ومضى عامٌ كلمحِ البصر ، سعد من سعد ، وضحك من ضحك ، ومرض من مرض ، ومات من مات ، وبكى من بكى ...
عامٌ ميلاديّ انصرم ، وذهب كأنه لم يكن ..
كفتات الخبز في وجه الريح ، كالسراب ، كقطعة حلوى في يد طفل ، كجناح طيرٍ بلّلهُ القطرُ، كأغنية في حنجرة فيروز، وكهزّة خصرٍ في ليلةٍ حمراء .... 
وداعا ( 2016 ) ... لن نلتقي بعد اليوم ومحالٌ ذلك ،
ولكن حتما سنلتقي بذكرياتنا السعيدة والمؤلمة التي خلفتها لنا ، وسنلتقي بما قدمنا فيك من خير وشر في ميزان الأعمال يوم الحشر .. 
ولكن هل ياترى سنلتقي على قارعة طريق العمر القادم 
( بإذن الله)  بأحلامنا التي رسمناها فيك ، 
وبآمالنا التي بدأناها ولم تكتمل ...
هل سيمحي  العام الجديد آلامنا ، 
هل سيفيق السلام من مضجعه ، وتموت الكوارث ... 
أم سيزيد البكاء والظلم ..! 
لا تضيق ذرعا ياصديقنا الراحل فالحقيقة أنك كنتَ عامًا مليئا بالسواد، تغبّشت الرؤية فيك ، وضعنا بين أكف السياسة ، ولعبتها القذرة ، حتى دفع لك القدر دم الأبرياء في بقاع لا تجهلها ولا نجهلها .. 
كنتَ عامًا فضٌ غليظ بما فعلوه شياطين الأنس ، المحاطون بشياطين الجنّ ... لعبوا بك ألعاب قذرة ؛ 
ذهب ضحيتها الملايين
من الأطفال والكهول والقوارير...
كم عينٌ بكت ، وكم قلبٌ شكى من قسوة المستحكمين بك والمسيّرون لأوقاتك حسب رغباتهم ... 
نحن نعلم أنك حزين بما حدث فيك من جنف وافتئات ، 
وأيضا نحن لانستطيع لوم أحد ، فأفواهنا مكبلة ، لا تنطق إلاّ بالهوى ... 
عموما فقد ذهبتَ ولن نذكر الراحلين إلاّ بخير ، 
أصبحت في عداد الموتى واذكروا محاسن موتاكم كما يقول المثل ... 
ولكن لا تحزن ياصديقي  فقد جذل الكثيرون فيك ، 
وتحققت آمال وأحلام ورؤى ، وكنت أجمل عام مرّ على البعض، كم من إنسان يحمل في طياته الكثير من الحب لك .. 
لأن في حضورك تحققت أحلامه ، 
وتزيّن عمره بما يشاء من زينة الحياة الدنيا ... 
لا نقول لك إلى اللقاء ولكن وداعا و دعنا نرحّب بأخيك :  
مرحبا ( 2017 ) حللت حربًا ، ووطئت صعبا ، لا تحزن ياصديقنا الجديد  مما ورثته من أخيك ، ولا تصدمنا بما سيكون ، ودعنا نذكرك بالخير بعد الانصرام ... 
لن نستبق الأحداث فلربما ربُّنا كتب فيك الخير ، وأماط من أيامك القادمة الأذى ... وكل عام والعدل بخير .