09-06-2012, 10:51 PM
|
اشراق العالم
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 188,241
|
|
قتلها طمعا بمالها بعد علمه بمساعدتها للفقراء
دبي: قتلها طمعاً في مالها بعد علمه بمساعدتها الفقراء
نظرت محكمة جنايات دبي المنعقدة صباح أمس قضية «ع.ا.ع» يبلغ 50 عاماً، سائق، اتهمته نيابة دبي بقتل المجني عليها «م.م.أ» تبلغ 59 عاماً، قبل عشرة أعوام عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بهدف السرقة، بعد علمه بمساعدة المغدورة للفقراء والمساكين مالياً، حيث سولت له نفسه قتلها بهدف الاستيلاء على أموالها.
وجاء في ملف الدعوى أن المتهم عزم العقد وبيّت النية لقتل المجني عليها، حيث تربص بها غدراً خارج منزلها لعدة أيام وراقب تردد المحتاجين لها، وبعدما تأكد من وجودها بمفردها تسلل لمنزلها وراقبها عن كثب، وما إن ظفر بها حتى انقض عليها وأمسك بها بقوة من رقبتها ثم طرحها أرضاً دون أن يرحم ضعفها وكبر سنها، وضغط بكلتا رجليه على صدرها، وأطبق يديه على أنفها كاتماً أنفاسها، ولم يتركها حتى فاضت روحها.
وجاء في لائحة الاتهام أن جريمة القتل ارتبطت بجناية الشروع في السرقة بالإكراه، حيث إن المتهم شرع بطريق الإكراه في سرقة أموال المجني عليها من الخزنة الحديدية التي كانت تحتفظ بها المغدورة في بيتها، إلا أن المتهم لم يتمكن من السرقة، كونه عجز عن فتح الخزنة وسرقة محتوياتها.
وقال «ح.ع.ا»، يبلغ 64 عاماً، متقاعد، قريب المغدورة قال إنه تلقى في يوم الواقعة بحدود الساعة 11.30 دقيقة اتصالاً هاتفياً من قريبته «م.ح» ابنة عم المجني عليها، وأخبرته أنها تحاول الاتصال بالمجني عليها على هاتفها الأرضي منذ حوالي الرابعة عصراً دون أن تجيب، مضيفاً أن قريبته نقلت له تخوفها من حدوث مكروه للمجني عليها، لا سيما أنها كبيرة في السن وتقيم بمفردها، فطلبت منه التوجه إلى منزل المغدورة للاطمئنان على سلامتها، مضيفاً أنه استجاب لطلب قريبته، وتوجه إلى منزل المغدورة في تمام الثانية عشرة ليلاً من ذات اليوم.
وتابع أنه، وبوصوله لمنزلها، شاهد الباب الخارجي للمنزل مفتوحاً، فدخل لداخل المنزل ونادى باسمها «مريم، مريم» لكن لم يجبه أحد، ومن ثم شاهد إنارة إحدى الغرف مضاءة، في حين لم يكن ثمة إضافة في الصالة، فتوجه إلى مدخل الصالة، وبوصوله تفاجأ بوجود المجني عليها ممدة على الأرض عند مدخل الصالة ووجهها مغطى بقطعة قماش، مشيراً إلى أنه، ولهول الموقف، واصل مناداته للمجني عليها، ومن ثم خرج من المنزل واتصل بالشرطة.
وأشار في شهادته التي قدمها في تحقيقات النيابة أنه لا يعلم ما إذا كانت المجني عليها تقوم بعمل الخير وإعطاء الصدقات والزكاة للمحتاجين، كما نفى علمه بوجود أشخاص يترددون عليها للحصول على مساعدة مالية منها.
من جهته قال «ي.ف.ح»، طبيب شرعي، عاين جثة المغدورة وأعد تقرير الطب الشرعي، إنه من خلال المعاينة والفحص الظاهري المبدئي في مكان الواقعة لعموم جسد المجني عليها، تبين وجود كدمات في يسار الجبهة منطقة العين اليسرى، وبروز الوجني الأيسر والحاجب الأيسر والخد الأيسر والكتف الأيسر والساعد واليد اليمنى، وقال إن من مشاهدته للتغيرات التي طرأت على الجثة، فإنه يقدر بأن زمن الوفاة يعود لنصف يوم سابق على تاريخ الانتقال لمكان الجثة والمعاينة.
وأضاف أنه من خلال تشريح الجثة، فقد قرر أنه كانت هناك إصابات عبارة كدمات بباطن فروة الرأس، وكسور بالضلوع اليمنى، وكدمات بباطن الشفتين والشدقين والأنف، وأن كل تلك الإصابات رضية، لافتاً إلى أن سبب الوفاة هو كتم النفس، ما يعني أنها ماتت مقتولة وليس بسبب الكدمات، وأن الإصابات لم تسهم في قتل المجني عليها.
المتهم، وبحسب رقيب أول في شرطة دبي «م.ق.م» قال إنه كان موقوفاً على ذمة الاشتباه به، وتم التحقيق معه بخصوص جريمة القتل، حيث نفى المتهم بادئ الأمر علاقته بالجريمة، حيث قرر أنه منذ 10 أعوام لم يدخل دبي، وبسؤاله عن سبب وجود بصمة يده على الخزنة الحديدية التي كانت في منزل المجني عليها، نفى علاقته بها، وما لبث أن عدّل أقواله وقرر أن تلك البصمة عائدة له، وبدأ بسرد تفاصيل الواقعة.
وأضاف أن المتهم قرر قبل عشرة أعوام، وتحديداً عام 2002، سمع عن طريق أصدقائه أن هناك امرأة كبيرة في السن تقطن منطقة السطوة، يتردد عليها المحتاجون لأخذ الصدقات والزكاة والمساعدات المالية، حيث طمع في مالها بعد سماعه تلك القصة، وبدأ يفكر في كيفية الوصول إليها وإلى أموالها، فولدت لديه فكرة السرقة، وباشر في تنفيذها، حيث توجه بعد أيام إلى منزل المجني عليها، وأخذ يراقب المكان من بعيد لمدة ثلاثة أيام تقريباً، وكان يشاهد الناس يدخلون ويخرجون من منزلها، فتبين له أنها تملك المال، فزاد ذلك في طمعه في سرقتها.
مضيفاً أنه بعد حوالي ثلاثة أيام من مراقبة المكان، وفي فترة المساء، توجه إلى مكتب تأجير سيارات بإمارة الشارقة، واستأجر سيارة من نوع تويوتا كورولا بيضاء اللون، ومن ثم توجه إلى السوق القديم في الشارقة واشترى زوج قفاز قماشي أسود اللون.
وأضاف أنه احتسى البيرة، وتوجه إلى منزل المجني عليها بمنطقة السطوة، فوقف بعيداً يراقب المنزل من داخل السيارة لمدة نصف ساعة، بعدها ترجل من السيارة وتوجه إلى المنزل فوجد الباب الخارجي مفتوحا فدخل المنزل، وأثناء وجوده في ساحته ارتدى إحدى القفازات بيده اليمنى، وخلال ارتدائه القفاز الثاني بيده اليسرى شاهدته المغدورة، فأعاد القفاز لجيبه ولم يعرف كيف يتصرف، فانقض على المرأة بسرعة، وأمسكها من رقبتها بقبضة يديه من الأمام وضغط على رقبتها مدة 5 دقائق، ثم سحبها إلى داخل الصالة.
وتابع المجرم تفاصيل جريمته بقوله «ومن ثم، وبشكل سريع، حاولت البحث عن مكان حفظ النقود، فتوجهت لغرفة نوم المغدورة وعثرت على خزنة حديدية فيها متوسطة الحجم، وبدأت بالبحث عن مفتاح الخزنة، ولكن لم أعثر عليه، فحاولت فتح الخزنة، ولكن لم أتمكن، وكانت المجني عليها ملقاة على ظهرها في الصالة دون حراك، وبعدها خرجت من الصالة والمنزل عبر الباب الخارجي، وركبت السيارة وعدت إلى إمارة الشارقة، وخلال الطريق تخلصت من القفازات برميها في إحدى حاويات القمامة، وأعدت السيارة لمكتب التأجير، وركبت تاكسي متوجهاً لإحدى الحانات لتعاطي الخمر، وبعد ذلك عدت للبيت».
وأضاف أنه بعد عدة أيام سمع من أحد الأصدقاء أن المرأة فارقت الحياة، فخاف كثيراً، ومنذ ذلك الحين قرر ألا يحضر لإمارة دبي، مدعياً أنه لم يدخل الإمارة منذ اقترافه لجريمة القتل، وعاش في عزلة حتى تم ضبطه وانفضح أمره.
|