محاولة اخفاء الملامح

محاولة اخفاء الملامح

في أحيانٍ عديدة نجد الكثير
ممن تربطنا بهم علاقات
حميمة ونراهم باستمرار
في حال غير حالهم
الذي عهدناهم عليه

ولا يخفى علينا تقلّب
أحوالهم وذلك من خلال
ملامحهم
كاختلاف أحوالهم ومشاعرهم
ونفسياتهم بعض الشئ
وإن لم يبوحوا لنا بما يعكر
صفوهم
فأوضاعهم النفس المختلفة
وملامحهم المتغيرة وما تخفيه يظهر لنا بشكل واضح وجلي على شخصياتهم

و اختلاف ملامحهم أكبر دليل
على أنّ هناك تحول في حياتهم
التي اعتدنا رؤيتهم عليها

وعادة يُقال بالعامية (فلان
متغير اليوم) والقصد
من ذلك أنّ شخصيته مختلفه
عما عهد عليه

والسبب أنّ الإنسان يحمل
في أعماقه مشاعر متعددة
تتحكم في انفعالاته وتصرفاته
في فرحه وهمه بصنع
رباني متقن

فعندما تتحرك تلك المشاعر
لموقف معين سواء كان
مفرحاً او محزناً فإنها تشع
في أرجاء الجسم مفعولا
يخلق معه هيجان فياض
تتدفق من خلالها قوة خارقه
تسيطر على معنوياتنا وكمائن
قوانا وبالتالي يصبح الإنسان
أسير تلك المشاعرالمتمازجه
فيحدث التغيير ويبان بوضوح
على من تعودنا رؤيتهم
باستمرار ويبرز الاختلاف
في شخصياتهم

وهذه سبحان الله بسبب
تلك المشاعر الغريزيه في
جسم الانسان تتعاضد
مع سائر أركان الجسم
والأحاسيس انسجاماً
وتطابقا مع الحدث المهيمن

ومهما عملت جاهدا من
أجل انتشال نفسك وتغيير
الحالة النفسيه التي
تعيشها فلن تفلح كل
جهودك المبذوله ولن
تتبدل.

مما يجعل الآخرين حولك
يستنبطون من ملامحك
أنّ هناك خطباً أحاط بك
وحتى لو تصنعت وحاولت
كظم غيظك فلا مخرج
لتحسين الصورة وتبديل
الملامح عن الاخرين

كون ذلك سيتطلب وقتا
كافي حتى ينجلي الموقف
وتستعيد المشاعر توازنها
ببطء وتدرج كي تعود
للهيأه والنمط الذي امتاز
الناس رؤيتك فيها

هنا يبرز ضعف الانسان
في عدم قدرته السيطرة
على مشاعره النشطة
والهائجه فرحاً كان أو حزناً

من أجل ذلك لا يمكن إخفاء
تقلبات أحوالنا النفسية
عن من حولنا
وحتى لو اتخذنا الصمت
حيلة والبعد عن الآخرين
وسيلة

فان الملامح ستظل شاهدا
وعاكسا للاخرين من خلال
ما تبثه من تغييير على
هيئتنا

ومهما حاولنا عبثا اخفائها
وتجاوزها لن نستطيع الى
ذلك سبيلا


فالناس حولك لديهم صورة
واضحه بملامحك ويشعرون
ويلاحظون اختلاف تلك
الصورة التي عهدوك عليها

لذلك فمحاولت الاخفاء
والتخفي جهد ضائع
والتصنع مكابرة خاسرة
لا يمكن عبرهما تغيير الحال
والزمان لملامح اعتاد الناس
رؤيتك من خلالها0

طبتم وطابت ايامكم