سعيد بن مسفر: إرهابيو "الوديعة" مساكين ومختطفون فكرياً

عبدالحكيم شار- سبق- مكة المكرمة: وصف الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني (الداعية المعروف) الذين ينتحرون ويُفَجّرون ويقتلون أنفسهم -كالمعتدين في حادثة شرورة- بأنهم مساكين قد اختطفوا فكرياً، وغُرّر بهم، وصُوّر لهم الباطل حقاً، والحق باطلاً حتى وقعوا في الغلوّ والتكفير.

وتساءل الشيخ "بن مسفر": "بأي عقول يفكر هؤلاء الذين طُمِسَت قلوبهم وأبصارهم وعقائدهم، مِن الذين أقدموا على هذه الجريمة المنكرة في منفذ الوديعة الحدودي في يوم الجمعة؟".

وقال: "الناس يغتسلون ويتهيؤون ليذهبوا للمسجد في أول جمعة من رمضان، وهؤلاء يتهيؤون ليقتلوا حراس الحرمين الشريفين".

وخاطَبَ مَن يحملون هذا الفكر من الخوارج والمنتسبين للفئة الضالة: "أنت أيها المنحوس تأتي من هناك وتقتل هذا؟ تقتل هذا الذي يحمي أمن المسلمين وتسلبه حق الحياة؟ هل ارتكب جريمة هذا الجندي؟ هل جريمته أنه يحفظ للناس أمنهم وحدودهم؟ وأنتم ماذا استفدتم بعد هذه الجريمة؟ هل تتصورون أنكم بهذه السيارة التي تسللتم بها وبتلك الأسلحة والأحزمة المتفجرة التي ارتديتموها أنكم ستدمّرون دولة وتغيّرون نظاماً؟ فأين عقولكم؟".

وأضاف متحدثاً عن نعمة الأمن والأمان التي تتفيأ ظلالها بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة ورجال أمننا البواسل: "نحن الآن في بيوتنا آمنين مطمئنين، وهناك من يرابط على حدودنا من رجال الأمن لحمايتها من المتسللين ومهربي السلاح والمخدرات وأرواحهم علي أكفهم؛ فأنت في المغرب تحضر سُفرة الإفطار؛ بينما هو يحضر السلاح ويكتفي بتمرة!".

وزاد "بن مسفر": "الآن في مكة أكثر من مليون معتمر، لو لم يكن هناك أمن هل ستشاهد أحداً؟ فكلنا آمنون، وأنت تشاهد كيف الدنيا مملوءة؛ فنسأل الله أن يُدِيم علينا هذه النعمة وأن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على هذه النعمة؛ على تأمين السبل، وإقامة الحدود، وإتاحة الفرصة للناس لأن يعيشوا في أمن وطمأنينة".

وقال الشيخ "بن مسفر" في محاضرة "نعمة الإيمان والبُعد عن التطرف"، التي ألقاها ضمن البرنامج الرمضاني "الصيد العزيز من وقف الملك عبدالعزيز" بمصلى وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين المطلّ على المسجد الحرام بمكة المكرمة: "أينما توجهت تجد في كل مكان رجل أمن هنا وهناك، من أجلي وأجلك أيها المسلم".

وأردف محذراً من خطورة سفك الدماء: انتبه يا أخي المسلم، خطر، لا تقرب الدم! فعندك إمكانية للنجاة إلا الدم؛ مستدلاً بقوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قَتَل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً".

وأكمل: "كن كخير ابنيْ آدم {لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين}، وفي التفسير يقال إنه كان أقدر وأشجع؛ لكن حجبه وحجزه عن القتل خوف الله سبحانه وتعالى".

وأشار الداعية "القحطاني" إلى أن القاتل يقتل نفسه كل يوم؛ فهو لا يهنأ بعيش؛ لافتاً إلى أن الشيطان يتسلط على الناس بعد تجردهم من الإيمان كما يقول تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}.

وأوصى بالإكثار من الطاعات لتقوية وزيادة الإيمان واللجوء إلى الله والاستعاذة به؛ للوقاية من وساوس ومكائد الشيطان، قال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}؛ مُفَسّراً هذا "النزغ" الشيطاني بأنه دفع إلى معصية أو تكاسل عن طاعة.

وعدّد الشيخ سعيد بن مسفر -خلال محاضرته- آثار الإيمان وفوائده بولاية الله لعبده، والعيش في أمن وطمأنينة في الدنيا والآخرة، والسير على هدى ونور وسعادة في حياته؛ لقوله تعالى: {ألا إن أولياء اللـه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى? في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللـه ذ?لك هو الفوز العظيم}.

يُذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن منظومة البرامج الدعوية الرمضانية بمنطقة الحرم لهذا العام 1435هـ، والتي ينظمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بـ"أجياد" للعام الثالث عشر على التوالي، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبرعاية رسمية سنوية من قِبَل مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية، والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ورعاية إعلامية من جمعية "زمزم" للخدمات الصحية التطوعية.




أكثر...