مثلي مثل الكثير من الناس في هذا البلد و في غيره يتعرض يوميا للعديد من المواقف . بعضها فد تكون مواقف يومية عادية و البعض منها تستحق الوقوف طويلا
الأسبوع قبل الماضي تعرضت لعدد من المواقف الغريبة التي رسخت لدي الفكرة التي تكونت لدي مسبقا و هي أننا نعيش أزمة أخلاق و سلوك حقيقية . ليست أزمتنا أن المرأة لا تقود السيارة أو نسبة البطالة عالية و لكننا نعيش أزمة أخلاق.
الموقف الأول
كنت في عالم ساكو (على الدائري الشمالي) يوم الجمعة قبل الماضية (14/11/2008) قبيل أذان العشاء . كنت واقفا في الصف انتظر دوري للوصول للمحاسب . و نظرا لأن من أمامي كانت عائلة مكونة من رجل و زوجته و كانوا يقومون بتفريغ أغراضهم فقد تركت مسافة كافية بيني و بينهم مع المحافظة على مكاني في الصف . فكل من يأتي يرى بوضوح أنني كنت أقف في الصف (يعني مثلا لم أقف هناك أتأمل في إضاءة السقف أو أقوم بتنظيف أنفي) . بينما أنا واقف جاء شاب ملوي هدومه كما يقول أخواننا المصريون و "السكسوكة" كأنه أتى من تصوير دعاية لشركة جيلييت لأمواس الحلاقة . و كان في صحبة أخينا زوجته التي قد بدى نصف وجهها الأعلى بالاضافة لابنتيه و قد حملت احداهما أغراضهم . و إذ به يشير لابنته الصغيرة أن تقف في الدور أمامي طبعا من خلفي على اليمين أو كما يعرف بلغة الطيارين الحربيين From my 5 clock و اذ بابنته و زوجته الكول يقفون امامي تقريبا . وقفت مشدوها و مبهورا و مسبهل اسبهلال و "ما حطتش منطق" بالذات أن الرجل الأبضاي الفتوة وقف بعيدا عن الصف في داخل المحل . و بعد ذلك ترك المدام و طفلته يحاسبون المحاسب (محاسب اخر لانه وجد صف اسرع لهم) بينما هو وقف خارجا يتحدث إلى شخص قد يكون صديقا أو قريبا
الموقف الثاني
في نفس الليلة و بعد صلاة العشاء ذهبت مع زوجتي إلى مكتبة جربر في مجمع الحياة بلازا . و عند أحد "الكاونترات" كان شابا سعوديا يتحدث مع أحد الموظفين و كان من ضمن موضوع الحديث مجموعة من كوبونات السحب . و كان الشاب قد طلب كمية اضافية منها و لكن اعتذر منه الموظف بأدب . و في أثناء الحديث اضطر الموظف لانجاز عمل خلف ظهره تاركا الكوبونات على الطاولة ثقة في الزبون . و لكن أخينا في الله استغل غفلة الموظف و ثقته فيه و "قحش" له و في رواية "خم" له كمية من الكوبونات و أخفاها في جيبه ثم واصل الحديث معه بعيون قوية و كأن شيئا لم يكن!
الموقف الثالث
حصل يوم الأحد قبل الماضي أيضا 16/11/2008 عندما كنت في المطعم المشهور "ماما نورة" انتظر دوري للحصول على طلب الشاورما . كان رقمي 75 و عندما خف زحام الناس على مكان الشاورما قليلا جاء رجل أربعيني و كان رقمه 74 و كان الدور واصل 69 يعني باقي على دوره أقل من دقيقة تقريبا لأن المطعم اشتهر بسرعة الانجاز . لكن لأننا شعب لا يحب النظام و لا يحترم الدور طلب من العامل أن يقدمه و يعطيه طلبه .. و ماهو العذر؟؟ أنه كان مقفل على سيارة !!! يا سلام يعني يريد أن يتجاوز النظام و لا يريد أن ينتظر دقيقة لأنه متجاوز للنظام في مكان آخر .. و لكم أن تعرفوا كيف هو أثر محاولة تقديم طلب على طلب في مطعم مثل ماما نورة يستقبل عشرات الطلبات في الوقت الواحد و يقوم بتنفيذها بطريقة نظامية دقيقة!
الموقف الرابع
حصل في نفس المكان و بعد أن خرجت من المطعم ، لاحظت أن أحدهم يركب سيارة جيب فورد تخص شركة الكهرباء يقف خلفي في الموقف الطولي و لكن سيارته كانت قريبة مني جدا بحيث يصعب علي الخروج من الموقف لأنه كان يقف في زاوية الشارع فجعل من اقترابه من سيارتي كنوع تطمين داخلي انه لا يضيق المدخل . قبل أن أدخل لسيارتي وقفت انظر للمسافة بين السيارتين لألفت انتباه للوضع . دخلت سيارتي و بدأت بالرجوع للخلف متوقعا أنه رجع أو سوف يرجع لكنه لم يحرك ساكنا و استمر في شرب المكياتو حتى اصطدمت السيارتين . تقدمت الى الامام في المساحة الضيقة المتاحة لي ثم حاولت أن أشير له بالرجوع من خلال زجاج السيارة المظلل . و بعد أن غلب على ظني أنه فهم اشاراتي قمت بالرجوع للخلف مرة أخرى لاصطدم به مرة أخرى . بعضكم سيقول "عليمي" و لكن صدقوني أن المسافة لا تكاد تتعدى 30 سم و الشارع منحدر إلى الخلف و توقعت أن الرجل سوف يرجع و لو من باب اللباقة . خرجت غاضبا من السيارة و انا أقول له : يا أخي أرجع!! . و قد كان صوتي عاليا قليلا و الحقيقة أشعر بالمرارة من ذلك لأني تمنيت أني لم أفعل لكن هذا ما حصل . فاذا به يرد علي و كأنه معلم يعلم تلميذا صغيرا ليقول لي : يا أخي قل لي أرجع مو تصدم السيارة! و اذا بي احدث نفسي اقول هذا من اين يفهم how thick???? فكررت عليه طيب يا اخي ارجع يا اخي ارجع و هو يقول لي نفس الكلام!! طيب ارجع!!!
رجعت للسيارة و انا اقول : ايه جلد ما هو جلدك جره عالشوك!
أرجوا ان ينال الاعجاب والقبول
هدفنا تقديم ما ينهض بمجتمعاتنا