شاهد: الضنك يهدد منطقة المعارض بجدة.. و"البلدية" تتهم "المياه"!

محمد حضاض- سبق- جدة: تحوّلت منطقة معارض سيارات جدة إلى موقع موبوء بالبعوض وحمى الضنك والبحيرات ذات الروائح الكريهة، حتى صار البيع والشراء مستحيلاً دون وخزات البعوض المؤلمة؛ ذلك وسط اتهامات بلدية الجنوب لشركة المياه الوطنية بالتأخّر في حل مشكلة المياه الجوفية، في حين ردّ مصدر مطلع بـ"المياه" أن الحل خلال شهر.

ورغم أن معارض السيارات والتي يتجاوز عددها 900 معرض، تمثل جانباً حيوياً لاقتصاد جدة؛ حيث يفد إليها الآلاف من أبناء المناطق الأخرى؛ بحثاً عن الأسعار الأقل والأرخص، إلا أن ذلك لم يشفع لها في الحصول على الحد الأدنى من الخدمات البلدية.


"الجوفية" و"الرباعي"
وكشفت جولة "سبق" على منطقة معارض السيارات، سوء البنية التحتية، فمنذ أن تلج بمركبتك المعارض تصطدم بالطرق السيئة للغاية، والتي لم يتم سفلتتها منذ سنوات طوال؛ حيث يضطر البعض إلى الاكتفاء بالمرور بالطريق الرئيسي ومن ثم الهرب؛ خوفاً من الحفر والمياه الجوفية المتدفقة، في حين تمثل الجهة الجنوبية للمعارض المناطق الأكثر تضرراً؛ حيث أغلقت المياه الجوفية عدة شوارع، وحوّلتها إلى مجرى لنهر المياه الجوفية والذي يستحيل تجاوزه بمركبة رباعية الدفع.

مغلق منذ ? أعوام!
يقول أحد ملاك المعارض عوض مطر البقيلي: "تجاهلت الأمانة كل الطلبات المتواصلة لإصلاح الأضرار التي تعاني منها المعارض منذ عدة سنوات، ولك أن تتخيل أن هناك شارعاً بالقرب من موقعنا مقفل منذ أربعة أعوام بسبب المياه ولم يتم إصلاحه حتى الساعة".

الاصطدام بالخدمات!
ويرى أحد ملاك المعارض عابد ذياب الجامعي أن قوة الحركة التجارية التي تشهدها منطقة معارض السيارات في جدة تصطدم بغياب الخدمات العامة، والبنى التحتية، مشيراً إلى أن المنطقة تعاني من كثرة المياه الجوفية نتيجة لعدم وصول مشروع الصرف إليها، وهو ما أحدث هبوطات في الطرق.

هرباً من البعوض
وأضاف: "ما يحدث من أمانة جدة غريب للغاية، فهم يعلمون تماماً أن معارض السيارات يمرّ بها الآلاف يومياً من المواطنين سواء الراغبين في الشراء أو العاملين فيها؛ حيث بات من المستحيل أن يجلس الملاك بجوار معارضهم، بل يضطرون إلى الجلوس بعيداً عنها؛ هرباً من البعوض المسبب للعديد من الأمراض".

خطر الضنك
ويؤكد عوض جود الله السلمي -مالك معرض- أن أغلب مُلاك المعارض أصيبوا بحمى الضنك، وكادت أن تفتك بهم خلال العامين الماضيين، وقال: "رغم الخطابات التي نوجهها إلى الأمانة إلا أنهم يكتفون بالرش ليومين، ثم تغادر سياراتهم دون عودة مرة أخرى، ودون إغلاق صنابير المياه الجوفية التي تنبع أمام مواقعنا على مدار الساعة منذ سنوات عدة".


قارب بحري
ويؤكد فيصل محمد -مالك أحد المعارض المتضررة- قائلاً: "هناك شارع بالقرب مني أغلق تماماً منذ عدة سنوات بسبب المياه الجوفية، وبات من المستحيل أن تمر منه إلا إذا كانت مركبتك قارباً بحرياً!".

الجحيم والمراوح
ويستطرد: "البعوض حوّل حياتنا إلى جحيم، فأعمالنا التجارية التي تحتاج إلى الحركة والمكوث بشكل أطول في فناء المعرض صارت صعبة للغاية، ورغم محاولات البعض أن يحارب البعوض بالمراوح العملاقة إلا أنها لا تفي بالغرض أمام كميات البعوض المقدرة بالآلاف.

ويعتقد سعد المالكي -أحد المتضررين- أن تجاهل ردم الحفر الوعائية الممتلئة لا يمكن تفسيره إلا بالإهمال من أمانة جدة، والتي لم تتجاوب مع المحاولات الكثيرة للملاك، مطالباً بضرورة التحرك بشكل عاجل لإنهاء المشكلة، خصوصاً أن هناك العديد من المواطنين تعرضوا لحمى الضنك بسبب البعوض الذي تصدره تلك المياه؛ حيث لا تجد معرضاً إلا وقد أصيب أحد العاملين فيها بالحمى، بل إن بعضهم كاد أن يموت بسببه، خصوصاً من كبار السن سواء من المواطنين أو من المقيمين العرب.


البلدية تتهم "المياه"
وشدد رئيس بلدية الجنوب المهندس محمد الزهراني لـ"سبق" على أنهم في البلدية يشعرون بمعاناة المتضررين منذ فترة طويلة، مؤكداً أن سبب تأخر السفلتة يعود لوجود مشكلة تتمثل في ارتفاع منسوب المياه الجوفية، مؤكداً أن هناك العديد من المخاطبات التي تمّت بينهم وبين المياه الوطنية لحل المشكلة جذرياً؛ خصوصاً وأن مشاريع السفلتة لو تمّت بالوضع الراهن فلن تصمد إلا لفترة قليلة جداً.

وكشف مصدر مطلع في شركة المياه الوطنية لـ"سبق" أنهم بصدد بدء مشروع تخفيض المياه السطحية لمنطقة المعارض والأحياء المجاورة لها، واعداً أن يبدأ المشروع في غضون شهر بعد تسليمه للمقاول.









أكثر...