جعفر إدريس: حرصت طوال مسيرتي في كتاباتي على الالتزام بمنهج أهل السنة

[eshrag]

سبق - الرياض: أكد المفكر الإسلامي الدكتور شيخ جعفر إدريس أنه حرص دائماً منذ أن بدأ مسيرته في الكتابة، أن يكون ملتزماً بالكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة في جميع ما يكتبه، مطالباً بالتفرقة بين إنتاجه الفكري والسلوكي، وقال: "لا علاقة لفكري بسلوكي، فقد يخطئ الإنسان أو ينحرف لأنه بشر يصيب ويخطئ، ولكن لا يطعن في منهجه" مضيفاً أن "الإنسان يمكن أن يجمع بين الخير والشر، وبين ما هو سلوك حسن وقول غير ذلك، فهو مُعرض للخطأ والنسيان، ولكن المنهج هو الذي يحدد فكر الإنسان".

وقال الشيخ إدريس: "حرصت في كتاباتي أن تكون كلها على منهج أهل السنة والجماعة، فقد نخطئ وقد نصيب، وهذا شأن العلماء على مدار التاريخ، ولكن صاحب المنهج تستطيع أن تناقشه وتحاوره في منهجه، وكذلك في العلوم الطبيعية فائدة، فالالتزام بالمنهج العلمي الصحيح هو الذي يحدد المعالم لصاحبه"

ونفى "إدريس" كتابة مذكراته أو تجربته الطويلة في العمل الإسلامي، وقال: "أنا لا أستطيع أن أكتب عن حياتي، فلم أكن حريصاً على أن أسجل كل ما حدث ومر بي من أحداث ومواقف، ولا أدري ما فعلت طوال هذه المسيرة الطويلة، لأنني بطبعي أنسى وذاكرتي الآن ضعيفة، ولا أظن أن أبنائي يعرفون كل شيء عن حياتي".

جاء ذلك في حفل التكريم الذي أقامته مجلة "البيان" لتكريم الشيخ جعفر إدريس، ومفاجأته بإصدار كتابه "صراع الحضارات" في معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث أصدرت المجلة بالاتفاق مع أبناء الشيخ، الكتاب في المعرض، ومفاجأة الشيخ إدريس به، وكان لهذا الحدث وقعه الكبير على الشيخ جعفر إدريس، وحضر احتفالية التكريم عدد كبير من الأكاديميين والمفكرين الإسلاميين وطلاب العلم والإعلاميين.

وفي بداية اللقاء عبّر الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصويان رئيس تحرير مجلة "البيان"، رئيس تحرير التقرير الارتيادي الإستراتيجي السنوي، عن غبطته لتكريم الشيخ جعفر إدريس، وقال: إن هذا أقل شيء ممكن أن نقدمه لهذا المفكر الإسلامي الكبير، وإن هذه أسعد لحظات عمري ونحن نشعر بأننا نقدم شيئاً لشيخنا الجليل.

ثم تناول الدكتور محمد عبد الكريم رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم تجربة الشيخ جعفر إدريس الإسلامية، وتاريخه ولمحات عن مواقفه منذ تأسيس جماعة أنصار السنة في السودان، ومعاركه مع العصرانيين والتغريبيين.

وقدّم الدكتور عبد الله الصبيح عرضاً لتجربة الشيخ جعفر إدريس، وقال: إنه تعرف عليه منذ 35 سنة عندما كان طالباً في السنة الثانية الثانوي، وقرأ له مقالاً عن "وجود الله" مضيفاً أنه من يومها وهو يقرأ كل ما يكتبه الشيخ إدريس، ووصفه بأنه "العالم الذي يحترم عقل قارئه"، مشيراً إلى دراسة جعفر شيخ إدريس للفلسفة ولكنها لم تؤثر على منهجه الإسلامي وتفكيره، وقال: لقد عُرف عن الشيخ جعفر إدريس تعظيمه لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتقديره للعلماء، فلم يفتعل مع العلماء خصومه. وأضاف أن تبحره في مؤلفات وتراث ابن تيمية حقق له الاستقلال الفكري.

وقدم الشيخ الصويان درعاً تكريمية للشيخ جعفر إدريس.




أكثر...