«ثقافة» أحلام.. تسلب حقوق الأغنية اليمنية

تردد الفنانة أحلام في أكثر من مناسبة بأن على الفنان أن يكون مثقفاً وملماً بالألوان الفنية في منطقته على أقل تقدير، وتتباهى دائماً بمستوى معرفتها الفنية التي ترى بأنها سبب رئيس في نجاحها، ولإيمانها بذلك فإنها لا تتردد في تهميش من يختلف معها بالرأي، خاصة في القضايا الفنية، مؤمنة بأن المخالفين سيرضخون في النهاية لرأيها الصحيح المبني على علم ومعرفة.

في حلقة "عرب آيدل" الأخيرة فاجأت أحلام المشترك اليمني عبدالله الخليفي بمعلومة جديدة تقول فيها إن أغنية "كلمة ولو جبر خاطر" التي قدمها المتسابق الشاب للجنة البرنامج إنما هي أغنية سعودية!، مبدية استنكارها بأن يغني أغنية سعودية رغم جنسيته اليمنية!، وبغض النظر عن غرابة اعتراضها هذا، وحق أي متسابق أن يغني أي أغنية من أي جنسية، إلا أن جهلها بمعلومات أغنية تراثية شهيرة مثل "كلمة ولو جبر خاطر" يفتح الباب لمراجعة كل أحاديثها السابقة عن ثقافة الفنان وضرورتها. فمعلومة كهذه لا يمكن أن تمر على إنسان عادي فضلاً عن فنانة أصبحت اليوم في لجنة تحكيم برنامج موسيقي مهم وتقيم الشباب المبتدئين.

أن تدعي أحلام أنها مثقفة في كل برنامج تظهر فيه، فهذا قد يمنحها الحق في أن تقلب حقيقة الموروثات الغنائية التي تغني هي أكثرها دون معرفة مصادرها، وتساهم في تضليل المتلقي بمعلومات خاطئة. والفنان -مثلما قالت هي- يجب أن يكون ملماً بالمصادر الغنائية القريبة منه، لا أن يستكين لمعلومات سطحية، قد تحرجه كما دار في حوارها مع المتسابق الشاب عبدالله الخليفي أمام الملأ عن أغنية "كلمة ولو جبر خاطر" للفنان اليمني الراحل محمد سعد عبدالله.

كيف تكون أحلام ضمن لجنة البرنامج الذي يختار الأكفأ صوتاً واداء وثقافة فيما بين المتسابقين، وهي ترى أن المتسابق المبتدئ قد صحح لها المعلومة التي أوردتها، في موقف محرج، كان سيزداد حرجاً لو أن أحداً سألها: وماذا لو غنى فنان يمني أغنية سعودية؟!، هل سيختلف تقييمها له وهل سيخسر التأهل بسبب هذا الاعتراض غير المنطقي؟.

أحلام قدمت أمام الجمهور العربي مثالاً للفنان الذي يتعالى على الجميع ثم يسقط في أول اختبار، فكيف تجهل وهي الفنانة المتفرغة للفن منذ أكثر من عشرين سنة، تاريخ واحدة من أشهر الأغاني اليمنية؟. وعدم معرفتها بذلك يفتح الجدل حول أحقيتها بأن تكون في كرسي لجنة التحكيم وهي لا تملك المعرفة الكافية التي تؤهلها للحكم على الفنانين الشباب.



أكثر...