عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: أكد أستاذ المناخ المشارك بجامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، أن أقصى تقدير لأمطار جدة التي هطلت نهار أمس يشير إلى هطول 30 ملم فقط، ومع ذلك وقعت الكارثة المخجلة.

وقال "المسند": مشكلة جدة ليست سماوية بل أرضية، وقُلْتها في كارثة عام 2009م التي قتلت عشرات الأبرياء. ما حصل في 25 نوفمبر 2009 بجنوب جدة، أو في 3 مايو 2010 بشمال الرياض من سيول وفيضانات، وغرق وخسائر، أسبابها أرضية، وليست سماوية جوية! متمثلة في تفريط الإنسان، وأنانيته، وضعف وازعه الديني وانتمائه الوطني، وليست سماوية جوية خارجة عن الإرادة؛ إذ إن التغير المناخي بريء من كوارث جدة! وظاهرة النينو بريئة من غرق جدة.

وأوضح المسند لـ"سبق" أن كميات الأمطار الهاطلة 17 نوفمبر 2015م على جدة ليست بالكميات التي تهدم، ولا تجرف، ولا تدمر، ولا تغلق الطرق، ولا تغرق الأنفاق، ولا تعلق الدراسة، ولا تجعل الناس في "حيص بيص وشذر مذر"، إلا أن تدخل الإنسان السلبي في تعمير وتدمير بطون الأودية طمعاً وجشعا قد أفضى إلى كوارث وفواجع إنسانية لا حصر لها.

وقال: أزعم أن المشكلة تغير اجتماعي (فساد)، قاد إلى تغير جغرافي، وليس بسبب التغير المناخي. والله المستعان.

متسائلاً: هل ضاق بنا أكثر من مليوني كيلومتر مربع (مساحة السعودية) حتى نتوسد الخطر!؟ ونلتحف الموت في تخطيط بطون الأودية والشعاب؟!

وتابع تساؤله: أولم يكف أن قدم المواطنون المساكين 414 ضحية من جراء كارثة 2009م ليقولوا للمسؤول: أما آن لك أن تستقيل؟

وحول سبب قطع قناة العربية الاتصال معه عصر أمس عندما أراد تشخيص مشكلة جدة جغرافياً قال المسند لـ"سبق": في الواقع، إن طرح وعرض وتحليل قناة العربية حيال مشكلة وكارثة جدة قبل مداخلتي كان متصفاً بالشفافية الكبيرة، والسقف العالي من الأريحية في تناول المشكلة والكارثة بصورة تثلج الصدر مقارنة بغيرها من القنوات. مؤكداً أنه لا يعلم حتى الآن سبب انقطاع الاتصال بينه وبينهم، ومشيراً في هذا الصدد إلى تغريدات مذيع القناة خالد مدخلي في حسابه بتويتر، بعد أن تلقت العربية سيلاً من الانتقاد عبر تويتر قائلاً: "أبداً.. والله يشهد، ليس لنا أي يد في قطع الاتصال بالدكتور المسند. المسألة تقنية".

وعن عدم إعادة الاتصال به قال مغرداً: "لا أعلم.. لكن فليعذرنا الدكتور. لم يتسن لنا إعادة الاتصال به لنهاية وقت التغطية".


أكثر...