شاء الله سبحانه وتعالى أن أكون قادماً من حي الورود الشمالي وفي طريقي شرقاً وبعد "رصيف الحوامل" رأيتها بطرف عيني اليمنى-قدام محطة الدريس- كانت بكل هيبتها منتصبة يالله من فضلك, وكأنها على موعد سوف سيطول ترقبه, وتذكرت وقتها إن لي فيها غرض وحاجة ماسة!

عكفت ام السيارة يمين من دون ما دق اشارة.. ولأول مره اسويها في حياتي.. الله مع وثائق المرور يشهدان على ذلك.. ومن الشفقة بسرعة جيت وراها.. لا والله وكني سمعتها تحكي, قربت أكثر ولبّقت, ورميت الخوف في عين الشيطان الله يخزيه, وقلت ونا اطلع المحفظة من مخباتي خلص شغلك يا ولد وتوكل على الله! سمعت هالصوت اللي يطلع منها واساتحشت, وكانت تحكي بفخر وزهو عن كثر زبائنها! قلت بنفسي بقاف..
وش دخلني انا رجالن باخذ المقسوم منها وامسك طريقى!

تلفت يمين ويسار والا والله ما حولي أحد, تنحنحت وطلعته بسرعة, مسكته بيدي,و مسحت على السواد شوي, وسميت بالله ودخلته, إلا والله ويدقّر,,رعصته بقوه ونفس الشي! افااااا!
جبته يمين جبته يسار, وما فيه أمل يدخل, وهي طول الوقت تبربر, وتحكي!
انتظرت اشوي, قلت يمكني دخلته غلط, بس لا والله هذا مكانه, ولا هيب أول مرة اسويها!
مسكته بيدي وقمت ابرّق فيه, واقلبه, واتمقل فيه, لا يكون مجروح ولا فيه بلى!! بس طلع وش حليله.. سليم وما فيه خلاف!

وتوني بدخله مرتن آخرى إلا وذاك الهندي يخبط على كبوت سيارتي!! انتفضت من الروعة وطار الكرت وطاح في فتحة تصرف المياه.. طليت عليه من الدريشة وصرخت في وجهه :
عمااااااا.. خير وش تبي؟ انا ما خلصّت؟
قال وهو يواسي بنطلونه:
روح روح.. هذا مكينة ما فيه شغل, يخلص صلاة بعدين انتا فيه يجي!
حكيّت جبهتي واشرت له يجي, وقلت:
هالحين وشلون هالمكينة ما فيه شغل, كيف بعد صلاة؟
شب زقارته وقال:
هذا بنك "رياض" كلوه نفر مخ ما فيه, صراف بنك رياض ما فيه شغل وقت صلاة! انتا ما فيه معلوم؟

تطلمت وركبت سيارتي وأنا اضحك بتهكم وأقول:
بنك رياض كثير واجد ما فيه مخ..عشنا وشفنا!