مأساة رجل

[أحمد النادي]

يآل المنايا البعيدة التي لم تأتي بعد
يآل الظنونّ القاسية الشاردة في أبجديات الغد
ليت لم أعرف
أن الموت غد
أن الجزر مد
أن الوعد وغد
أن بعد
عله
اللاشيء
.....
..
كشيء قديم سأبني صرحاً
تشتهيه كلاماتي
ليس لدفني
ليس لتخليدي
ليس لامرأة أحببتها وتتجاهلني
ليس لاشيء
سوي إنها تحب هذا
.. كلاماتي ليس إلا
..
قسماً أنه انتقام
كمذبحة ذكرها كتاب الموتى
أنها أضغاث
أثر مظلم قديم
يموت مع الفجر
يتلاشي كحلم
..
نزولا ً ألي دهليز قديم
أقلب قصاصاتي السحيقة
أتلوا آياتي المبينات
أمتطي فصولي الطاغيات
أحيا كجسد يشبه
تدول أيادي تترنح
سيجارة انتشاءٍ مؤقت
..
خلف رداء الليل
خلف طلاسم الغَلَّسَ
سأستوي علي عرشي الخاص
وأترك الكرسي القديم المتهالك
وسأكفر بامرأة كغيمة باردة
رؤيتها كوميض الصواعق
وطبول الرعد
..
كثيراً ما يلتحفني جسدها
كرجفة الصقيع
أو َ في جحيمها زمهرير
يآل تكاملك معذبتي
جميلة..
مثيرة..
قاتلة ..
كعنكبوته ..
تنسج خيوط الصيد
تمتص دماء ضحاياها
تحيل الجسد المنهك عصائر باردة
بنكهة الشواء
..
في شهر آذار أذكرك ِ
كما زوجك ضحية
شهوتك ِ الدامية
إعلانك ِ الدائم بحل المعاهدة المبرمة
بنسياني نهائيا ً
آيا الخيانات الشرقية
تعني بمثابة إعلان حروب ًشرفية ؟
..
يآل نهمك ِ سيدة الدماء ِ
لو أعرف أن أشلائي غالية
لبعتها لغانية في مزاد عربي رخيص
وحصلت علي النبيذ
وحصلت عليَ النهود
الحياة مع امرأة فاسقة
لا يعني إنها يوما ما لن تتوب
أعلم أن الحياة مخاطرة مع الموتى
لا الموت
وهكذا كجنينّ في أرحام الخطيئة
أظل طاهراً
..
وماذا ؟! تريدين مني أي أنثاي
الاندثار
الانشطار
وعباءتي لا تتحمل
وعباءتي كظيمة
وعباءتي عمياء
وعباءتي المحتشمة عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ
..
ماذا ؟! تردين مني أي صغيرتي
أحبك..
أعشقك..
أهبك كنوز سليمانَ
أخر صريعا ً
أو أهيم
كشبح يحمل رايات الموتى
..
ماذا؟! تردين مني أي فتاتي
وما عدت ُ رجلا
يصلح .. ذاَ شفاء لك ِ
أذا عانقتني النوائب ُ
وأنت ِ لست ِ هاهنا
تعزفين نايات لا تُضمد جروحي
بل في البعيد تختالين صمتي
أهو قادماً
كشبح يلوح من بعيد
كعفريت ً تطارده زبانية الجحيم
..
أي سيدتي
أما بعد
أني رجلا مثخن الجروح
ومنذُ أزل السماء
تمرد
وأعتنق دين ّ قديم كاللغة
لكن للعنات آلهة أولمبس
شقت في جزع السنديان
شرنقة صمغية
تقتات دمعي
تسبيح دمي
ترسلني صوب فراغ كوني مظلم
يوري صورتك ِ الضبابية
خلف الأطياف الشبحيّة
ولهذا ..
قد أموت فجأة ولا تدرين
وما أدرك ِ أنة يحدث أنفا ً
لا .. تدرين
لا.. تجاهلين
ماذا يفرق إذا كان الذبيح
كمن يستغيث بالزبانية
لا..تقلقي مولاتي
((الاميرة الملائكية))
أوراق الْسُولِيفـانْ دائماً تحميك ِ
من نهاياتي الصامتة
من نهاياتي الخاضعة
من أحلامي الضائعة
من أبصاري الذائغة
من أرواحي التائهة
..
أي سيدتي
لست أنا شيئاً قيم لتذكريه
حليما ً يستحق دموعك ِ رثاءِ
أو يسمع منك ِ
نبأّ كإيقاع الرعود
بل كأي كابوسّ مفزع سأكون
ألا شيء ألا مكان ِ
كالأشباحِ
كحصان ّ جمح
يمتطيه الشيطان
فلا كلمة منك ِ لتهدئه
لا الناموس والقرانِ
لا شيء يهدئني
لاشيء سيجعلني أعود
لأجلك ِأجمع اللؤلؤ والمرجان
بل لأجلك ِ وعندما يجنّ المساء ِ
سأعود قصيدة قديمة متهرئة
أبياتها مرصعة بغابر الأزمان ِ
تذكرك ِ ليلي المحرومة من الأحضانِ
تذكرك ِ أن الرجل الذي في جعبتكِ ليس إنسان ِ
تذكرك ِ أني قديما كنت ُ كنخيل شامخة
تظلل عليك ِ الوديانِ
..
أي سيدتي ..العربية
أبنه الصحراء الكحيلة
أبنه الرجل البدوي
لن يعطي أباك ِ أبدا حياتك ِ لرجلّ من المدينة
فتقبلين حظك ِ وصفير البادية
و لربما فعلت ِ
لربما فهمت ِ
فنساء اليوم كثيرا ً ما يتشبهن َ بالرجل
,
أحمد النادي
الأربعاء
29/6/2011
كأي كاتب
كأي شاعر
كأي شاب
كثيرا ً مهضوم حقك أيها الرجل
في عصر لا يستسيغ سوى الخطيئة
جميع الحقوق الأدبية مسجلة بأسم الكاتب

[غادر]

كاتب قل أن يلد مثله الابداع
رحلت كثيرا في هذا النص العظيم

لله درك

[ضجيج الصمت]

مأساة رجل صاغتها أحرف قلم مميز
من محبرة الابداع
لتضج صفحتك بالالم لامتناهية تسطرت برقه فيها
لكن لايجب ان نقف على عتبات المآسي ونستسلم لها فتغلبناوتحول حياتنا الى جحيم الاحاسيس
بداية رائعة جدا أخي أحمد معنا
نتشرف بقراءة ماخطته يداك
أدامك الله ورعاك