لا تستبدلون الريالين بـعلكة ! 
التجديد مطلب حضاري لكافة دول العالم ، ولا ننكر أن العملات السعودية الجديدة تواكب التطور المالي في العالم ، 
ولكن أردت أن أتحدث في هذا المقال عن ظاهرة لا زالت متفشية في مجتمعنا ( الكريم )  الذي لا يحسب حساب النصف ريال الذي  يستبدله بعلكة أو ماشابه.. 
ذلك النصف ريال  يجرّ وراءه الكثير من الثراء لمن يتقن ماهيته ، على حساب ( كرم ) المجتمع أو ( سذاجته ) لا أعلم ماهو الوصف الصحيح .!
ظاهرة استبدال النصف ريال بعلكة أو قارورة ماء، ظاهرة معتادة تدل على تدني  الثقافة الاقتصادية في المجتمع ، وقلة الوعي المالي ،
 مما يودي ( بالجيوب الممتلئة ) في أول أيام قبض الراتب إلى  الفقر المبكّر بعد بضعة أيام من استلامه ... 
 إدارة المال فن لا يتقنه إلا القليل ولو أجريت دراسة على الأشخاص حول العالم لتبيّن أن 70% منهم لا يتقنون فنّ إدارة الأموال حسب اعتقادي ... 
هناك أشياء قد تقف حجر عثرة في طريق ( فنان المال ) والذي أشبه مايكون برسام في يده ريشته ويرسم على اللوح 
فإما أن يبدع ويجعل اللوحة في غاية الجمال من حيث تناسق الألوان وتماهيها ، 
وإما أن يجعلها خبط عشواء فيقوم باستنزاف ألوانه بلا قيمة،، من تلك الأشياء التي تقف في طريق ( فنان إدارة المال)  ؛  
نظرة المجتمع إلى من لديه القدرة على إدارة أمواله وحفظها بنظرة استقصائية  وقدحه ( بالبخل ) !! 
وقد تغافلوا أو غفلوا عن معلومة علّمنا إياها العزيز العظيم في كتابه الكريم عن فن إدارة المال ولخصها في جملة مفهومة وواضحة وبيّنة 
فقال تعالى :   " ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " ، 
نظرة المجتمع قد تكون مؤثرة  ولكن لا ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار إذا كان الشخص على ثقة بالواجب المناط به تجاه مجتمعه وعاداته وتقاليده من إكرام الضيف ، 
ومشاركة ماحوله في الواجبات المالية المشتركة بدون إفراط ولا تفريط ... 
لذلك كن على حذر عزيزي من التحولات الجديدة في العملة ، ولا تُلحِق الحبل بالدلو..  
فقد  أنتابني حزنٌ وأخذتني غصة ، عندما أعلنت مؤسسة النقد عن العملة السعودية الجديدة لسبب ؛ 
أن الريال أصبح معدني ، وكذلك الريالان ... !
لا أعلم لماذا حزنت ولكن أرى بأن ( الريال والريالين )  المعدنية ستكون سفيرة الدرج المهمل ، 
وسيكون بدلها ( علك بريالين ) 
كما هو الحال مع النصف ريال والربع ريال المعدني في سابق العهد...!