عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: شاركت المملكة دول العالم بالاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي صادف أمس الأول، حيث تزامن الاحتفال هذا العام مع تطورات جوهرية تتمثل في صدور نظام مكافحة التدخين بالمملكة الذي يعد نقلة نوعية في جهود مكافحة هذه الآفة في المجتمع السعودي وفقاً لنظرة الخبراء عطفاً على ما اشتمل عليه من بنود ومواد تعزز جهود المكافحة.

وتعليقاً على هذه التطورات؛ قال مدير جامعة الملك سعود رئيس مجلس إدارة المدينة الطبية الجامعية الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر: "صدور نظام مكافحة التدخين بالمملكة يمثل مرحلة مفصلية وهامة في جهود مكافحة التدخين في المجتمع كما يعكس حرص القيادة الرشيدة على حماية صحة المجتمع وجعله معافى سليما قادراً على العطاء والإنتاج".

وأضاف: "النظام بما اشتمل عليه من بنود تغطي كافة الجوانب المتعلقة بالتبغ يتوقع أن يكون له أثر واضح وملموس في دعم مكافحة التدخين والوقاية من الأمراض التي يسببها".

من جانبه، قال المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن بن محمد المعمر الذي افتتح أمس احتفالية فعالية اليوم العالمي للامتناع عن التدخين والمعرض التوعوي المصاحب لها بالعيادات الخارجية بالمينة الطبية: "هناك مجموعة من الآثار الصحية والاقتصادية الوخيمة التي يتكبدها المجتمع نتيجة انتشار ظاهرة التدخين".

ودعا إلى تكامل الأدوار بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص للتصدي للتدخين ومكافحته عبر برامج التوعية المختلفة.

من جهته؛ قال الدكتور خالد السواط استشاري أمراض الجهاز الهضمي: "رغم توقيع المملكة لاتفاقية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ لكنها لم تفعل بشكل واضح، وربما يعود السبب في ذلك لشروط وعقبات في التنفيذ أو وجود متنفذين يستفيدون من تعطليها".

وحول ما إذا كانت جهود التوعية بأضرار التدخين كافية في المملكة في مواجهة الآلة التسويقية لشركات التبغ؛ قال الدكتور يوسف التركي استشاري طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب جامعة الملك سعود: "جهود التوعية بأضرار التدخين التي تقوم بها عدة جهات في المملكة تعتبر غير كافية وغير فعالة حيث تحتاج تلك الجهود إلى تنسيق وتنظيم وتفعيل بين جميع القطاعات المعنية الصحية والتعليمية والجمعيات الخيرية لمكافحة التدخين وغيرها".

وأضاف: "يجب أن يتم التركيز بشكل كبير على دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، وأن تنسق هذه الجهود بطريقة علمية وقائية لغير المدخنين، وعلاجية محفزة للمدخنين لمساعدتهم على التوقف نهائيا عن التدخين لاسيما بين فئة المراهقين والشباب الذين هم الفئة المستهدفة لدى شركات التبغ التي تروج للتدخين بطرق وأساليب مختلفة لدى هذه الفئات".

وأردف: "الأبحاث العلمية في المملكة بينت أن التدخين عادة يبدأ في سن المراهقة المبكرة، لذا كان يجب التركيز في برامج التوعية الصحية على هذه الفئة التي هي عماد الوطن ومستقبله".

واستطرد "التركي": "لتصدي للتدخين يعد من الأولويات الهامة في التخطيط الواعي لصحة الفرد والمجتمع، ويعزز هذا التوجه الجدوى الاقتصادية لبرامج مكافحة التدخين التي توفر الكثير من الأموال التي تصرف لمعالجة الآثار الصحية للتدخين، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية للاهتمام ببرامج مكافحة التدخين لما لها من مردود صحي ونفسي واجتماعي واقتصادي، ويجب تطبيق الأنظمة الخاصة بمكافحة التدخين وتفعيلها ومتابعتها بشكل مستمر".

وقال الدكتور أحمد باهمام استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم: "مطلب رفع الرسوم الجمركية على شركات التبغ مطلب ضروري حيث أثبتت التجارب العالمية نجاح هذا الإجراء".

وشدد على دور التوعية كأهم طريقة للوقاية وتغيير شكل علب السجائر وجعلها غير جذابة ووضع صور للأمراض المحتملة من التدخين على علب السجائر كما هو معمول به في بعض الدول الغربية.


أكثر...