شاهد.. أوهام الثراء السريع وحكايات الخيال تخرب آثار تبوك

بدر الجبل– سبق– تبوك (تصوير: عبدالرحمن الفيفي): تدفع الأوهام والبحث عن الثراء السريع وحكايات الخيال عشرات الشباب لقضاء أيام بالحفر والتنقيب في مواقع قديمة وأثرية بتبوك بعد حصولهم على خرائط مقابل مبالغ مالية بهدف الوصول للكنز الذي يدعيه راسم الخريطة؛ ليُفاجَأ الباحث عن الكنز بعد أيام يعيشها بالحفر بأنه "رجع بخفَّيْ حنين" .

"سبق" تتبعت في رحلة لها صباح أمس ما عمد إليه البعض من تشويه للآثار القديمة بالحفر والتخريب، فضلاً عن الكتابات التي شوهت المناظر.. ورغم الجهود التي تقوم بها هيئة السياحة والآثار في تسوير بعض القلاع الأثرية للمحافظة عليها إلا أن هناك عدداً منها لم يسوَّر؛ فسهل على العابثين الوصول إليها وتشويهها غير مدركين أهمية تلك المواقع.

الرحلة التي قام بها فريق "سبق" برفقة أحد هواة علم التشفير والترميز العثماني استغرقت أربع ساعات، بداية من نفق البوغاز، وهي كلمة عثمانية الأصل، وتعني النفق، الذي تم تشييده في عام 1326هـ، ويُعد أول نفق في الجزيرة العربية، ولا يزال يستخدم طريقاً للسيارات، مروراً بآبار وقلاع قديمة، جميعها اختفت ملامحها الجملية لتكرار العبث فيها بحثاً عن كنوز.

من جهته، أرجع نايف التويجري، هاوي التشفير والترميز العثماني، أسباب العبث في المواقع الأثرية إلى أن هناك ضعفاء نفوس من خارج السعودية، يدعون أنهم يمتلكون خارطة عثمانية، بعد أن يقوموا باختيار اسم منطقة، ويرسم "كروكي"، ويضيف لها بعض الإشارات، ثم يستغل الباحث عن الكنز بقوله إنني لا أستطيع أن أصل إلى الموقع لأنه خارج بلدي، وأرغب في بيع الخريطة؛ فيقوم الباحث عن الكنز بشرائها بمبلغ مالي، وعند الوصول يكتشف أنها مجرد أكذوبة بعد أن يقضي أياماً في الحفر. مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من المواقع الأثرية في منطقة تبوك تعرضت للتخريب من قِبل البعض بالحفر والتنقيب.

وفي السياق ذاته، رصدت عدسة "سبق" ما تشكله إحدى الآبار القديمة المكشوفة، التي تقع بجوار قلعة قديمة، يطلق عليها المصطبغة، ويصل عمقها إلى 30 متراً، من خطورة على عابري الطريق؛ ما يتطلب من الجهات المعنية سرعة الوصول إليها وتسويرها تجنباً لوقوع أي حادثة لا قدر الله.

أكثر...