سبق- الرياض: طالب مصاب في حرب الخليج بتنفيذ الأمر الملكي بتعويضه وصرف مستحقاته التي صُرفت لجميع المصابين، وأكد أن وزارة الشؤون البلدية والقروية خصَّصت له قطعة أرض لبناء مسكن، لكن "المالية" حتى الآن تماطل في صرف 300 ألف ريال مستحقاته، والدفاع المدني الذي تطوع بالعمل فيه، وأُصيب في انفجار "تنك" حافلة تخصه، رفض حتى منحه "شهادة شُكْر".
ويحكي "ن.م.القحطاني" قصته قائلاً إنه تطوَّع في الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية أثناء حرب الخليج الثانية، وكان طالباً في ذلك الوقت بمعهد التدريب المهني، ولم يكن قد استخرج بطاقة الأحوال لصِغَر سِنّه. وأضاف "كُلّفت بقيادة حافلة 55 راكباً من المنطقة الشرقية إلى مكة المكرمة؛ للمساهمة في نقل المواطنين والمقيمين بالمنطقة القريبة من الحدود إلى المناطق الأخرى التي يرغبون في الذهاب إليها، خاصة عندما كان صدَّام يهدِّد باستخدام الكيماوي. وأثناء قيادتي السيارة وقع انفجار في (تانك) البنزين الخاص بالحافلة عند القويعية؛ فاحترقت بالكامل، وأُصبتُ أنا وأحد زملائي بإصابات جسيمة، ونُقلنا إثر الحادث إلى مدينة الملك سعود الطبية بالرياض، ثم إلى مجمع الملك فهد الطبي".
وتابع "ن.م.القحطاني" قائلاً: "عقب ذلك جاء سمو الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وزارنا، ووجدنا كل الرعاية والاهتمام من سموه، وطلبتُ علاجي في مستشفى متخصص بأمريكا، وعلى الفور جاء الرد، ومكثت 7 سنوات متواصلة للعلاج هناك، وأُجريت لي 192 عملية في جميع أنحاء جسمي، ثم رجعتُ للمملكة، وبحثت على وظيفة، وأصدر أمير الشرقية توجيهاً بتوظيفي في شركة (أرامكو) السعودية، وخدمت فيها 17 سنة حتى تمت إحالتي للتقاعد طبياً؛ لظروفي الصحية".
ويستطرد "ن.م.القحطاني": "طلبت تعويضاً عن إصابتي من الدفاع المدني؛ لأنني كنت متطوعاً فيه، أو معاشاً شهرياً منه، أو شهادة شُكْر عن عملي الذي أفتخر به أمام أولادي بأنني خدمت بلدي في حرب الخليج وكنت حينها شاباً صغيراً، وأن الإصابات التي لحقت بي كانت من جراء إصابة أثناء عملي التطوعي في خدمة وطني، لكن للأسف رفض الدفاع المدني تعويضي أو حتى منحي شهادة شُكْر".
وأوضح "القحطاني" أن موقف الدفاع المدني أحزنه؛ فقد كان يتوقع أن يحصل ولو على شهادة شُكْر يضعها في صدر مجلسه بالبيت، وتكون حافزاً لأبنائه وأقرانهم. لكن الأمر الآخر الذي أصابه بحزن أكبر هو موقف وزارة المالية، التي تماطل في تنفيذ الأمر الملكي الصادر بتعويض جميع مصابي حرب الخليج، بحجة أنني متطوع في الدفاع المدني، رغم أن الأمر الملكي بالتعويض لجميع المصابين لم يحدّد إذا كان المصاب متطوعاً أم غير متطوع، بل إن المتطوع الذي هبّ للدفاع عن وطنه أولى من الموظف.
وأضاف: "الأمر الملكي يتضمن صرف 300 ألف ريال تعويضاً لمن من إصابته 60 إلى 70%، ويُمنح قطعة أرض لبناء منزل. وقد قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية بتنفيذ الأمر الملكي، وخصصت لي قطعة أرض لبناء بيت، لكن وزارة المالية ما زالت تماطل في صرف التعويض الخاص بي".
وأكد "ن.م.القحطاني" رعاية ولاة الأمر أبناءهم، وحرصهم - يحفظهم الله - على تحسين مستوى معيشتهم، وهذا ما يحرص عليه خادم الحرمين الشريفين. وجميع المسؤولين؛ لذا فإنه يطالب بإنصافه وصرف حقوقه.


أكثر...