سلطان المالكي- سبق - الرياض: اعتبر الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن جريمة وأد الطفولة سواء بشكلها الحقيقي أو المعنوي ما زالت موجودة حتى الآن، فهناك من يقتل أحد التوأمين، أو إذا جاء الطفل خارج إطار الزواج الشرعي، مشيراً إلى أن هناك العديد من حالات قتل الأطفال أو العدوان عليهم.
وخلال حلقة بعنوان "براءة" ضمن برنامجه الرمضاني "ميلاد"، قال العودة إن هناك مجتمعات تبيع الأطفال وخصوصاً البنات كما هي الحال في التبت بالهند، وأمريكا الجنوبية، وكثير من البلاد، معرباً عن أسفه من تأويل بعض المسلمين في جواز شراء أولاد الكفار واستخدامهم غالباً للمتعة وهو ما لا يجوز أو يتناسب مع كرامة الإنسان.
واعتبر فضيلته، أن قضية العنف ضد الأطفال، إن لم تكن وأداً فهي مدرج للوأد من خلال إلزام الأطفال بالعمل، مشيراً إلى أن هناك مائتين وخمسين ألف طفل يمارسون أعمالاً قد تكون قتالية أو عسكرية في إفريقيا أو غيرها، وهناك قصص يندى لها الجبين في هذا الخصوص، إضافة إلى ما يتعرض له الأطفال من عنف أسري عن طريق الضرب، مشيراً إلى أن الإحصائيات تتكلم أن هناك نحو مليون طفل يتعرّضون للعنف في العالم وقد يكون الرقم أكثر من ذلك بكثير.
ولفت العودة إلى أن قضية عمل الأطفال، ليست دائماً سلبية، وقال: "كنا نعمل مع الوالد في المتجر ونحن صغار، ولا يعد خارج القانون كما يُقال، بل بالعكس يربى على المسؤولية ضمن جو تربوي وأسري جميل".
لكنه اعتبر أن "السيئ هو عمل الأطفال - مثلاً- في الشوارع والأماكن الخطرة، في المناجم في أماكن مثلاً قد تكون فيها مواد كيميائية، فيها عدوان على الأطفال الصغار، عمل البنات الصغيرات في الأماكن أحياناً من الساعة السابعة إلى الحادية عشرة ليلاً بأجور قليلة، أو أن تتعرّض المرأة لابتزاز".
وشدد العودة على دور الأب الكبير في تعويد أطفاله وأبنائه على عادات أو طبائع معينة ومنها الألفاظ، والتصرفات، والأخلاق السيئة، مشيراً إلى أنه ـ ربما ـ تستغرب من تصرفات غير بريئة يقوم بها الأطفال، لكن إذا عُرف السبب بطل العجب. وأضاف أن البيئة تلقن الكثير من العادات السيئة عند الأطفال وليس سراً أن كثيراً من المجرمين الكبار إنما تلقوا هذه الأنماط من الجرائم من خلال مدرسة الطفولة التي تحولت إلى طفولة غير بريئة.
وأشار العودة إلى أن هناك عادات لا إرادية إلا أن لها دوافع لدى الطفل، مثل عملية مص الأصابع، أو قضم الأظافر، أو التلعثم في الكلام ، مشيراً إلى أن مثل هذه الأشياء ليست عادات تم تلقينها لهم وإنما نتيجة - مثلاً- الإحساس بالقلق، أو الإحساس بأهمية لفت نظر الآخرين إليه.
وتحدث فضيلته عن الأثر السلبي الذي يتركه انفصال الأبوين على الطفل، خصوصاً إذا تم تحويل الطفل لأداة ابتزاز من خلال تشويه الأم لصورة الأب أو تشويه الأب لصورة الأم، إضافة لما يعيشه الطفل من حالة صراع بين الأبوين عبر المحاكم ومحاولات الاختطاف من كل جانب.
وأشار العودة إلى إخفاق أنظمتنا التعليمية في احتواء الطفل أو مراعاة ظروفه التي يعيشها، مشيراً إلى ضرورة استيعاب ظروف الطفل، ومعرفة مشاكله، مشدداً على ضرورة أن تتحول هنا المدارس من مجرد معسكرات إلى محاضن تربوية تستوعب الطفل ليس في جانبه المعرفي أو الأكاديمي البحت وإنما في جانبه الإنساني.
وحذر العودة من خطورة التلفزيون على الأطفال، مشيراً إلى أنه مسؤول عن عنف الأطفال بسبب المشاهد أو حتى بسبب الأخبار التي يشاهدونها، كما أن التلفزيون مسؤول عن تدمير الطاقة العقلية عند الإنسان والقدرة على التفكير، وحتى جانب السمنة نظراً لتعوّد الأطفال على الجلوس بدلاً من الألعاب الحركية والدخول والخروج، إضافة إلى الأشعة التي تصدر من هذا الجهاز صوب الأطفال أحياناً والمحتوى السيئ في كثيرٍ من الأحيان.
أكثر...