11-24-2010, 08:42 AM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 13,840
|
|
غلطة الشاطر بعشرة!!
صباحكم/مسائكم فل وكادي..
منذ قديم الزمن والناس متعارفه على نظام الرق والخدم في البيوت حيث كان الخادم يُشرى ويباع وكان مسلوب الحقوق لا رأي له ولا مشورة يجب عليه العمل كآلة لا تتعب ولا تمل ولا تتضجر وبعد مجيء الإسلام نهى عن تجارة الرق وشجع على تحرير رقابهم ككفارة...
وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أتت أم سليم الأنصارية وأهدت ابنها أنس بن مالك رضي الله عنه كخادم للرسول (وليس عبداً) وطيلة مدة عمله لم يتأفف منه رسول الله ولم يعيب على عمل لم يجيده ولم يزجره على ما لم يعمله!!
بل كان لين الجانب معه رؤوف به فقد قال أنس رضي الله عنه: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أف قط ، وما قال لشئ صنعته لم صنعته ولا لشئ تركته لم تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا، ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ما سبق نموذجان لطريقة معاملة الرق والخدم في الجاهلية والإسلام لكن!!
زمننا الآن ماذا يتبع رق الجاهلية أم خدم الإسلام؟
للاسف الشديد أن عصرنا الحالي أصبح يتجه لزمن الجاهلية في قسوة معاملته مع الخدم وكأننا اشتريناهم بحر أموالنا أو أنهم عبيداً لنا نفعل بهم ما نشاء دون مراعاة أخلاق ديننا ودون أدنى رحمة في قلوبنا !!
نستقدم الخادمة فنجلدها بالعمل الشاق ونحمّلها ما لا تطيقه بدعوة دفع راتب شهري لها,حيث نجعلها عاملة نظافة+طاهية للطعام+تربية الأبناء+حاضنة أطفال!!
واذا قصرت في أي عمل وكلناه لها أقمنا الدنيا فوق رأسها من سب وشتم وضرب وإهانة وتأخير دفع الراتب أو إنقاصه دون أن ندرك أن لغتها تختلف عن لغتنا ودون تريث في فهم سبب تقصيرها ودون شرح كيفية العمل بطريقة مبسطة سهلة وأن عملت لنا سحراً قلنا لماذا لقد ظلمتنا!
وقد يصل بها الأمر إلى قتل طفل او أحد أصحاب العمل أو تهمل في رعايتها للأطفال أو المسنين وقد تهرب وقد تتصرف تصرفات لا ترضينا لتنتقم من ردود أفعالنا اتجاهها
نعم يوجد هناك خادمات يعملن ما سبق من جرائم دون سبب مقنع لكن ما الذي جعلها تقدم على جريمتها الا بسبب تراكمات ما تسمع عن سوء معاملتنا لغيرها من الخدم (فتتغدى بنا قبل أن نتعشى بها) كما يقال بالعامية!!
فخادمة المدينة التي لا تزال قضيتها تشهدها الساحة السعودية التي ذاقت أنواع التعذيب من قطع في فروة الرأس وقطع الشفاه وكي بالنار وحرمان من الطعام وحبس بدورة المياه أكرمكم الله على يد كافلتها والتي لا نعلم إلى الآن سبب لتعذيبها خادمتها إلا أنها مريضة نفسيه ولهذا أُخلي سبيلها والقضية لازالت مستمرة !!
تعتقدون أن مثل هذه الخادمة لو تتشافى وتضطرها ظروفها للعمل مرة أخرى لدينا كيف ستكون معاملتها معنا هل ستُسامح وتنسى ما حصل لها أم أنها ستفعل مثل الخادمات الاندونيسيات الثلاث الآتي آتين للسعودية للعمل فيها ومن ثم اتفقن على عمل السحر والانتقام من الأسر التي تعمل لديها وقد توفى رب إحدى هذه الأسر بعد معاناة مع الأمراض التي لا يوجد لها علاج ولا يُعرف لها سبب وكذلك إصابة زوجته و أبنائه بأمراض مختلفة وبعد التحقيق اعترفت الخادمة بأنها وأخواتها أردن الانتقام لوالدهن الذي أتى منذ فترة هنا للعمل وقد عذبه كفيله!!
جرائم الخادمات كثيرة في بلادنا وعظيمة في حق أبنائنا وأنفسنا لكن الإعلام يتعاطف معهن بحجة ضعفهن وتسلط أصحاب العمل عليهن فلم نرى مطالبة شديدة اللهجة لاستراجاع حقوقنا الضائعة كما نرى الآن المظاهرات التي عُملت في اندونيسيا لاسترجاع حق خادمة المدينة ولم نرى من يذهب كوفد الى ديارهم للمطالبة بالعفو والتسامح عمن ارتكبوا جرائم تعذيب خادماتهم كما سمعنا بوفد دولتهم الى أب الطفل مشاري الذي قتلته الخادمة بوضع السم في الحليب لإقناعه بالتنازل عن حد القصاص عنها!!
لن نستعجل الأمور قبل انتهاء القضايا تلك في المحاكم والى أين ستصل نتائجها لكن ما أردت قوله علينا الانتباه لأخطائنا التي نرتكبها في حق هؤلاء الخادمات ويجب علينا مراعاة الله في معاملتهن لان ديننا الحنيف أمرنا باللين والتواضع والرحمة والرأفة بمن تحت أيدينا
وإذا أردنا حسن معاملتهن واتقاء شرهن علينا بحسن التعامل وعدم تعذيبهن أو ظلمهن بحجة سوء عملهن أو تصرفاتهن ولا ننظر لما عملوه بعضهن في غيرنا فننتقم ممن تحت أيدينا فنشوه صورة مملكتنا لدى العالم بأننا شعب متوحش ذو جبروت وتذاع أخطائنا في كل مكان فكل خطأ لشخص واحد يُحسب على الجميع
لأن غلطة الشاطر بعشرة!!
|