"أزمة ذبائح الماليزيين".. منع وتعلل وصراخ.. ومصدر يفجر معضلة الـ500!

سبق- مكة المكرمة: تأزمت معضلة ذبائح حجاج دولة ماليزيا، بعد صدور قرار مفاجئ من إدارة المسالخ بأمانة العاصمة المقدسة بمنع ذبح ذبائح الماليزيين؛ حيث أثار القرار استغراب قنصلية ماليزيا، وسط مفاجآت التعلل والصراخ وإيقاف المتعهد، وتفجير أحد مصادر "سبق" لمعضلة الـ500 ذبيحة التي طلب مسؤول بالأمانة تسليمها يومياً لصالح جمعية خيرية!

منع وتعلل!
وعلمت "سبق"، أن إدارة المسالخ قامت، يوم أمس الأول، بإغلاق أبواب المسلخ أمام ذبائح حجاح ماليزيا التي تُقَدّر بأكثر من ?? ألف ذبيحة؛ برغم محاولات منسوبي القنصلية الودية معهم؛ خاصة وأنه لا توجد أسباب واضحة تُمَكّنهم من اتخاذ القرار بالشكل السليم، وعللت المسالخ -وفقاً للخطاب الموجه لمستثمر المسلخ- أنه للتأكد من الأماكن التي تصل إليها الذبائح بعد ذبحها.

القنصلية تشرف
ونفى مصدر لـ"سبق"، قرار إدارة المسالخ بوقف الذبح بحجة معرفة أين مكان توزيعها، وأن ذلك عارٍ من الصحة، وأن إدارة المسالخ تحاول أن تجد عذراً للإيقاف، وأبان أن قنصلية ماليزيا تشرف على عمليات ذبح ذبائح حجاج ماليزيا، التي بدأت من غرة محرم وتستمر حتى يوم ?? محرم، وتقوم يومياً بذبح أكثر من ???? ذبيحة.

أمر شفهي
وأضاف: "فصول القصة بدأت عند لقاء المراقب الصحي بالمسلخ، بالمشرف العام على العلاقات العامة بالقنصلية الماليزية والمشرف على الخدمات اللوجستية؛ مبيناً له أن هناك أوامر شفهية من إحدى قيادات أمانة العاصمة المقدسة بتخصيص ??? ذبيحة يومياً لإحدى الجهات الخيرية، وتم إفهامه أن هناك خطابات رسمية من جهات خيرية موجهة للقنصلية الماليزية لتسليمها كميات من الذبائح، وحين التسليم يتم توقيعهم على استلامها، وأن هذه الآلية للتنظيم ولضمان وصولها للمستحقين، وأن وزارة الخارجية ووزارة الداخلية بالمملكة لديها العلم بهذه الآلية، وأن دولة ماليزيا تتميز في ذلك منذ عشرات السنين".

غير ممكن
وأكمل المصدر: "تم إفهام المراقب الصحي أن تسليم ??? ذبيحة للجهة الخيرية غير ممكن، وجرت المحاولة بتخفيض الكمية المطلوبة؛ لضمان عدم العجز أمام الجهات الأخرى التي طالبت القنصلية رسمياً بكميات من الذبائح؛ حيث يأتي ضمنها جمعيات خيرية ومدارس خيرية وأرامل وأيتام، كما تم إشعار إحدى قيادات الأمانة بشكل صريح أنه إذا كان لديهم شكوك حول أماكن توزيعها؛ فبإمكانهم التواجد معهم ميدانياً لمعرفة التوزيع".

هنا المعضلة
وأوضح: "المعضلة ليست في ذلك؛ بل بسبب عدم الموافقة على تسليمهم ??? ذبيحة يومياً لصالح جمعية خيرية؛ فإذا كانت حجتهم صادقة لماذا لا يتم مخاطبة القنصلية بشكل رسمي لتسليمها للجمعية التي تريدها الأمانة؟ موضحاً أن ذلك ليس باستطاعتها؛ لأنها ليست من صلاحياتها".

500 يومياً
وأبان المصدر، أنه في بداية الأمر كان منسوبو القنصلية يتوقعون أن طلب ??? ذبيحة تكون دفعة واحدة، وتم تسليمهم ???؛ على أن يتم تسليم ??? ذبيحة خلال يومين؛ إلا أنهم فوجئوا بأن المطلوب ??? ذبيحة يومياً؛ مبيناً أنهم فوجئوا بإقفال أبواب المسلخ أمام ذبائح حجاج بيت الله الحرام من دولة ماليزيا في يوم ? محرم، وتم إخطار القنصل الماليزي بهذا الشأن، وعلى الفور جرى تحرير مشهد متضمن كل التفاصيل، وحصلت "سبق" على نسخة منه مذيلة بتوقيع ? من المشرفين الماليزيين، إضافة إلى القنصل وختم القنصلية الماليزية.

"سبق" ترصد
وتواجدت "سبق"، فجر أمس، بمسلخ المعيصم ورصدت تواجد الذبائح، وعلمت حينها بإصدار أمر من إدارة المسالخ لمستثمر المسلخ، بعدم تمكين الذبائح من السلخ وضرورة الإيقاف.

المدير يتعجب
واستغرب مدير المسلخ علي العبادي، من محاولة إجبار المستثمر على عدم ذبح ذبائح الحجاج الماليزيين؛ مشيراً إلى أنه إذا كان هناك منع فليس من اختصاص المسلخ؛ بل من اختصاص جهات أخرى؛ مبيناً أنه ليس من صلاحيات أمانة العاصمة المقدسة التأكد من أماكن توزيع الذبائح من قِبَل الماليزيين؛ بل هي من اختصاص الجهات الأمنية، وأن دور الأمانة يكون بالتأكد من إمكانية صلاحيتها للاستهلاك الآدمي أو من عدمه فقط، وأن خروجها من المسلخ وأماكن توزيعها ليس من اختصاصها.

التأشيرات
وأبان، أن أمانة العاصمة المقدسة وافقت على منح ? تأشيرات (أطباء بيطريين)، و?? تأشيرة (جزارين)؛ مضيفاً أن ذلك لا يتماشى مع الحجم الكبير لعدد الذبائح التي تُقَدّر بالآلاف، وأنه تم مطالبة الأمانة مراراً بزيادة عدد التأشيرات؛ إلا أنها رفضت دون أسباب؛ في الوقت الذي وافقت فيه على زيادة تأشيرات لمسالخ أخرى بأعداد كبيرة.

إقحام القنصلية
وأوضح الناطق الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة عثمان أبو بكر مالي، أنه ليس صحيحاً ولا مقبولاً إقحام قنصلية ماليزيا في الموضوع؛ فلا علاقة ولا تواصل بينها وبين الأمانة؛ إنما العلاقة هي بين الأمانة ومستثمر المسلخ؛ وفق الشروط واللوائح المنظمة للعمل، والتي تطبقها وتتابعها الإدارة العامة للمسالخ.

عمل احترازي
وتابع: "القضية ملاحظات وعمل احترازي قامت به إدارة المسالخ من واقع مسؤولياتها وواجبات عملها؛ حيث تم توجيه خطابين للمستثمر بإيقاف الذبح لمتعهد ذبائح (الصدقات) لحجاج ماليزييين؛ حتى يتم إيضاح آلية توزيع لحومها، والتأكد من إيصالها لمستحقيها وحتى لا تكون عرضة للمتاجرة بها، ولا يتم تخزينها في مستودعات مجهولة تفتقر للاشتراطات الصحية؛ وبالتالي ؤدي ذلك لسرعة فسادها".

إيقاف المتعهد
وبيّن: "وحيث لم تجد الإدارة العامة للمسالخ الاستجابة من المستثمر، أفهمته بإيقاف المتعهد عن الذبح حتى تتم مراجعته للإدارة وتقديم السندات الرسمية التي تُثبت إيصال الذبائح للمستحقين بما يثبت، أوعن طريق الجمعيات الخيرية الرسمية التي تحت مظلة إمارة منطقة مكة المكرمة؛ لكن تم اعتراض مشرفي الإدارة والمراقبين ومجابهتهم والصراخ عليهم من قبل مَن يدعي أنه مدير المسلخ، والذي قام بإدخال جزارين لا يحملون شهادات تُثبت خُلُوّهم من الأمراض السارية والمعدية؛ مع عدم وجود عدد كافٍ من الأطباء البيطريين للكشف على المذبوحات المقرره يومياً".

محاسبة ونفي
واختتم: "ستستمر المتابعة دون قبول أورضوخ لأي محاولات من المستثمر أو المتعهد للضغط أو التنصل من المسؤلية"؛ مؤكداً أن الأمانة ستقوم بمحاسبة المستثمر للمسلخ بالطرق النظامية حسب ما ورد بكراسة الشروط والمواصفات؛ بينما نفى مدير المسلخ "العبادي" قيامه بالتلفظ على مسؤلو المسالخ؛ مؤكداً أن لديه شهوداً على ذلك كانوا متواجدون أثناء اللقاء.


أكثر...