرهاب: مقدمات لسياسات المواجهة الثقافية والإعلامية" و"المسئولية الاجتماعية والأمنية لوسائل الإعلام في الوقاية من الإرهاب" و"المسئولية الاجتماعية والأمنية لوسائل الإعلام في تناول قضايا الإرهاب" و"سبل نشر مفاهيم الوسطية والاعتدال عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
كما تتضمن: "الإعلام الجديد بين حرية التعبير وحماية الأمن الوطني" و"مشروعية الرقابة على الإنترنت، والحق في تداول المعلومات ومكافحة الإرهاب"، و"تجربة المملكة العربية السعودية في الضربات الاستباقية لشل العمليات الإرهابية ودور وسائل إعلامها في إبرازها وتسليط الضوء عليها "، و"تجربة الإعلام العربي في التعاطي مع العمليات الإرهابية"، و"التعاون بين المؤسسات الأمنية والإعلامية من أجل إستراتيجية إعلامية عربية في التصدي للإرهاب" و"الإستراتيجية الإعلامية العربية في مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى تقارير الوفود المشاركة والزيارات الميدانية لعدد من الجهات الإعلامية بالمملكة العربية السعودية .
ويهدف المؤتمر إلى دعم التواصل بين المؤسسات الإعلامية والأمنية، للتصدي للإرهاب، وكشف طرق استخدام الإرهاب لتكنولوجيا الإعلام الحديثة في التجنيد والتمويل وتنفيذ العمليات، وترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال، والاستفادة من تجارب الدول في مجال استخدام الإعلام للتصدي للإرهاب، إضافة إلى تفعيل الإستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمواجهة الإرهاب.
الجدير بالذكر أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الجامعة نفذت في مجال الإعلام الأمني من خلال كلياتها ومراكزها المختلفة (30) دورة تدريبية، و(17) حلقة علمية عامة وخاصة، و(20) دراسة علمية، و(58) إصداراً علمياً، ونظمت (22) ندوة علمية، و(29) محاضرة، و(39) بحثاً ودراسة في المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، إضافة إلى (220) مقالاً وتحقيقاً في مجلة الأمن والحياة الشهرية، وشاركت في (68) نشاطاً عربياً ودولياً متعلقاً بالإعلام الأمني، بالإضافة إلى مناقشة أكثر من(92) رسالة دكتوراه وماجستير في مجال الإعلام الأمني.
أكثر...