سرايا - نجح فريق طبي أردني في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي يترأسه الدكتور مأمون العمري استشاري الاشعة التشخيصية والتداخلية في اجراء عملية تداخل جراحي لعلاج مرض "التصلب اللويحي المتعدد"، ما يعد ثورة في عالم الطب.
وأوضح الدكتور العمري وهو استاذ مساعد في جامعة العلوم والتكنولوجيا أن هناك ابحاثا ودراسات علمية لباحث ايطالي أثبت أن أسباب مرض التصلب اللويحي تكمن في تشوهات في الاوعية الدموية في الرقبة والصدر، التي تقوم بتغذية الدماغ، مبينا أن الفريق الطبي تعاون مع عدد من المرضى لإجراء فحوصات وتصوير شعاعي لحوالي (20) مريضا، ما افضى الى التاكد من ان السبب يعود الى تشوهات في الاوعية الدموية .
واضاف العمري انه تم اجراء عملية تداخلية للمريض كامل الجمال نجحت نجاحا كاملا على الرغم من انها تجرى لاول مرة، وقد استغرقت نحو ساعة ونصف الساعة واعقبتها عمليات ناجحة اخرى، موضحا انه تم ازالة التشوهات في بعض الاوعية الدموية لدى المريض وبتخدير موضعي، اذ بدأت تظهر على المريض بعد العملية علامات تحسن فوري.
ولفت الى ان هذا العلاج تسنّى بفضل مريض بالتصلب اللويحي هو خالد الغرايبة، الذي رفض الاستسلام للمرض وواجهه بارادة وتحد فظل يبحث حتى وجد الدراسة العلمية التي كانت البوصلة لقيام الفريق الطبي بإجراء العمليات . بينما قال الغرايبه وهو في الاربعين من العمر ويعمل موظفا في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، انه اكتشف منذ سنوات انه يعاني من التصلب اللويحي، وقد توصل الى انه لا علاج او اسباب لمرضه.
واضاف الغرايبة انه لم ييأس، بل استمر بالبحث حتى وجد الدراسة في احدى المجلات العلمية المحكمة، وعرضها على عدد من الاطباء الذين لم يصدقوا امكانية وجود علاج لهذا المرض، وقال "عندما عرضتها على الدكتور العمري استجاب وطلب مني احضار عدد من المرضى لاجراء فحوصات لهم للتاكد من الدراسة، وبالفعل تم التاكد ان اسباب المرض تعود الى تشوهات في بعض الاوعية الدموية" . واشار الى انه خضع لعملية كانت نسبة التضييق في الاوعية الدموية بعدها تتراواح ما بين 80 بالمئة الى 90 بالمئة، مشيرا الى انه شعر بفرح غامر بعد العملية" فقد تغلبت لاول مرة على المرض الذي يصيب ربما ملايين البشر". من جهته، قال المريض كامل الجمال وهو مهندس في الخمسين من العمر، انه شعر باعراض المرض دون معرفتة، اذ تعرض لهجمات مرضية كانت تستمر نحو دقيقتين، موضحا انه بعد ان تكررت الهجمات عاد الى الاردن العام 2005 من حيث كان يعمل في دولة خليجية، وبعد تشخيص المرض في الاردن تبين انه يعاني من التصلب اللويحي الذي أثر على حالته الصحية بشدة.
واشار الى انه بعد خضوعه للعملية تحسنت حالته بنسبة 70 بالمئة، واستمرت بالتحسن وتمكن من الوقوف والحفاظ على توازنه دون انحناء، اضافة الى تحسن كبير في الحديث والنطق بعدما عانى طويلا من التلعثم، كما ان لون بشرته عاد الى طبيعته. من جانبه، قال المدير العام للمستشفى الدكتور محمود الشياب، ان ادارة المستشفى توفر احدث التجهيزات الطبية والكادر الطبي المؤهل، كما ان المستشفى يحرص على مواكبة التطورات العلمية في مجال الطب من خلال عقد المؤتمرات الطبية ومشاركة الكوادر الطبية والفنية في اللقاءات العلمية .
ووفق احصائية رسمية فان ما بين 2500 الى 3 الاف اردني مصابون بالتصلب اللويحي، يغطي تكلفة علاجهم التأمين الصحي، اذ تبلغ تكلفة علاج المريض الواحد نحو 9 الاف دينار شهريا، ويقتصر العلاج على علاجات مثل الكورتيزون "الانترفيون" لمنع تطور المرض فقط . ومرض التصلب اللويحي يصيب الأنسجة المتعدّد وهو مزمن ويؤثّر على النظام العصبي المركزي، ويمكن أن يتسبّب بعديد من الأعراض، من بينها تغيّر في الإحساس، ومشكلات بصرية، وضعف عضلات، وكآبة، وصعوبات في المشي، وإعياء حادّ، وضعف إدراكي، ومشكلات في التوازن، وارتفاع درجة الحرارة وألم.