ضيفا "أهم عشرة": عمل المرأة بـ"الخاص" مُنَفّر ويحسبونها "قاصرة"

عبدالحكيم شار- سبق- متابعة: أوضح ضيفا برنامج "أهم عشرة" الذي بُثّ أمس على قناة "روتانا خليجية"، أن بيئة العمل في القطاع الخاص للمملكة مُنَفّرة للفتيات، وأن المرأة تُعتبر قاصراً وليست إنساناً راشداً؛ في ظل هذه البيئة التي تطرح أسباباً كثيرة لارتفاع نسبة البطالة بين السعوديات.

وكشف البرنامج أن نسبة البطالة النسائية في السعودية خلال العام الماضي، تراوحت ما بين 32- 34%، وشكّلت شريحة الجامعيات فما فوق النسبة الأكبر من العاطلات؛ بينما بلغت نسبة البطالة بين الذكور تقريباً 6%، وأحصى محرك "جوجل" مليون و900 ألف نتيجة للبحث عن معوقات عمل المرأة السعودية.

قيادة السيارة
وأرجع مقدم البرنامج الإعلامي سعود الدوسري، أسباب الظاهرة إلى عدم توفر المواصلات؛ مما يعد أبرز العوائق على الإطلاق، والسبب الأكثر تأثيراً على المرأة العاملة في المملكة؛ سواء من ناحية الالتزام بالمواعيد والتنقل من وإلى مقر العمل، كما أنه يحرمها من العمل في الوظائف التي تحتاج التنقل في ظل عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة وقلة توفر وسائل المواصلات العامة الآمنة لنقل المرأة؛ موضحاً أن طرق المملكة شهدت العديد من الحوادث التي راح ضحيتها العديد من المعلمات والموظفات.

شركات خاصة
واقترحت الإعلامية السعودية منى عبدالحميد أبو سليمان، علاج هذه المشكلة بتخصيص شركات سيارات الأجرة الخاصة لتوصيل السيدات فقط من الساعة 6:30 - 8:30؛ على أن يحدد لهم مبالغ معينة من قِبَل الحكومة؛ لكون الرجل يمكنه استخدام الباص وسيارته الخاصة.

معوقات العمل
وعن ظروف معوقات عمل المرأة في المملكة، أوضحت "أبو سليمان" أن المرأة عندنا "تعتبر قاصراً، وليست إنساناً راشداً -بحسب تعبيرها- فليس بمقدروها اتخاذ قراراتها وبناء حياتها"؛ مؤكدة ًعلى أن الأمومة شيء مهم جداً، وأشارت إلى أنه بمقدور المرأة العاملة إيجاد التوازن وترتيب الأولويات بين أمومتها وعملها، وتحقيق ذاتها، وأوردت لذلك مثلاً بحياتها بقولها: "كنت أعمل في القطاع الحكومي إلى أن التحقَتْ ابنتي بالصف الأول الابتدائي، وبعدها استطعت الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص وعمري في ذلك الوقت 28 سنة؛ حيث كانت ابنتي تعود الساعة الثالثة؛ بينما أعود في الرابعة؛ فلم يكن هناك فارق كبير".

وقدّرت "أبو سليمان" المدة الزمنية للأمومة التي تقضيها المرأة السعودية في حال إنجابها أربعة أطفال هي من 10 - 12 سنة من حياتها، إلى أن تُلحق أصغر أبنائها بالصف الأول الابتدائي، وأضافت: "ليس معقولاً أن تكون كل قراراتي في حياتي -التي تمتد لستين عاماً- تعتمد فقط على هذه السنوات العشر، التي تكون فيها المرأة متواجدة بشكل كامل وأكبر في حياة أطفالها!".

بيئة العمل
وأوضح عضو مجلس الإدارة ورئيس مجلس الأمناء بمركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة بغرفة الرياض المهندس منصور بن عبدالله الشثري، أن بيئة العمل المكانية هي أكبر عائق يُعِيق الفتاة عن العمل في القطاع الخاص؛ مشيراً إلى أهمية توفير بيئة عمل مكانية ذات استقلالية خاصة بعمل النساء؛ مؤكداً أن بيئة العمل في القطاع الخاص هي أكبر مُنَفّر للفتيات من العمل فيه؛ لكون الفتيات لا يَرِدْن بيئة عمل مناسبة وآمنة وتتوفر فيها كل الخدمات للمرأة ومراكز ضيافة للأطفال وتحفظ حقوقهن بشكل كبير.

10 أسباب
يُشار إلى أن أكثر 10 أسباب تُعيق المرأة عن العمل في المملكة؛ بحسب برنامج "أهم عشرة"؛ أولها: "عدم توفر المواصلات، وثانيها: العمل في مجال مختلف عن التخصص؛ حيث يمكن وجود خريجة جامعية من كلية الاقتصاد تعمل موظفة استقبال في إحدى الشركات، وثالثها: قلة الدورات التدريبية في سوق العمل؛ نظراً لضعف ثقافة التدريب في مؤسسات القطاع الخاص؛ حيث كانت بعض هذه المؤسسات توظف النساء من باب المسايرة لقرارات وزارة العمل، ورابعها: سيطرة العمالة الوافدة على كثير من أماكن عمل المرأة؛ لا سيما في تلك الأماكن التي لا تتطلب خبرات كبيرة؛ مما يسلب المرأة السعودية المساحة الوظيفية التي قد تحصل عليها وأكبر مثال على ذلك المحلات التجارية.

وأوضح البرنامج أن خامس الأسباب هو عدم تهيئة أماكن العمل للنساء، والتي ترتبط بحد كبير بمشكلة الاختلاط، وسادسها ضعف اللغة الإنجليزية؛ إذ ترتكز كثير من الوظائف على الإلمام باللغة الإنجليزية، وسابعها: رفض طبيعة العمل المتوفرة، وثامنها: عدم وجود خبرة للمرأة في بعض المجالات من وجهة نظر دينية أو اجتماعية أو نفسية، تاسعها: وجود الاختلاط في أماكن العمل؛ فلا تجد المرأة حرية شخصية في مقار عملها، وعاشرها: رفض ولي الأمر عمل ابنته أو زوجته.




أكثر...