التعايش مع مرض التصلب اللويحي
نوعية الغذاء، والعلاج الطبيعي، والدواء عوامل تساهم في تخفيف الاعراض
التصلب اللويحي، مرض يضرب الجهاز العصبي، ويحدث عندما يقوم نظام المناعة الذاتي بمهاجمة الميلين، الغشاء المحيط بالاعصاب.
وتتفاوت اعراض التصلب اللويحي من المتوسطة الى الحادة، ويمكن ان تشمل على الشعور بالخدر في الاطراف، والتعب، وعدم القدرة على التوازن، أو مجموعة مشاكل صحية مثل الرؤية المشوشة، والكلام غير المفهوم. ويعاني المصابون بهذا المرض من واحدة او أكثر من هذه الاعراض.
وبينما تقول الجمعية الوطنية لمرض التصلب اللويحي بأن لا علاج لهذا المرض لحد الان، إلا أن اجتماع عوامل هامة مثل نوعية الغذاء، والعلاج الفيزيائي، والدواء قد تخفف من اعراض المرض، وتشفيه في بعض الحالات، ويساهم الغذاء الصحي، والعلاج الطبيعي في تخفيف الاعراض، ومساعدة المريض على التعايش براحة واستقلالية في المجتمع.
هذا ومن جاتب اخر ، تم حل إحدى أكبر مشاكل هذا المرض جزئياً- وهي التشخيص العاجل للتصلب اللويحي المتعدد. حيث تبدو الأعراض الأولية مبهمة وعامة في أغلب الأحيان، ويتم تشخيصها بعدالنوبة الثانية، أو الثالثة أو حتى بعد تطور المرض. أما الآن فأصبح بإمكان الأطباء اكتشاف الإشارات الأولية للتصلب اللويحي عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، فيما يخطو العلم خطوات واسعة في مجال اكتشاف الأمراض عن طريق اختبارات الحمض النووي.
تقف وراء التصلب اللويحي مجموعة من العوامل البيئية والوراثية، والتصلب اللويحي أكثر شيوعاً في البلدان الشمالية والباردة، مثل الأسكيمو، وفنلندا، وأوروبا الشرقية، بينما تنخفض النسبة في دول مثل اليابان، وأمريكا الشمالية والجنوبية. وقد لاحظ العلماء بأن العدوى الفيروسية (أو الجرثومية) تقوم بتنشيط رد فعل المناعة الذاتي لدى المصابين، مما يؤدي إلى التهاب رقع المالين. ويشير البحث الجديد إلى أن التصلب اللويحي يصبح نشطاً بوجود عاملان أو أكثر معاً. وهذا يعني بأنالشخص المستعد جينياً للإصابة بهذا المرض، يمكنه إذا يتفادى العدوى الفيروسية أو الجرثوميةَ، وبالتالي لا يصاب بالمرض. ولا يزال الباحثون يعملون على اكتشاف أي الالتهابات تسبب الإصابة.
تم اكتشاف الكثير بخصوص العوامل الوراثيةَ. فبعض الناس مهيئين جينياً للإصابة بالتصلب اللويحي. حيث ينتشر المرض أكثر بين بعض العائلات. فاحتمال إصابة الأفريقي الجنوبي حوالي 1من 4000. ولكن أقرباء المصابين بالتصلب اللويحي يحتمل أن يصابوا بنسبة 1 من 100 أو حتى 1 من 40. بينما احتمال إصابة التوأم المماثلتكون واحد من ثلاثة. وهذا يثبت تدخل كلا العوامل الوراثية والبيئية. بوجود العوامل الوراثية فقط تكون الفرصة 100 %، وبوجود العوامل البيئية تصبح الاحتمالات 1 من 4000. حيث يبدو أنجين معين، والمعروف " slc11a1"، قد يكون مرتبطاً بشكل مباشر بالتصلب اللويحي، وقد يكون مؤشر دقيق لتمييز الأقارب المتوقع أن يعانوا من المرض لاحقاً، وبالتالي الكشف المبكر عليهم لاتخاذ الخطوات الوقائية.
وإذا ثبت ذلك، سيفتح هذا الاكتشاف الأبواب أيضاً لتطوير دواء يعطل هذا الجين، محلولاًالشخص المحتمل إصابته إلى مقاوم للمرض.
تشير نتائج البحث الأخيرة إلىوجود صلة قوية بين الأيض والتصلب اللويحي. حيث أصبح من الواضح بأن معدن الحديد هو أحد المكونات الأساسية للحفاظ على رقاق المالينبحالة صحية. كما أصبح من الواضح بأن المستويات المنخفضة من الحديد عند الأشخاص المعرضين للمرض يؤدي إلى إصابتهم بنوبات متعددة من المرض. ويلعب الباحثون الأفارقة، بالإضافة إلى مجموعات من الباحثين الأمريكان والألمان، دوراً حاسماً في هذه الدراسات. حيث تجري تجارب طبية في الوقت الراهن في الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الخصوص. كما أن الباحثين واثقون بأن توفر الحديد الطبيعي عند المصابين بالتصلب اللويحي، سيوقف على الأقل تعاقب نوع واحد من المرض، وربما كل الأنواع. وذكر عدة مرضى بأنهم لم يصابوا بنوبات بعد تناولهم جرعات من الحديد منذ ثلاثة إلى ست سنوات. وهذه النتائج قد تكون المفتاح للوقاية من مرض التصلب اللويحي والسيطرة عليه.
تعد هذه الاكتشافات بعضاً من ما يدور حول العالم، والتي تجلب الأمل الجديد للعثور على معالجة فعالة لمرض التصلب اللويحي.
ماذا تفعل إذا كنت مصاباً بالتصلب اللويحي؟
في هذه الأثناء، وحتى تتوفر طريقة معالجة أو منع فعالة، هناك أشياء يمكنك تبنيها للبدء في حياتك بسهولة:-
1. الاحتفاظ برشاقتك، ودعم جهاز المناعة الذاتية الخاص بك. حافظ على عضلاتك عن طريق ممارسة الرياضة، فالرياضة تعمل على تقوية الجسم وتغير المزاج.
2. تناول حمية غذائية متوازنة. خطط لتناول وجبة متكاملة غنية بالفيتامينات، والألياف، تناول على الأقل خمسة حصص من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة. كما ينصح بتجنب المواد الغنية بالدهون والدسم.
3. أحصل على الراحة الكافية لمواجهة حالات الإعياء، وهي من الأعراض الشائعة للتصلب اللويحي.
4. كن حذراً بالحمامات الحارة. الحرارة قَد تسبب تدهور مؤقت للعديد من أعراض التصلب اللويحي.
5. الجلوس لوقت طويل في الماء الحار قَد يسبب ضعف العضلات عند بعض الناس. إذا كنت تواجه أعراض متعلقة بدرجة حرارة الماء، اعمل على تبريد جسمك لبضع ساعات. واستعمل التبريد إذا كنت تسكن في منطقة حارة.
6. وأخيرا ركز على المواد الغذائية الغنية بالحديد.
|