ثقافة الكمّ والوهم. .

[zaouimokhtar]

عندما يطغى الكمّ على الكيف.

يُخيّل إليك وأنت تستقرئ واقعنا المزري أننا نهوى الأرقام والكبيرة منها خصوصا دون أن نحسن التعامل معها .لقد سادت بيننا ، أفرادا وجماعات ثقافة الكمّ حتى ليبدو لك أن كلاّ منا يريد ولوج كتاب غينس للأرقام القياسية .

نعشق الأرقام الكبيرة لأنها تُشعرناولو لفترة وجيزة بنشوة نجاح ما نجتهد في إقناع أنفسنا بصحته لكن ما يلبث أن يظهر على أنه لم يكن إلا مجرد وهم كبير إفتعلناه لننعم بسعادة إنتصار وتفوق مزيفين .
قد ننجح في خداع الأخرين مؤقتا ولكن هل نستطيع خداع أنفسنا ولو للحظة؟ وإلى متى؟
فلا تستغرب أبدا مثلا أن يتباهى الأعضاء في المنتديات مثلا بالألاف المؤلفة من المشاركات في ظرف زمني قصير يعتقدون أنها عنوان تميُّزهم .

إنها ثقافة الكم والوهم.

ولا تستغرب أبدا إن تشدّقنا بعدد العناوين الصحفية التي تخرج يوميا من مطابعنا دون أن تقدم ما هو مفترض منها ولا للفضائيات المنتشرة كالفطريات لتقول نفس الكلام المعهود وغير المرغوب غالبا .

إنها ثقافة الكمّ والوهم.

ولا تستغرب أبدا أن نعلن في كلّ محفل أن عدد جامعاتنا يضاهي عددها في الغرب أو يتعداها ويتجاوزها ولكن ننسى دوما أن نقول أن أفضل جامعة لدينا لا تضاهي أسوأها عندهم إن صح التعبير.لا تستغرب ....لا تستغرب....

إنها ثقافة الكمّ والوهم.



لماذا هذا الهوس بالكمّ وصناعة الوهم؟
أليس جديرا بنا أن نهتّم بالكيف ؟

[ضجيج الصمت]

من الاخطاء الشائعة التي نرتكبها دائماً هو اهتمامنا بالكم وغض النظر عن الكيف
الاهم لدينا ان يكون اكبر ,أكثر ولانهتم بكيف ولماذا وماذا سيؤدي إليه
الاهتمام بالكم يزول مع الايام ويتلاشى رويدا رويدا لانه مجرد شكل لامضمون أما بالكيف نضمن بقائه واستمراره لأطول مدة ممكنة ورسخوه في أذهان الجميع لانه ذو فائدة تذكر وليس أراقام تقل عندما يأتي ماهو أعلى منها
ولذا يجب أن نهتم دوماً بالمضمون إن أردنا تميزاً حقيقياً وإبداع يسطره التاريخ تتوارثه الاجيال بفخر..
أخي زاوي موضوع راقي ورائع
سلم فكرك وبورك في طرحك المميز والهادف دائما
أدامك الله ورعاك

[alfares]

اهلا بك ياعظيم الفكر
تاقت النفس لـ لقياكَ

هذا الجيل او هذا الزمن او هذا القرن اصبح مكوّراً في دائرة الماده
والمادّه ياصديقي تتطلب الكمّ
لذلك سنرتدي الكثير من (الكمّامات) لأن في هذا الزمن (الكمّ ما مات )

دائما اردد :
الابداع يأتي اولاً
حتى وان قلّ الطرح



لله درك

[zaouimokhtar]

لقد صدق الله تعالى في قوله :
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ

هكذا هو شأن كل الأعمال التي تخفي مساحيقها قبح جوهرها ومحتواها

أخي الفارس
أختي ضجيج

أشركما على هذا التواجد المشرف لي
تقبلا تحياتي واحتراماتي