من صدام الى البشير ثم الى أين .!؟
من صدام إلى البشير .. إلى .. أين ..؟؟
كلنا أصبح على قناعة تامة بأن المؤسسات الدولية باتت رهنا بالإرادة السياسية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، فلماذا نقع بالفخ مرات عديدة ..؟؟
اجتمع العرب بحركة مسعورة لإصدار قرار يوقف العدوان على غزة .. في محاولة يائسة لستر عوراتهم .. وصدر القرار الهزيل .. ولا نتيجة ..!! وقبلها حاولوا كثيرا من اجل العراق .. وتم الاحتلال على مرأى منهم جميعا .. ودمر العراق .. واعدم الرئيس العراقي صباح العيد .. وكأنه كبش فداء لإرضاء الساسة الإيرانيين .. والنتيجة .. مازال الحكام العرب يراهنوا على عدالة ونزاهة القانون والمؤسسات الدولية ..!! هذا ظاهر الأمر .. أما باطنه .. كل منهم يخشى على نفسه .. ونسو أو تناسوا "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" ..
لعبة خطيرة جدا لعبها البرادعي ومؤسسته المشبوهة .. تم إصدار عقوبات ثم لجان تفتيش جهزت للعدوان ضمانه تامة بخلو العراق من الأسلحة التي قد تضر الهجوم المرتقب .. وغفر الله إن شاء الله للرئيس العراقي فقد كان لآخر لحظه يراهن على عدم الهجوم والاحتلال .. حتى جردوه من كل سلاحه وحاكوا له المؤامرات الداخلية لضمان تحييد الجيش حين الهجوم، بالترهيب والترغيب لقادة الجيش والفرق .. فكان ثمرة هذا الجهد تدمير العراق بعد احتلاله وإطلاق يد الرواافض فيه ..!!
واليوم .. يعاد نفس السيناريو مع السودان .. صدر القرار باعتقال الرئيس السوداني ، ثم سيتم ابتزاز السودان من اجل تقديم التنازلات فيما يتعلق بدارفور والجنوب والشرق .. ولا نعرف ماذا أيضا ..!! والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل حين يتم الابتزاز ويقبل السودان به من اجل حل القضية ، هل سيتم الانفراج في قضية الرئيس ..؟؟ الجواب : لا ، بل سيتم ملاحقته واعتقاله وحبسه أو إعدامه ، بعد أن يكون قد وافق على تمزيق السودان مسبقا ، وأقر كثيرا من اتفاقيات الاستسلام (السلام) مع الانفصاليين في الجنوب والغرب والشرق .
يجب على الرئيس السوداني وكافة الرؤساء العرب أن يستفيدوا من الدرس القاسي والمؤلم للشهيد الرئيس العراقي صدام حسين ، حيث أن الواقع يخبرنا بل انه اخبرنا بحقائق وليست نظريات جدلية أن العدو قد أقر خطته لتمزيق السودان والإطاحة برئيسه ، هذا ما هو بشأن السودان ، ويقال ما قيل عن باقي الوطن العربي النازف من كل صوب وحدب .. هناك قضايا جاهزة للتفجير على غرار دارفور ، الأقباط في مصر لم يسكتوا إلى الآن لأنهم موالين لمصر .. والروافض في غرب السعودية كذلك ، وفي البحرين والكويت ، ولا تعلم ماذا قد يفعل الهنود والبنقال في الإمارات ، وخذ من هذه القضايا القابلة للتفجير الكثير الكثير .. وحين يقرر الرئيس العربي السيطرة على وضعه الداخلي يصبح مجرم حرب ، وهنا فقط يتم تفعيل المؤسسات الدولية المسيسة لصالح الاستعمار ، والتي لا ترى ما يحدث في غزه وعموم فلسطين ..!!
أدرك اليهود سادة العالم بالمال والذهب أن الحرب الاستعمارية المباشرة لا تأتي بكثير من النتائج المتوقعة ، لأنها تثير عداء الشعوب ، فدخلوا من باب المنظمات الدولية وحقوق الإنسان وسواها ، وأهم أوراقهم، اللعب بالأقليات العرقية أو الدينية ، ليكونوا راس الحربة في الحرب ضد كل من يقف في وجه خططهم الاستعمارية ، فقد أخذوا الدروس الكثيرة من مستنقع العراق وأفغانستان ، بينما سادتنا وساستنا لم يعتبروا من ذلك ، ولم يدركوا أن الدائرة تدور بالتناوب ، وأن أكثرهم ولاء سيكون يوما من الأيام مستهدفا أيضا ، لأننا على رقعة شطرنج كبيرة ، ولعبة الشطرنج تتطلب التضحية بالكثير من البيادق من أجل النصر ، ومن أجل تحقيق الحلم الكبير ، والذي أقترب كثيرا من أن يصبح واقعا ، وهذا ما كتب على باب الكنيست "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" وهو ما يدل عليه العلم الإسرائيلي بخطيه البيض وبلونه الأزرق والذي يرفع فوق ارض النيل ..!!
إن القارئ والمحلل للأحداث يرى أن دور تفتيت مصر قد اقترب كثيرا .. والفرصة ستكون اكبر حين رحيل الرئيس حسني مبارك ، وحين يخلفه رئيس ضعيف ويجب أن يكون مرفوضا من شعبه بقوه ، حينها يتم تحريك القنابل المتفجرة في مصر لتمزيقها إلى دويلات ، لماذا مصر ؟ لضم غزه إلى سيناء بدويلة هزيلة ، تكون محصورة بين فكي كماشة ، الاحتلال الصهيوني من جهة ، ودويلة هزيلة من جهة أخرى !!
ماذا عن السعودية ، تشير القلاقل التي بدئها الشيعة إلى خطر عظيم ، وفتنة كبيرة طاحنة ، تنتظر الإشارة الرسمية للبدء الحقيقي بها ، لعزل شرق السعودية ذات التوجه الشيعي ، ليصبح الشيعة من شرق وغرب الخليج ، ثم تبدأ الخطة الحقيقية بتفتيت دول الخليج وتحريك الشيعة فيها ، بدعم من دولة الفرس بالمال والسلاح ورجال الاستخبارات الميدانيين الإيرانيين على غرار ما يحدث بالعراق ، ولا ننسى المطالبة التاريخية لليمن بأقاليم الجنوب السعودي ، والامتداد التاريخي للهاشميين بين الأردن والحجاز !! ولا نعرف ماذا أيضا ينتظرها !!
إن الامتداد التاريخي بين الشيعة واليهود هو من يدعم نظرية تقوية الكيان الصهيوني للإيرانيين بعكس ما نسمع ونشاهد من هجوم كلامي بينهما ، ومن لا يعرف عبد الله بن سبأ ، عليه بقراءة ماذا فعل ؟!!
لقد أدرك اليهود أن زوال أمريكا واقع حتمي وتاريخي ، فقاموا بدعم النظام الإيراني بكل قوة ، ليصبح الشريك الرسمي والتاريخي الأصيل لهم ، بعد انهيار أمريكا الوشيك ، والذي أصبح حقيقة راسخة بعد الانهيار الاقتصادي الجاري حاليا بها ، والمسألة مسألة وقت لا أكثر !! قوة الردع الجديدة والذراع القوي للكيان الصهيوني هو الكيان الفارسي القوي والنووي ، والذي سيجتاح الخليج بكل جرأة وغطرسة بعد الانهيار الأمريكي ، فهم إلى الشرق من الخليج ، وشماله البصرة التي ستصبح دويلة شيعية ومخططهم شرق السعودية ، وقنابلهم جاهزة للتفجير داخل الدول الخليجية من خلال آلاف الشيعة ، الوقت لصالح الشيعة ، بانتظار الانهيار الأمريكي !!
إذن الموضوع اكبر من الرئيس العراقي والعراق ، والرئيس السوداني والسودان ، الموضوع هو العالم العربي بكامله ، وحتى لو كانت بعض دوله فقيرة ولا يوجد بها خيرات ، لكن يوجد بها إسلام ، وصحوة إسلامية متنامية وقوية ، وهي ما ترهبهم وتقف بطريق أطماعهم ، لذلك يجب القضاء عليها حيث كانت ..!!
ختاما ، فإننا نحذر السودان من الانجراف وراء اللعبة الدولية والتي نهايتها كنهاية الرئيس العراقي رحمه الله ، بل الحل يكمن في التوجه الحقيقي للإسلام وإعلان الجهاد ضد كل أعداء الداخل ، وطرد كافة المنظمات الرسمية وغير الرسمية ، و القوات الأفريقية والدولية ، ثم الالتحام الحقيقي بين الشعب والقيادة وإعلان الجهاد الحقيقي ضد كل أعداء الداخل ، وتوحيد الصف بعدها بين كل الشعب ، لمواجهة المخطط الكبير ضد السودان بلحمة حقيقية مبنية على الإسلام وذروة سنامه الجهاد .. هذا إن كان هناك متعظ من التاريخ ..!!
حفظ الله العراق والسودان ومصر والسعودية وكل العالم الإسلامي من كل الأخطار والمؤامرات
نقلا
|