المملكة في مقدمة أكبر الداعمين لليونسكو ودعم فلسطين أبرز اهتماماتها

سبق- محمد عطيف: في نيسان 2012 شرفت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أرينا يوكوفا بتقليد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ميدالية اليونسكو الذهبية، وهي أعلى وسام تمنحه المنظمة، تقديراً لجهوده في تعزيز ثقافة الحوار والسلام وتثميناً لمبادراته العديدة في عقد مؤتمرات ولقاءات دولية في عدد من العواصم العالمية والمنظمات الدولية في هذا الشأن.

كما كانت "يوكوفا" ممثلة لليونسكو في أوائل من قدم العزاء لخادم الحرمين الشريفين في فقيد الوطن الراحل ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز، مؤكدة أن جهوده ودعمه لا يمكن نسيانهما.

المملكة منذ انضمامها لهذه المؤسسة في 4 نوفمبر 1946 كانت دائماً من كبار المانحين والمساهمين والمبادرين نحو خير العالم والسلام والوقوف مع المبادئ العادلة.

وخلال محطات عديدة كانت المملكة دوما محل إشادة المنظمة الدولية العريقة وكانت في مقدمة الدول ذات الفرص لتحقيق التعليم للجميع والقضاء على الأمية نهائيا بحلول 2015م. ومنذ 2002م نجحت في تسجيل أقدم نقوش إسلامية على سجل ذاكرة العالم. وفي 2008م سجلت أول موقع على قائمة التراث العالمي.


- حضور متقدم:
حضور المملكة المتقدم وفقاً لموقع المنظمة كان بارزاً في تقديم العون والمساعدة للمبادرات الدولية مثل: دعم المملكة لبرنامج الحوار في منظمة اليونسكو بمبلغ وقدره خمسة ملايين دولار وتأسيس وتمويل برنامج (رسل السلام) بمبلغ وقدره 37 مليون دولار لمدة عشر سنوات، وتبرع المملكة بمبلغ 20 مليون دولار لليونسكو لحساب الطوارئ.

ويأتي(برنامج عبد الله بن عبد العزيز العالمي لتعزيز ثقافة الحوار والسلام في منظمة اليونسكو2011م) من أبرز المبادرات حيث يتم بالتنسيق بين المندوبية الدائمة للمملكة لدى اليونسكو ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.

حول ذلك وصفت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافـة والعلوم «اليونسكو»، الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إحياء ثقافة التواصل والتقارب الثقافي بين شعوب العالم بـ "الجبارة والمثمرة".

وقالت بوكوفا خلال لقاء بمركز الملك عبدالعزيز للحوار "أن السعودية دولة رائدة ولها ثقل دولي كبير بوصفها رمزا العالم الإسلامي، حيث كان لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان أثرها البارز في العالم".

- جهود لافتة:
إن حراك المملكة خلال هذه المؤسسة لا يكاد يتوقف ومن أبرز أمثلته أيضا مذكرات تفاهم وتعاون بين مؤسسة الفكر العربي ومنظمة اليونسكو، وكذلك جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة.

كما نجحت المملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة في تحقيق تسجيل مناطق أثرية عديدة ضمن قائمة الأثار العالمية ومن أبرزها مدائن صالح وموقع الدرعية و "جدة التاريخية".

بل لقد كانت وما زالت المملكة في مقدمة الدول التي وقفت بمعزل عن الصراعات السياسيـة والإيديولوجيـة والعرقيـة وناصرت القضايا الدولية العادلة.

ولعل من أبرز محطات الدعم من قبل المملكة للمنظمة الدولية هو الإعلان عن تبرعها بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي إلى اليونسكو. يقول السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، زياد الدريس: " قرار خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود التبرع بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي لحساب اليونسكو للطوارئ ليس هو الأول لها ولن يكون الأخير بإذن الله وهو من أجل دعم برامجها"

المديرة العامة إيرينا بوكوفا تؤكد على اعتزاز المنظمة بذلك قائلة: "هذا الدعم علامة على الالتزام العميق والقيادة الحكيمة في لحظة صعبة بالنسبة للمنظمة".

كما أنه من المنصف التأكيد على أن حضور المملكة في هذا الملف اتسم بمواقف الأخ الصادق حيث كانت الكثير من المواقف الداعمة لها تصب ضمن برامج لدولة فلسطين بقضيتها العادلة.

وسبق أن نوهت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالدور الكبير والفعال الذي تقوم به اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في مجال دعم مسيرة التعليم في فلسطين الذي تجاوز أكثر من مئة وثلاثين مليونا. ودعم أخر تجاوز مئة وسبعة وثمانين مليونا ضمن برامج أخرى للأمم المتحدة.

- دعم مستمر للغة القرآن الكريم:
هذا فيما يمثل دعم الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله خطا موازيا حيث كانت مبادرته بتقديم 3 ملايين دولار(2007م) لتقوية استخدام اللغة العربية في اليونسكو داعما للغة القرآن كلغة رسمية تستخدم على صعيد أعمال المنظمة، وعلى بوابتها على الإنترنت وكذلك في وسائل الإعلام الاجتماعية. ونتج عن ذلك عن تخصيص يوم عالمي للغة العربية اعترافا بمساهمتها في الثقافة العالمية والتعدد اللغوي.

عن ذلك تقول مديرة المنظمة الأممية إن اللغة العربية "تكتنز ثقافة إسلامية وتحمل هويات وقيم ما يقرب من 422 مليون مواطن في العالم العربي ونحو 1.5 مليار مسلم، كما أن المنظمة تسهم في عدة مبادرات إقليمية ترمى إلى ترويج اللغة العربية مثل المنبر الإلكتروني المخصص للمدرسين " التعليم للقرن الحادي والعشرين".

وعن جهود المندوبية الدائمة للمملكة في منظمة اليونسكو بخلاف تمثيلها المملكة في اجتماعات وندوات وبرامج ولجان اليونسكو، يقول د. زياد الدريس: "تعطي المندوبية وقتاً كافياً واهتماماً كبيراً لما يسمّى بالبرامج الإضافية، مثل برنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية، وبرنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز ثقافة الحوار والسلام، والذي بدأ العمل فيه لتفعيل العناصر التي بني عليها هذا البرنامج. وكذلك برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو الذي بدأ من عام 2007، بتصوّر كامل يغطي أربعة محاور تتعلق بالترجمة والتدريب وأبرزها محور الترجمة الفورية للمؤتمرات والندوات، ومحور الترجمة والنشر إلى اللغة العربية.

- عضوية المجلس التنفيذي:
يذكر أنه تم انتخاب الدكتور زياد الدريس نائبا لرئيس المجلس التنفيذي في اليونسكو حيث يعتبر المجلس التنفيذي أهم سلطة في المنظمة الذي يمارس مهماته طوال العام. وقد تم انتخاب المملكة لأكثر من دورة.

على خط التفاعلات أيضا فالمملكة كثيرا ما تنفذ فعاليات ثقافية في باريس ومن أبرزها فعاليات الأيام الثقافية السعودية في اليونسكو التي تقف خلفها وزارة الإعلام. كما سبق وزارت مديرة اليونسكو مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة".

إن التقدير الكبير الذي تحظى به المملكة داخل أروقة «اليونسكو» ليس إلا انعكاسا لجهودها ومواقفها الثابتة. وكمثال على ذلك تقول ممثلة اليونيسكو الدكتور "ماروبي": المملكة لديها القدرة والطاقات لقيادة العالم في تحقيق الجودة في التعليم". مضيفة: " مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم من المشاريع الرائدة والتي أثمرت على تطور كبير في البنية التحتية للتعليم".

*- محطات:
- في قائمة التراث العالمي باليونسكو تم تسجيل الحجر (مدائن صالح) في قائمة التراث العالمي عام 2008 م، ‏بينما تم تسجيل حي الطريف بالدرعية التاريخية 2010م. فيما تم تسجيل جدة التاريخية 2014م.

- في مارس 2014: بمقر منظمة "اليونسكو" في مدينة "باريس" الفرنسية تم التوقيع المبدئي (الأحرف الأولى) لمشروع اتفاقية بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، ونادي الهلال؛ ومن المقرر انهاؤها بشكل كامل في نهاية العام الحالي ليصبح نادي "الهلال" أحد أندية اليونسكو لموقعه الريادي في خدمة البرامج الثقافية والاجتماعية على المستويين العربي والإقليمي لينسجم مع رسالة اليونسكو الإنسانية.

- دعت السعودية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" إلى ضرورة العمل الجاد والمخلص لتحويل قراراتها من القول إلى الفعل، وسرعة تنفيذها بما يلبي مصالح الدول الأعضاء في المنظمة.

- احتفى العالم والمملكة بقبول عضوية كاملة لفلسطين في اليونسكو (2011). بعد جهود حثيثة من المملكة وكافة المنصفين.

- نشرت اليونسكو على موقعها الرسمي: تعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر مانحي المساعدات في العالم. وقد أصبحت تعاونها مع اليونسكو في مجال التعاون الخارج عن الميزانية في غاية الأهمية.

- احتفلت اليونسكو بتكريم الدكتورة والباحثة السعودية حياة سندي؛ حيث أعلنت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، تسميتها سفيرة النوايا الحسنة لدى اليونسكو، تقديراً لجهودها العلمية، وابتكارها في مجال خدمة الإنسانية.

- مشروع المملكة من خلال اليونسكو لدعم التعليم في فلسطين استفاد منه حوالى 20 ألف طالب مسجّل في 11 جامعة و23 معهد اجتماعي بشكل مباشر من المنح الدراسية التي يوفرها المشروع. وسيستفيد نحو 120 ألف طالب جامعي بشكل غير مباشر من منح مخصصة للجامعات الإحدى عشر.

الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم أو ما يعرف اختصاراً بالـيونسكو (UNESCO)، هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة ومقرها باريس. ترأسها حالياً البلغاريّة إيرينا بوكوفا. المنظمة التي تتبعها 191 دولة هدفها الرئيسي هو المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.


أكثر...