"العصيمي" يدعو لإطلاق مبادرة مجتمعية للتثقيف الأمني

عبدالله النحيط - سبق - الرياض: أكد المستشار القانوني المتخصص في العدالة الجنائية الدكتور شاكر بن مقبل العصيمي أن الأمن والدفاع والعدل من أهم مبررات وجود أي دولة بصورتها البدائية.

وأضاف العصيمي أن تحقيق الأمن واستتبابه مسؤولية مشتركة بين أفراد المجتمع ومؤسسات الدولة، وأن ذلك يظهر ذلك جلياً عند التفريق بين الأمن الشخصي أو الفردي من جهة وبين الأمن العام من جهة أخرى، فالأول -على حد قوله- داخل في نطاق مسؤولية الفرد خاصة فيما يتعلق بالأمن الوقائي، مؤكداً أنه على الفرد حماية متعلقاته الشخصية وممتلكاته ومن يعول من أفراد أسرته فهي مسؤوليته بالدرجة الأولى، وهو المعني بحماية نفسه وعرضه وماله.

وفيما يتعلق بالأمن العام يرى "العصيمي" أن الوظيفة الأمنية الأصلية للدولة تركز على التصدي للظواهر والجرائم الكبرى التي لا يمكن لأفراد المجتمع مواجهتها كونها ظواهر أو حالات عامة قد لا تضر أحداً بعينه وإنما تشكل في مجملها ضرراً عاماً على المجتمع، أو في الحالات التي تمس أفراداً أو جماعات ولكنها خارجة عن اختصاصهم ومسؤوليتهم كمباشرة قضايا القتل ونحوها من القضايا الكبرى.

وبين المستشار القانوني أن هذا اللبس في التفريق بين مسؤولية الفرد ومهام الدولة في تحقيق الأمن من الأسباب الرئيسية لارتفاع معدل الجرائم اليسيرة والمتوسطة، وهو ما انعكس سلباً على المعالجة الفعالة للجرائم الكبيرة.

واستطرد: من غير المنطقي أن تُحمَّل الدولة كامل المسؤولية في هذه الحالات إلا إذا كان الفرد غير قادر على مقاومة الاعتداء الواقع عليهما أسلفنا، كما أنه من غير المنطقي أيضاً إشغال الجهات الأمنية عن دورها الرئيس والأهم بمعالجة مثل تلك الحالات.

وشدد العصيمي على أهمية توعية أفراد المجتمع بمسؤولياتهم وواجباتهم الأمنية وأن ذلك الدور من أهم ما ينبغي أن تتبناه الجهات المختصة وبخاصة الإعلامية والتربوية، داعياً إلى إطلاق مبادرة للتوعية الأمنية المجتمعية عبر الجهات الرسمية وغير الرسمية للوصول إلى تكامل أمني بين أفراد المجتمع ومؤسساته الأمنية التي ينبغي أن تتفرغ لممارسة دورها الأصلي في معالجة جرائم كبيرة تأخرت معالجتها، أو التصدي لجرائم سجل بعضها ضد مجهول .

وفي النهاية وجه العصيمي رسالة توعوية لكل مواطن ومقيم قائلاً: أنت رجل الأمن الأول، فكن عوناً ولا تكن عبئاً.


أكثر...