"مسنة" المخواة تسكن منزلاً بلا كهرباء وماء منذ 3 أعوام

[eshrag]

سليمان النفيسة- سبق- الرياض: تعاني المسنة "أم بدر" من سكان مدينة المخواة من مرارة الحياة بعد طلاقها من زوجها "يمني الجنسية" بعد حرب الخليج، الذي اتفقت معه على أن تحتفظ بأولادها بعد أن رفضت عرضه بالسفر برفقته لبلاده.

"أم بدر" تعيش مع ستة أبناء لا يحملون الجنسية السعودية، ولا حتى اليمنية إلا مؤخراً؛ ما جعل العائلة كاملة تعيش على راتب الشؤون الاجتماعية، الذي لا يتجاوز 850 ريالاً، ويصرف للوالدة فقط، ومع سعي أهل مدينتهم في مساعدة العائلة استطاع الأبناء استخراج جوازات سفر يمنية، أهَّلتهم لطلب استخراج إقامات على كفالة والدتهم؛ حتى يتسنى لهم بعد ذلك التقديم على الجنسية السعودية وفق النظام؛ كون والدتهم سعودية.

وتعيش العائلة حالياً في منزل مستأجَر من قِبل جمعية خيرية في المخواة، والمنزل متآكل، ولا يوجد به أقل الإمكانات الإنسانية، ويعيش به سبعة أشخاص بلا كهرباء أو ماء منذ ما يقارب ثلاثة أعوام؛ لعدم قدرتهم على سداد فواتير الكهرباء.

من جانبه تحدَّث الشاب بدر الريمي لـ"سبق"، وهو أكبر الأبناء، قائلاً: "الحمد لله، بعد استخراج الجوازات اليمنية أصبحنا في طريق الاعتراف بنا، ونستطيع من خلال ذلك العمل ومساعدة عائلتنا".

وأضاف الريمي: "إن المعاناة الحقيقية تكمن في عدم استطاعتنا العمل؛ كوننا لا نحمل إقامات رسمية في المملكة، ولا نستطيع التقدم للحصول على الجنسية أسوة بغيرنا من أولاد السعوديات؛ كون التقدم لها يشترط وجود جنسية في الأصل، ثم الإقامة في البلد".

واستطرد الريمي قائلاً: "الجمعية الخيرية في المخواة استأجرت لنا منزلاً منذ أعوام، والمنزل لا يليق بسكن البشر أبداً، ولكن الحاجة أجبرتنا على ذلك، ونحن بلا كهرباء وماء منذ ثلاثة أعوام؛ كوننا لا نستطيع سداد فاتورة الكهرباء، ونعتاش بضمان الوالدة الذي لا يتجاوز 850 ريالاً فقط لا غير".

وتمنى الريمي في ختام حديثه من جوازات مدينة الباحة أن تنهي إجراءاتهم التي استمرت شهرين في استخراج إقاماتهم رغم اكتمال أوراقهم النظامية؛ حتى يتسنى لهم العمل لتأمين قوت يومهم.

وفي مكالمة هاتفية لـ"سبق" مع والدة بدر قالت بكل حزن وأسى: "والله إننا نعيش عيشة سوداء، قتلتنا حرارة الشمس وبرودة الأجواء، حتى تعب أبنائي ومرضوا، ونتمنى أن تنتهي هذه المعاناة، وأن نرى النور، سائلة الله أن يفرجها علينا بكل خير، وأن نجد من ينصف حقي وحق أبنائي بعيش كريم في بلادي".

وأضافت أم بدر: "إن همي الأكبر أن يعمل أولادي ويعتاشوا في بلد أمهم الذي هو بلدهم، والله إني لا أحلم بأكثر من بيت نملكه، ونعيش به وأبنائي بكرامة وسعادة داخل بلادي".


أكثر...