عبدالإله القحطاني - سبق - الرياض: في برنامجه "الثامنة مع داوود" قبل الإعلامي داوود الشريان رأس أحد مجهولي الأبوين معتذرا له عما لاقاه من مآس، في حلقة ساخنة فتحت ملف الأيتام ومجهولي الأبوين وأوضاعهم الاجتماعية في المملكة.
واستضافت الحلقة مساء أمس كلاً من مدير المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام التابعة لوزارة الشؤون الإجتماعية فهد الراجح، وكذلك الدكتور سعود الضحيان أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود. كما استضافت نموذجين من الشبان المجهولي الأبوين وهما مصعب عبدالغفور وعمران عبدالرحمن.
وابتدأ الشريان الحلقة مع مصعب عبدالغفور وهو أحد مجهولي الأبوين ولم يكن يعرف أنه مجهول الأبوين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره حين أخبرته الدار، وكان سابقاً يظن أن أهله توفوا.
وذكر مصعب أنه لم يحاول يوماً أن يتخيل والديه وأنه شعر بإحباط حين عرف أنه مجهول خصوصاً حين يرى أبناءً في سنه مع آبائهم وأمهاتهم.
وكانت المفاجأة مع عمران عبد الرحمن حيث أنه وأخته التوأم قد وجدا أمهما لاحقاً بعد أن بحثت عنها أخته.
وبعد ذلك رتبت جمعية رعاية الأيتام لقاء بين الأبناء وأمهم في أحد المطاعم ، حيث احتضنتهم وبكت ، إلا أن عمران قال إنه لم يشعر بانها أمه قط.
وقال إنها لم تستطع الإجابة على سؤاله لها: "لماذا رمتنا وتركتنا في الشارع؟" ، وكان آنذاك في الخامسة عشرة من عمره.
وقال عمران إن أمه هاتفته حين أخبرتها أخته أن زوجته أنجبت ابنه البكر وباركت له هذا المولود.
وعاد الحديث مرة أخرى إلى مصعب عبدالغفور الذي ذكر أنه لم يتزوج حتى الآن لعدم استطاعته توفير مسكن يضمه هو وزوجته. وتطرق مصعب إلى الوضع السيء الذي كان يتعرض له في الدار ومن ذلك الاعتداء عليه بالضرب بـ"لي الغاز" من قبل المشرفين والمراقبين، وأنه يتعرض لمعاملة عنصرية لأن بشرته سمراء ويطلق عليه المشرف عدداً من الألفاظ لإهانته.
وبعد أن تحدث مصعب عما يتعرض له من معاملة، كان المذيع داوود الشريان متفاعلاً معه إلى حد التأثر، ثم قام بتقبيل رأس مصعب عبدالغفور مداراة له وتأثراً بالمعاملة السيئة التي تعرض لها في الدار قائلاً " ما عليك يا مصعب والله العظيم لأحب رأسك".
وعرضت الحلقة تقريراً مثيراً، تحدث فيه عدد من الطلاب في دور الرعاية والجمعيات الخيرية خصوصاً عن نظرة المجتمع الذي يعتبرهم " أبناء حرام".
وصرح عدد من الطلاب أنهم يشاهدون داخل الدور أنواع المخدرات والدخان والحشيش والشراب المسكر.
وتحدث أحد الطلاب الذي ذكر أنه تعاطى الحشيش والحبوب وأنهم يتعاطونها في مكان ناء من الدار ثم يخرجون أمام المشرفين الذين لا يأبهون بهم.
وصرح الطلاب عبر التقرير أنه لا يوجد تأهيل ولا لفتة أبوية ناصحة لنزلاء الدور. كما قدموا عدداً من أمثلة الإهانة والاعتداء الجسدي والنفسي عليهم.
وتحدث الدكتور سعود الضحيان معلقاً على الحالات التي عرضتها الحلقة حيث وصفها بالمخالفة للآية الكريمة "وأما اليتيم فلا تقهر" قائلاً " للأسف نحن في مجتمعنا حياة اليتيم مجهول الوالدين قهر منذ ولادتهم حتى اللحد".
وأرجع ذلك لسببين وهما عدم وجود مختصين في المؤسسات الإجتماعية من الأخصائيين النفسيين والمرشدين الاجتماعيين، والسبب الثاني هو أن العاملين في الدور يتعاملون بمنة على الطلاب وأنه سوى الضرب يوجد تحرش جنسي من المشرفين فضلاً عن الطلاب بعضهم البعض.
وانتقد الضحيان عملية التأديب والعقاب في الدور حيث إنه لا يوجد معنى للتأديب وأن الموجود هو العقاب. ومن ذلك نقل الطالب المعاقب من دار إلى دار في منطقة أخرى بدون اختياره، وأنه يتم التعامل معهم كمجرمين وأرقام يتم تحضيرهم صباحاً ومساءً.
وقال مدير المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام التابعة لوزارة الشؤون الإجتماعية فهد الراجح: إن تسمية الأيتام تأتي من وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإجتماعية وإن عدم إضافة "ال" التعريف للقب اليتيم أمر عائد لوزارة الداخلية وتقديرها للمصلحة.
وتلقى البرنامج عددا من اتصالات من بنات مجهولات الأبوين ذكرن معاناتهن في حياتهن داخل أو خارج دور الرعاية. واشتكت إحداهن من زوجها الذي يعتدي عليها ويتناول المسكر، وأخرى مطلقة اشتكت من عدم سداد الجمعية لإيجار منزلها الذي تعيش فيه هي وطفلها وسبب عدم التسديد أنها أنثى.
وتلقى البرنامج اتصالاً من أحد مشرفي دور الرعاية اسمه ثامر، كشف أنه لا توجد آلية واضحة للتعامل مع ذوي الدار، وانه لا يوجد اهتمام بالأخصائيين ولا الرقابة عليهم.
وتساءل عن سبب عدم وجود أرقام ساخنة لاستقبال الشكاوى ولماذا لا يكون هناك أوقاف يعود ريعها للجمعيات والدور.
أكثر...