الحزب الإثيوبي في جنوب السعودية

[eshrag]

الحزب الإثيوبي في جنوب السعودية

استهداف للمال والعرض والنفس، تهديد صريح يسعى الحزب الإثيوبي المنتشر في مناطق جنوب المملكة العربية السعودية إلى العمل على تنفيذه، لكن لم يكن هذا التهديد هو السقف الأعلى لمطامع الحزب الإثيوبي؛ إذ إن السقف الأعلى لمطامعهم يسعى بكل جرأة إلى احتلال جنوب المملكة العربية السعودية، ماذا يحمل الحزب الإثيوبي في طياته؟ ما هي السيناريوهات التي ستحدث لو أن المملكة العربية السعودية قررت البدء بالمواجهة؟ وما هي التداعيات المترتبة على ذلك؟.
قبل البدء في الحديث عن الحزب الإثيوبي، لا بد من ذكر أن جنوب المملكة العربية السعودية لم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها التي تجري على أراضيه، حتى وإن اختلفت، فعند العودة إلى الخلف وتحديداً إبان العام 2009م، نجد أن من أهداف الحرب التي حدثت في تلك الفترة ما بين الجماعة الحوثية والمملكة العربية السعودية، التي كانت بإيعاز من الدولة الإيرانية، تحمل بين طياتها استدراج المملكة العربية السعودية في حرب طويلة الأمد الهدف منها الاستيلاء على مناطق عديدة، منها جازان وعسير، بزعم إيراني أنها حق مسترد.
من الخطأ أن يتم النظر إلى ما يجري الآن من أعمال إجرامية على أنها من قِبل قلة إثيوبية مرتزقة تسعى إلى استهداف الأمن الاجتماعي فقط، لأن ما يحدث الآن يأبى إلا أن يطلق عليه مسمى حزب تم تشكيله بعناية فائقة، لا يسعى إلى تهديد الأمن الاجتماعي بقدر ما يكون الاستقرار السعودي في مجمله هو الهدف، لأن المطامع الإثيوبية لا تختلف كثيراً عن المطامع الحوثية، فهُمَا يرتبطان معاً في إطار سياسي بحت يتغلف بالتهديدات الإيرانية المستمرة الهادفة إلى ضرب الاستقرار السعودي.من سيناريوهات هذه الحادثة العمل على وجود أرض خصبة لحرب استنزافية، وهذه الأرض كان من المقرر لها أن تُقْدم المملكة العربية السعودية على إشعال فتيل هذه الأزمة والإقدام على خطوة غاية في الخطورة، ستعمل بدورها على احتدام الصراع من خلال إعلان بدء الحرب على هذا الحزب الإثيوبي، الذي لم يكن يسعى بهذه الجرأة المطلقة ما لم يملك الجاهزية للتمكن من إنهاك القدرة العسكرية السعودية، وفي هذه الحالة سيكون من تداعيات ذلك رفع راية تحرك الجماعة الحوثية مرة أخرى، ليكون من نتائج ذلك صعوبة مواجهة هؤلاء الأطراف من قبل المملكة العربية السعودية، لكن الخطوة الجيدة في المسار الصحيح هي أن المملكة العربية السعودية لم تقدم على ذلك، وعمدت إلى استخدام سياسة ضبط النفس، فالمواجهات الأمنية الحالية التي لم ترتقِ إلى أن تتخذ صفة الحرب، والتي قد يرى البعض أنها ليست بالقوة المطلوبة هي السبيل الوحيد لإنهاك مجهودات الحزب الإثيوبي ونزع فتيل الأزمة وإغلاق الباب أمام هذا المخطط.

المصدر: منتديات ليالي الشوق

hgp.f hgYed,fd td [k,f hgsu,]dm